أصوات نورانية| كامل يوسف البهتيمي.. اكتشاف الشيخ الصيفي صاحب الصوت الشجيّ

محمود طلعت
كامل يوسف البهتيمي

يعد القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي صاحب الصوت الأبيض والحنجرة الفولاذية، كما وصفه أبناؤه وأحفاده والمحبون لصوته الشجيّ النديّ


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان، قراء القرآن والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

في الحلقة الـ16 من السلسلة نسلط الضوء على القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي صاحب الصوت الأبيض والحنجرة الفولاذية، كما وصفه أبناؤه وأحفاده والمحبون لصوته الشجيّ النديّ.

المولد والنشأة وحفظ القرآن

محمد زكي يوسف، المعروف بالشيخ كامل يوسف البهتيمي، ولد في إبريل عام 1922 في قرية بهتيم بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية وإليها تنسب شهرته العريقة. وكان والده من قراء كتاب الله في كتّاب القرية، فألحقه بها عند بلوغه السادسة من عمر، وأتم حفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة.

يعد البهتيمي أحد عمالقة دولة التلاوة المصرية، الذين أثروا بأصواتهم العذبة الندية مكتبة السماع، وغزوا قلوب وآذان محبي تلاوة القرآن الكريم في الداخل والخارج. وألحقه والده بالأزهر الشريف ليتم علوم  القرآن في سن مبكرة، وكان يأتي أحيانا من بهتيم إلى الأزهر سيرًا على الأقدام، وكان متفوقًا في الدراسة فحصل على العالمية الثانية والثالثة من الأزهر.

البهتيمي وبداية الشهرة

تتلمذ الشيخ البهتيمي على يد الشيخ محمد الصيفي الذي توجه إلى مسقط رأس البهتيمي للاستماع إلى تلاوته دون علمه، وطلب الصيفي منه أن ينزل ضيفًا عليه في منزله بحي العباسية في العاصمة المصرية القاهرة، ليمهد له طريق الشهرة، وإحياء الحفلات وقدمه للناس على أنه اكتشافه.

في عام 1944 سافر البهتيمي إلى فلسطين، وفي العام الذي يليه سافر إلى السودان ليتلو القرآن الكريم في النادي المصري بالخرطوم طوال شهر رمضان. وعندما جاء عام 1947 كان صوت الشيخ كامل يذاع من محطات لندن وسوريا ودلهي والشرق الأدنى.

مقرئ القصر الجمهوري

اعتُمِد الشيخ كامل يوسف البهتيمي بالإذاعة المصرية عام 1953، وكان يقرأ القرآن الكريم كل يوم جمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة.

وفي عام 1964 سجل نصف خاتمة المصحف المرتل للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما سجل القرآن الكريم مجودًا للإذاعة المصرية، وأصبح مقرئ القصر الجمهوري.

إصابته بنزيف في المخ.. والرحيل

أصيب الشيخ بشلل نصفي أثناء إحيائه لأحد المآتم في بورسعيد، وبعد علاجه استرد عافيته بعض الشيء، لكن صوته لم يعد بنفس القوة التي كان عليها، وبعد أشهر من تلك تعرض مرة أخرى لحالة إعياء شديدة أثناء إحياء إحدى السهرات الدينية، وشخصت إصابته بنزيف في المخ، وبعدها بساعات قليلة فارق الحياة، في 6 فبراير 1969 عن عمر يناهز 47 عامًا.

وعقد شيخ المقارئ في ذلك الوقت الشيخ محمود المصري، مجمعًا قرآنيًا في سرادق العزاء ضم عدد كبير من رجال المقارئ العربية واستمروا في تلاوة القرآن بعد دفنه لـ5 ساعات.

ربما يعجبك أيضا