أصوات نورانية| عبدالرحمن الدروي.. «نبرة من ذهب» تهز الوجدان

محمود طلعت
الشيخ عبدالرحمن الدروي

درس الشيخ عبدالرحمن الدروي علوم القرآن والفقه والحديث ومختلف فروع الثقافة الإسلامية، وأتم حفظ كتاب الله وعمره لم يتجاوز التاسعة.


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان، قراء القرآن والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

في الحلقة الـ17 من السلسلة نسلط الضوء على القارئ الشيخ عبدالرحمن الدروي صاحب الحنجرة الذهبية والنبرة التي تهز الوجدان، والذي حرص على تلاوة القرآن الكريم في العديد من المناسبات.

المولد والنشأة.. والالتحاق بالأزهر

ولد القارئ الشيخ عبدالرحمن الدروي في أغسطس عام 1903م، بقرية “دروة” مركز أشمون بمحافظة المنوفية، بجمهورية مصر العربية.

حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية وعمره لم يتجاوز التاسعة، وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة، للالتحاق بالأزهر الشريف ودراسة علوم القرآن.

خادم كتاب الله لسنوات طويلة

يعد الدروي أحد أعلام الرعيل الأول من قراء القرآن الكريم في مصر، وهبه الله تعالى نعمة الصوت الذي تنجذب إليه العقول والقلوب، فظل يخدم كتاب الله عز وجل سنوات طويلة.

حرص الشيخ الدروي على التواصل مع أهل قريته رغم تعدد مسؤولياته بعد الشهرة، وظل مرتبطًا  بهم حتى وفاته، وكان يعمل مأذونًا، ولا يتقاضى أجرًا عن إحياء الليالي القرآنية ولا عن الزيجات التي كان يحرر عقودها في قريته.

دخول الإذاعة.. وبداية الشهرة

سطع نجم الدروي في عالم القراءة لما كان يتمتع به من صوت رباني مميز، وقرار سليم، ونبرة تهز الوجدان، حتى عرفه القاصي والداني.

دخل الإذاعة المصرية عام 1942م حين كان يقرأ القرآن في مأتم محمود فهمي النقراشي باشا، فسمعه رئيس الحكومة في ذلك الوقت، وأعجب كثيرًا بصوته.

افتتاح أول إذاعة للمملكة

في عام 1948 م وفي أثناء أدائه لفريضة الحج، طلبت الحكومة السعودية من الشيخ الدروي افتتاح أول إذاعة للمملكة، فوافق وسجل 4 ساعات.

ورفض حينها أن يتقاضى أجرًا على التسجيلات قائلًا: “كيف أتقاضى أجرًا عن قرآن تلوته في بلد نزل عليه وفيه القرآن.. سأقرأ دون شروط”.

هوايات الدروي.. والمرض ثم الوفاة

كان من هواياته الاستماع إلى تسجيلات الشيخ علي محمود، والشيخ محمد رفعت، وكان شغوفًا بحضور الليالي التي كان يقيمها الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي الذي كان يصف صوته بأنه من أعظم الأصوات.

في عام 1962، حاول الشيخ عبدالرحمن الدروي أن يسجل القرآن مرتلًا، لكنه أصيب بمرض بالأحبال الصوتية، الأمر الذي أوقف مشروعه لتسجيل القرآن مرتلًا، لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها في الثاني من يناير من عام 1991م.

ربما يعجبك أيضا