أطباء لـ”رؤية”:المتوفى بكورونا غير معدٍ وأصحاب الرداء الأبيض يتألمون لنعيش

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تسبب دفن الموتى من ضحايا فيروس “كورونا” في مقابر عائلاتهم بالمحافظات في إثارة أزمات بين أهالي القرى التي ينتمون لها في مصر في الآونة الأخيرة منذ انتشار عدوى كورونا، خاصة في ظل رفض كثيرين دفنهم في المقابر خشية انتشار العدوى، حتى أن أهالي منطقة بهتيم بالقليوبية رفضوا دفن موتى كورونا في مقابر المنطقة إلا بشروط، وقوبلت مبادرة لأحد أعضاء البرلمان لإقامة مقابر لضحايا كورونا في منطقة الخانكة برفض الأهالي.

وأشعل رفض جثامين الأطباء وأطقم التمريض المصابين بكورونا مشاعر غالبية المصريين بالرفض والاستهجان، خاصة بعد ما تجمهر العشرات من أهالي قرية “شبرا البهو فريك” التابعة لمركز أجا بالدقهلية، أمس، أمام مقابر القرية لمنع دفن طبيبة توفيت بعد إصابتها بالفيروس وتجمع الأهالي أمام الإسعاف رافضين دخوله المقابر بالجثمان وأشعلوا الطريق المؤدي إلى المقابر لمنه وصول الجثمان إلى مثواه الأخير، وهو الأمر الذي تكرر قبل أيام في البحيرة، خوفًا من انتشار الفيروس لديهم فيما حضرت قوات الأمن وفرقت المتجمهرين بإطلاق قنابل الغاز والدخان وقبضت على بعض مثيري الشغب وأمرت بدفن الجثمان، ما أثار تساؤلات كثيرة عن حقيقة العدوى بفيروس كورونا بعد الممات، “رؤية” تجيب في السطور التالية..

الصحة العالمية تجيب

أصدرت منظمة الصحة العالمية، مساء الجمعة، بيانًا أوضحت فيه أن جثة المتوفى بـ”كورونا” لم يثبت أنها معدية، وأن جثمان المتوفى بالإيبولا أو الكوليرا هم فقط من يعتبرون مصدرًا للعدوى.

ونصحت الصحة العالمية، العاملين الصحيين والقائمين على عملية الدفن، والمسؤولين عن التعامل المباشر مع الجثامين باتخاذ التدابير اللازمة قبل الدفن واتباع إرشادات المنظمة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها في الإدارة السليمة لجثث الموتى في سياق جائحة فيروس كورونا.

كما أفادت المنظمة بضرورة ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة، مثل القفازات والعباءات ذات الاستعمال الواحد، المانعة للماء والكمامات الطبية وواقيات العينين أثناء تغسيل الموتى وتمشيط الشعر وتقليم الأظافر والحلاقة وفقًا للاحتياطات القياسية.

المتوفى غير معدٍ

أكد الدكتور علي درويش، أخصائي أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، أن الجثث لا تنقل الفيروسات، لأن الفيروس ينتهي بعد ساعات قليلة من الوفاة ولا يعيش بجسد المتوفى.

وأضاف علي درويش -في تصريحات لـ”رؤية”- هناك تدابير احترازية يتم اتخاذها من جانب الطب الوقائي والجهات الصحية المختصة أثناء الغسل والكفن والدفن، حيث يتم التغسيل من قبل الفريق الطبي وفق طريقة معينة، ويتم وضع المتوفى داخل كيس بلاستيك والكفن يتم وفق معايير متبعة على رأسها التوجيهات الطبية الوقائية.

ونوه بأن الفيروسات التي قد تنتقل بعد الوفاة على رأسها: الإيبولا أو الكوليرا.

واتفق معه في الرأي، الدكتور تامر عمران رشدي عضو لجنة علاج الفيروسات بمعهد ناصر أخصائي أمراض الباطنة والكبد والجهاز الهضمي، قائلًا إن فيروس كورونا يصيب الجهاز التنفسي ولا ينتقل إلا عن طريق الرزاز المتطاير نتيجة عطس أو سعال أو كحة المصاب في وجه المخالط له.

وأضاف تامر عمران في تصريحات خاصة إن كورونا ينتقل أيضًا عن طريق ملامسة الفيروس خاصة ملامسته من على أسطح كانت قد تعرضت لرزاز المصاب، والمتوفى لن يعطس ولن يكح إذن فاحتمال انتقاله بعد الوفاة صعب جدًا لأن الفيروسات لا تعيش في جسم المتوفى إلا مدة قليلة.

واختتم بأنه تبقى الملامسة وينصح بأخذ الاحتياطات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية من لبس ماسك وجوانتي وواقي للوجه عند تغسيل وتكفين المتوفى ويدفن بشكل عادي جدًا.

أدوار إنسانية

وقال الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة المصرية، إن دور أبطال الجيش الأبيض لا ينتهي عند علاج الحالات فقط، لكنهم واصلوا أدوارهم الإنسانية في تجهيز وتغسيل وتكفين بعض الحالات بالطريقة الشرعية وطبقًا لتعليمات وزارة الصحة الوقائية وقاموا بأداء صلاة الجنازة عليها داخل الحجر الصحي.

وأضاف سعد مكي في تصريحات صحفية: لا يكون جزاء الأطباء رفض دفن جثامينهم بعض موتهم بفيروس كورونا، خاصة أن العدوى لا تنتقل من الشخص الميت إلا في فيروس أخرى كالكوليرا.

الخوف من الله

الدكتور هاني الناظر الرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث في مصر، قال -في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس السبت- إن الطبيبة شهيدة كورونا التي توفت وهي تبذل قصارى جهدها لإنقاذ المرضى تقف الآن بين يدي المولى عز وجل، ألا يخشى أهل بلدتها من شكواها لله مما فعلوه لمنع دفن جسدها؟!

يذكر أن فيروس كورونا قد ظهر للمرة الأولى نهاية العام الماضي في مدينة ووهان الصينية، وتسبب حتى الآن في إصابة نحو 2 مليون شخص وموت عشرات الآلاف بالفيروس، وتسعى دول العالم للسيطرة على انتشاره من خلال اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية بشكل كبير، وتواصل معامل الأبحاث وشركات الأدوية العمل بشكل سريع للتوصل إلى لقاح أو علاج لهذا الفيروس.

ربما يعجبك أيضا