أصوات نورانية | الحصري.. «كنز التلاوة» الذي رتل القرآن في قاعة الملوك بلندن

محمود طلعت

أجاد الشيخ محمود خليل الحصري قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ورتّله في قاعة الملوك بلندن، ورفع الأذان في الكونجرس الأمريكي.


تستعرض “شبكة رؤية الإخبارية”، في سلسلتها “أصوات نورانية” على مدار شهر رمضان المبارك، قراء القرآن الكريم والإنشاد الديني الذين حباهم الله أصواتًا ملائكية عذبة ليطربوا الآذان ويسحروا القلوب.

في الحلقة التاسعة من السلسلة نسلط الضوء على القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، أحد أبرز مشاهير التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، وصاحب مدرسة فريدة في قراءة القرآن الكريم، ظلت قائمة وراسخة في نفوس الملايين إلى يومنا هذا.

المولد والنشأة.. وحفظ القرآن سماعيًا

وُلد الشيخ الحصري في 17 سبتمبر 1917 ميلاديًّا، بقرية شبرا النملة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وسُمى الحُصري نسبة إلى صناعة والده الذي كان يبيع الحصير بعد أن يجدلها بيديه، وحفظ القرآن الكريم في كتاتيب القرية سماعيًّا في سن 8 سنوات، وظل عامين يدرس تجويد وأحكام التلاوة حتى التحق بالمعهد الأزهري في طنطا، ثم أكمل دراسته في الأزهر الشريف.

التقدم للإذاعة.. وتعيينه قارئا لمسجد الحسين

تقدم الحصري إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين، وكان أول بث مباشر على الهواء له في 16 نوفمبر عام 1944، وعُيّن قارئًا للمسجد الأحمدي في طنطا عام 1950، وتلقى دعوة رسمية من الحكومة السعودية عام 1954 لحضور الحفل الرسمي لافتتاح إضاءة مكة المكرمة بالكهرباء، وفي العام 1955 عُيّن قارئًا لمسجد الحسين بالقاهرة.

وأجاد الحصري قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، وله العديد من المصاحف المسجّلة بروايات مختلفة، وكان أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة برواية حفص عن عاصم، وظلّت إذاعة القرآن الكريم تبثّ صوته متفردًا لمدة 10 سنوات منذ العام 1958 ميلاديًا.

صاحب فكرة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن

تخصص “كنز التلاوة” في علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر، وعُين وكيلا لمشيخة المقارئ المصرية عام 1959، ومراجعًا ومصحّحًا للمصاحف.

وكان الحصري أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، وصاحب فكرة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم. وفي العام 1960 ميلاديًا دعاه الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر ،لقراءة القرآن في المؤتمر الإسلامي الأول في العاصمة الهندية نيودلهي.

جوائز وأوسمة.. والترتيل في قاعة الملوك بلندن

في اعام 1967 حصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم، وكان القارئ الوحيد الذي رتل القرآن في الأمم المتحدة خلال زيارته عام 1977، بناءً على طلب الوفود العربية والإسلامية، والتقى الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، وفي العام 1978 رتّل القرآن في قاعة الملوك بلندن، ورفع أذان صلاة الظهر في الكونجرس الأمريكي في أثناء زيارة وفد مشيخة الأزهر للولايات المتحدة.

للشيخ الحصري أكثر من 12 مؤلفًا في علوم القرآن، وأسلم على يده الكثير من الأجانب الذين دخلوا الإسلام بسبب عشقهم لصوته الذي جذب قلوبهم، وأوصى بأن يخصص ثلث تركته للإنفاق على أعمال البر والخير وخدمة المسجدين اللذين شيدهما بالقاهرة وطنطا، وتوفي يوم الاثنين 24 نوفمبر 1980 ميلاديًّا.

ربما يعجبك أيضا