أفريقيا في مواجهة كورونا.. ارتفاع معدل الإصابات ومصر تقود جهود التعاون

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أكد وزير المالية المصري، محمد معيط، أنه لا بد من تعزيز التعاون القاري لمواجهة تداعيات فيروس كورونا على اقتصاديات الدول الأفريقية، بما يسهم في احتواء الآثار السلبية لهذه الأزمة.

جهود مصرية

تصريحات وزير المالية المصري، جاءت خلال اجتماع لجنة وزراء المالية الأفارقة الخمسة عشر “F-15” الذي انعقد عبر تقنية الفيديو، لبحث تداعيات فيروس كورونا المستجد على اقتصاديات الدول الأفريقية، والإجراءات والتدابير الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية التي اتخذتها الدول الأعضاء لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا، تعزيز التبادل الخبرات، بحسب ما أورد موقع روسيا اليوم، الإثنين.

وتطرق الاجتماع إلى بحث تحديد استراتيجية على المستوى القاري لمواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية للأزمة والتخفيف من آثارها، إضافة إلى اتخاذ موقف أفريقي موحد بهذا الشأن في المحافل الدولية، وعلى رأسها الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد والبنك الدوليين المزمع انعقادها خلال الفترات المقبلة.

واستعرض الاجتماع الخطوات التنفيذية اللازمة لتفعيل قرارات هيئة مكتب الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، الخاصة بإنشاء صندوق على المستوى القاري لمكافحة آثار الفيروس. واتفق الحضور على استمرار الاجتماعات بشكل دوري عبر تقنية “Teleconference” لمتابعة تطورات الموقف والإجراءات التي يتم اتخاذها للتعامل مع الآثار السلبية لانتشار الفيروس.

آخر الأرقام

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في قارة أفريقيا ليصل إلى 14 ألفا و524 مصابا ووفاة 788 حالة، فيما وصل عدد المتعافين إلى ألفين و570 شخصًا وفق الاتحاد الأفريقي، وانتشر الفيروس منذ فبراير الماضي في 52 دولة أفريقية. فيما حذرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، أفريقيا من مواجهة تطور مثير للوباء حتى مع فرض الحكومات قيودا لكبح انتشار الوباء. وتبدو القارة غير مهيأة لإدارة أزمة صحية كبرى، بينما تحاول جاهدة إجراء فحوص كافية لمراقبة حالات الفيروس.

وأصاب فيروس كورونا الجديد أكثر من 12800 شخص في القارة السمراء، وقتل 692 شخصا على الأقل، بحسب حصيلة منسوبة لوكالة فرانس برس. ولم يصل الفيروس القاتل حتى الآن إلى أرخبيل جزر القمر ومملكة ليسوتو الصغيرة في أقصى جنوب القارة. وتعد جنوب إفريقيا من أكثر دول القارة تضررا؛ إذ سجلت حتى الآن أكثر من 2000 إصابة مؤكدة و24 وفاة مسجلة، وهي أرقام بعيدة تماما عن أكثر من 871 ألف إصابة، و71 ألف وفاة في قارة أوروبا.

زيادة العدوى

وعلى الرغم من تصريحات وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة بأن الفيروس كان بطيئا في الوصول إلى القارة مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، إلا أن العدوى زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة.

ومن جانبها حذرت ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، “من أن كوفيد – 19 لديه القدرة ليس فقط على التسبب في وفاة الآلاف، ولكن إطلاق العنان للدمار الاقتصادي والاجتماعي”.

ودعت مويتي إلى تمكين المجتمعات المحلية في المقاطعات والأقاليم لضمان حصولهم على الموارد والخبرة للاستجابة لحالات التفشي للمساعدة ى مكافحة الفيروس.

وكانت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة ذكرت أنه حتى الآن وسعت غانا وكينيا ومصر والمغرب وتونس ونيجيريا الاختبارات الوطنية لتشمل مختبرات متعددة، مما سمح بنظام لا مركزي وأكثر كفاءة.

ترتيب متأخر

قال الباحث في الشأن الدولي، أحمد العناني، إن قارة أفريقيا في مأمن نوعا ما من جائحة كورونا نظرا لأن الإصابات بدأت من منبع تفشي الفيروس في مدينة ووهان الصينية ومنها انتقل إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؛ ما جعل الدول الأفريقية تتخذ خطوات مبكرة احترازية ضد تفشي الفيروس القاتل.

وأضاف أحمد العناني في تصريحات خاصة، أن معظم الدول الأفريقية تأتي في ترتيب متأخر في معدل الإصابات والوفيات مقارنة ببعض الدول الأوروبية والغربية، أما بالنسبة لمصر، فقد استطاعت “القاهرة” أن تتخذ خطوات احترازية قوية ضد تفشي فيروس كورونا منذ البداية.

وأشار إلى أهمية الإجراءات والحظر الجزئي الذي اتخذته الدولة المصرية وتعليق الدراسة بالمدارس والجامعات وحظر رحلات الطيران، أيضا إغلاق المطاعم والمنتزهات والمقاهي والنوادي الليلية وتخفيف العمالة بالجهاز الإدارة للدولة خاصة التي تقدم خدمات وينتظر أن تتواجد بها تجمعات مواطنين.

وأكد الباحث قي الشأن الدولي أن كل هذه الأمور جعلت مصر في مركز متأخر وأيضا تظل نسب الإصابة ومعدل الوفيات في أفريقيا ضعيفة جدا مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا