أعلى إيرادات نفطية منذ 50 عامًا.. العراق يجني ثمار قفزة أسعار النفط

ولاء عدلان

وزارة النفط العراقية: إجمالي صادرات البلاد من النفط الخام، في مارس 2022، بلغ 100 مليون و563 ألفًا و999 برميلًا.


سجلت إيرادات العراق النفطية خلال مارس الماضي 2022، أعلى مستوى لها منذ نصف قرن تقريبًا، مع تصدير البلاد ما قيمته 11.07 مليار دولار من النفط الخام.

وتأتي هذه الإيرادات القياسية بفعل ارتفاع أسعار النفط العالمية أعلى مستوى الـ100 دولار للبرميل على خلفية الحرب الروسية الأوكراني، ويعد العراق ثاني أكبر منتج للنفط داخل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وأحد المستفيدين من ارتفاع أسعار الخام.

أعلى إيرادات نفطية منذ 1972

أفادت وزارة النفط العراقية مطلع إبريل الجاري، بأن إجمالي صادرات البلاد من النفط الخام في مارس 2022، وفق إحصائيات أولية، بلغ 100 مليون و564 ألف برميلًا، بإيرادات  قيمتها 11.7 مليار دولار، في حصيلة هي الأعلى من الإيرادات النفطية منذ 1972، موضحة أن معدل الكميات اليومية بلغ نحو 3.244 مليون برميل، وأن معدل سعر البرميل الواحد بلغ أكثر من 110.09 دولار.

وخلال فبراير الماضي، سجل العراق أعلى معدل صادرات وإيرادات نفطية منذ 8 أعوام، مع تصديره نحو 92.790 مليون برميل بقيمة 8.54 مليار دولار، وبمعدل يومي بلغ 3 ملايين و314 ألف برميل وبلغ معدل سعر البرميل الواحد أكثر من 92.1 دولار. يشار إلى أن العراق استهدف خلال الربع الأول من 2022 زيادة صادراته النفطية بمعدل 3.4 مليون برميل في اليوم، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية.

غزو أوكرانيا يشعل الأسعار

تصاعدت المخاوف العالمية بشأن نقص إمدادات النفط في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، نظرًا لمكانة روسيا في أسواق الطاقة كونها ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وثالث أكبر منتج، وتصدر يوميًّا نحو 5 ملايين برميل من الخام، ما قفز بأسعار النفط إلى مستويات قياسية، ففي 7 مارس تجاوزت مستوى الـ130 دولارًا للبرميل لأول مرة من 2008، وفقًا لـ”فرانس برس“.

وخلال الفترة من يناير إلى مارس 2022 سجل خاما برنت وغرب تكساس الوسيط أكبر صعود فصلي لهما من حيث النسبة منذ الربع الثاني من 2020، بارتفاعهما بـ 38% و34% على الترتيب، بفعل القفزات التي شهدتها الأسعار على خلفية غزو أوكرانيا، وبالنسبة لسلة أوبك، وهي تضم نحو 12 نوعًا من النفط المنتج في دول أوبك، بما فيها الخام العراقي فأنهت مارس عند مستوى 107.74 دولار للبرميل.

Untitl

حركة أسعار سلة أوبك خلال فبراير ومارس 2022

النفط يمثل أهمية استراتيجية للعراق

يعتمد العراق على الإيرادات النفطية لتغطية أكثر من 90% من النفقات العامة وعجز الموازنة، وخلال العام الماضي ارتفعت عائدات البلاد من الصادرات النفطية إلى 75.65 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز عجز موازنة 2021 البالغ نحو 19.8 مليار دولار، يشار إلى أن العراق نظرًا لتوترات سياسية لم يقر بعد موازنة العام 2022، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية وشبكة “رووداو” العراقية.

وتوقع المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، في فبراير الماضي، في حال تثبيت الإنفاق العام بموازنة 2022 عند مستوى موازنة 2021 البالغ نحو 88.3 مليار دولار مع تقدير سعر برميل النفط بـ60 دولارًا فقط تسجل الموازنة عجزًا افتراضيًّا بنحو 3.4 مليار دولار، وسط احتمالات إلى ارتفاعه إلى 19.8 مليار دولار في حال رفع الإنفاق الكلي إلى أكثر من 102 مليار دولار.

وضع إيجابي

توقع بنك “جي بي مورجان” الأمريكي مطلع إبريل أن تظل أسعار النفط عند مستويات الـ114 دولارًا للبرميل خلال الربع الثاني من 2022، وعند مستوى 101 دولار للبرميل في النصف الثاني من العام، ومع توجه بغداد لاعتماد سعر برميل النفط عند 60 دولارًا بموازنة 2022، فقد ينهي العراق العام بإيرادات نفطية إضافية عن السقف المتوقع بالموازنة تتجاوز الـ40 مليار دولار، وفقًا لـ”سي إن بي سي“.

يشار إلى أن العراق ضمن تحالف “أوبك بلس” وتصل حصته من الإنتاج إلى 4 ملايين و370 ألف برميل يوميًّا، أي أنه خلال الشهرين الماضين لم يصل بعد إلى كامل طاقته الإنتاجية، ولا يزال يتحرك في حدود 3.3 مليون برميل يوميًّا، ومع ذلك حقق عائدات قياسية، وسط توقعات بأن يواصل مكاسبه من ارتفاع أسعار النفط، وفقًا لـ”فرانس برس”.

روسيا تهدد صادرات النفط العراقي

قدمت روسيا، منذ فبراير الماضي، تخفيضات سعرية على صادراتها من النفط، وصلت إلى 20% أقل من الأسعار العالمية، وسط عزوف الشركات العالمية عن صادراتها خشية الوقوع تحت سيف العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وتشكل هذه التخفيضات تهديدًا لحصة العراق تحديدًا في أسواق الهند والصين فالبلدان معًا يستوردان من العراق يوميًّا أكثر من 2 مليون برميل.

Untitled74

وفي الوقت الحالي تسعى الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، والهند ثالث أكبر مستورد، إلى زيادة وارداتهما من النفط الروسي، فالأولى تسعى لدعم موسكو في مواجهة العقوبات الغربية والثانية تسعى للاستفادة من الأسعار الروسية المنخفضة، ومنذ بداية مارس الماضي استوردت الهند نحو 6 ملايين برميل من النفط الروسي، وفقًا لـ “سي إن بي سي“، و”إيه بي سي“.

وبلغ إجمالي شحنات الهند من روسيا، خلال العام الماضي، 12 مليون برميل فقط، بحصة لا تتجاوز الـ5% مقابل حصولها على 27% من احتياجاتها النفطية من العراق، وبالنسبة للصين فهي أكبر مشترٍ منفرد للنفط الروسي بمتوسط بلغ 1.6 مليون برميل يوميًّا خلال 2021، وليس من المستغرب أن تسعى لشراء المزيد من موسكو، وهي ترفض، حتى اللحظة، إدانة غزو أوكرانيا.

Untitled845

 

ربما يعجبك أيضا