أصوات نورانية| عبدالفتاح الشعشاعي.. «صوت روحاني» يثير التدبر والتأمل

محمود طلعت
الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي

القارئ عبدالفتاح الشعشاعي، حقق شهرة واسعة بين عمالقة دولة التلاوة المصرية، أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود، والشيخ أحمد ندا.


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان، قراء القرآن والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

وفي الحلقة الـ18 من السلسلة نسلط الضوء على القارئ المتميز الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، صاحب الصوت الروحاني الفريد الذي وصفه محبوه بأنه صوت يخطف القلوب ويثير التدبر والتأمل. ذلك أن من يستمع لتلاوة الشعشاعي يدرك أن طبقة صوته تحمل من الشجن ما يدفع للتدبر.

مولده ونشأته.. وحفظه للقرآن والتحاقه بالأزهر

ولد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي عام 1891م بقرية شعشاع، التابعة لمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية، وكان والده قارئًا ومعلمًا للقراءات أيام الخديوي إسماعيل والخديوي توفيق. وقد حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن مبكرة، على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي، وسنه لم تتجاوز الـ10 سنوات، وسافر إلى طنطا لطلب العلم.

 

 

تميز صوت القارئ عبد الفتاح الشعشاعي بالعذوبة والإتقان، فسافر إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف عام 1914م، وهناك درس القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع. وحقق الشعشاعي شهرة واسعة بين عمالقة دولة التلاوة، مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود، والشيخ أحمد ندا.

تكوينه فرقة تواشيح دينية والتحاقه بالإذاعة المصرية

كَوَّن الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية، وكان في بطانته الملحن المعروف في ذلك الوقت، زكريا أحمد، لكن سرعان ما اتجه إلى دولة التلاوة، ليزامل كبار المقرئين. وكانت خطواته الأولى في عالم الشهرة حين قرأ القرآن في الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، رضي الله عنه، وبعد تلك الليلة ذاع صيته وأصبح له مريدون وتلاميذ، ومنهم الشيخ محمود علي البنا والشيخ أبو العينين شعيشع.

 

التحق الشعشاعي، رحمه الله، بإذاعة القرآن الكريم عام 1932م، وكان ثاني من سجل في إذاعة القرآن الكريم، بعد الشيخ محمد رفعت، وعُين قارئًا بمسجد السيدة نفسية، ثم مسجد السيدة زينب، رضي الله عنهما. وخلال مسيرته القرآنية الحافلة، زار العديد من البلاد، مُرتلًا ومجودًا آيات القرآن الكريم، فكان خير سفير لكتاب الله، بل كان أول من رتل القرآن الكريم في الحرمين الشريفين بمكبرات الصوت من القراء المصريين.

ثروة عظيمة من التلاوات

أتقن الشيخ الشعشاعي تجويد القرآن وتنقل بين محافظات مصر ومدنها قارئا ماتعًا، ونظرًا لشهرته الفائقة جدا في هذا الوقت من تاريخ مصر، قرأ الشيخ الشعشاعي في عزاء الزعيم الوطني المصري، سعد زغلول، وكذلك قرأ في مأتم عدلي باشا يكن، ومحمد محمود، رؤساء وزراء مصر فى ذلك الوقت.

وبعد رحلة طويلة مع القرآن الكريم، جاوزت الـ60 عامًا، رحل الشيخ الشعشاعي عن دنيانا في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركًا خلفه صوتا نديًّا يطرب الآذان، وثروة عظمية من التلاوات القرآنية. ثروة تعكس بهاء صوته وحسن تلاوته وإجادته لأحكام تلاوة الكتاب العزيز.

ربما يعجبك أيضا