أغاني فلكلورية وجرافيتي.. التراث الشعبي في وداع الحجيج

محمد الجرزاوي
وداع الحجاج في مصر

تُعدّ الأهازيج الشعبية جزءًا لا يتجزأ من التراث المصري، إذ تُستخدم للتعبير عن مختلف جوانب الحياة، من أفراح وأحزان، وحتى توديع الحجاج.

والحجّ كونه رحلة روحانية عظيمة، حظي بمكانة خاصة في الذاكرة الشعبية المصرية، وارتبط بطقوس وتقاليد مميزة، بدءًا من لحظة البشارة بالحج، مرورًا برحلة الحاج إلى بيت الله الحرام، وصولًا إلى عودته سالمًا غانمًا.

الأغاني الشعبية

لعبت الأغاني الشعبية دورًا هامًا في هذه الطقوس، إذ كانت تُغنى في مختلف مراحل رحلة الحج، للتعبير عن مشاعر الحنين والشوق والفرح.

وفي لحظة البشارة بالحج، كانت تُغنى أغاني التحفيز والتأكيد على أهمية هذه الرحلة المقدسة، مثل أغنية “يا رايحين للنبي يا حبايبنا”، و”يا حاجي رايح للحرمين”.

وداع الحجاج

وداع الحجاج

عند وداع الحجاج، كانت تُغنى أغاني الحنين والبكاء، مثل أغنية “حاجة حاجة يا أم شال قطيفة”، و”اركبي يا حاجة وردي غطاكي”.

وكانت تُغنى أغاني الدعاء والتضرع، مثل أغنية “يا رب يا رحمن يا كريم”، و”يا الله يا حبيبي”.

وداع الحجاج

وداع الحجاج

عودة الحاج

عند عودة الحاج، كانت تُغنى أغاني الفرح والترحيب، مثل أغنية “يا حاجي راجع يا حبيبنا”، و”يا حبايبنا الحجيج راجعين”.

ولا تزال بعض هذه الأهازيج تُغنى حتى يومنا هذا، خاصةً في المناطق الريفية، حاملةً معها عبق الماضي وذكريات الأجداد.

الجرافيتي ووداع الحجاج

الجرافيتي أيضًا كان أحد أنواع الفلوكلور في توديع واستقبال الحجيج فهو يُعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشوارع، ويمتد تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ، إذ كانت الرسومات على الجدران وسيلة للتواصل في العصر الحديث، وأصبح الجرافيتي أداة للتعبير الفني والثقافي.

وعند مغادرة الحجاج، يُمكن استخدام الجرافيتي لنقل الأمنيات والدعوات. ويُمكن للرسوم والعبارات المرسومة على الجدران أن تُعبر عن مشاعر الود والتقدير، مُضفيةً على لحظات الفراق جمالية وعمق روحي.

مشاعر الحب والإيمان

إن كانت بعض العادات قد تغيرت مع مرور الزمن، إلا أن روح هذه الأهازيج ما زالت حية، تُجسّد مشاعر الحب والإيمان التي تُميز الشعب المصري.

وهذا التراث الشعبي الغني يُعدّ بمثابة شهادة حية على عمق الرابطة الروحية بين الشعب المصري وبيت الله الحرام، وحرصه على الحفاظ على تقاليده المتوارثة جيلًا بعد جيل.

ربما يعجبك أيضا