ألمانيا تستعد لفوز ترامب.. الأسباب والتداعيات

تستعد ألمانيا لاحتمالية فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على الرئيس الحالي جو بايدن، في الانتخابات المقبلة.

وسلطت صحيفة دير شبيجل الألمانية الضوء على تأثير فوز ترامب، مشيرة إلى أن ترامب كان يعتبر ألمانيا عدوة الولايات المتحدة الأولى، كما أنه من المحتمل أن تكون هذه النتيجة كارثية لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي وأزمة المناخ.

نظرة ترامب للألمان

ذكرت الصحيفة الألمانية أن بعض الجهات الدبلوماسية بدأت في إجراء اتصالات مع معسكر الرئيس الأمريكي السابق لتجنب التعرض للصدمة كما كان الحال في عام 2016.

وأشارت إلى أن مواقف ترامب لم تكن إيجابية مع برلين، وكان يتعامل مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون وآخرين بشكل أفضل من تعامله مع المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل.

وفي مايو من عام 2017، قال ترامب، في اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الألمان سيئون للغاية، وأضاف في تصريحاته آنذلك: “انظروا إلى ملايين السيارات الرهيبة التي يبيعونها في الولايات المتحدة، سنوقف هذا.”

اقرأ أيضًا: بايدن يحذر: ترامب يمثل خطرًا على الديمقراطية الأمريكية

بهجة برلين بخسارة ترامب

أوضحت الصحيفة أن نظرة ترامب للألمان بأنهم أمة من الطفيليات لا يمكن الاعتماد عليها، وقال في يوليو 2018: “ألمانيا تسيطر عليها روسيا بالكامل”، وفي تصريحات أخرى قال: “من المفترض أن نحميكم من روسيا وأنكم تدفعون مليارات الدولارات إلى روسيا”.

وشعرت برلين بالبهجة عندما خسر ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في خريف عام 2020، وهذا يدل على أن ألمانيا كانت ستعاني مع الناتو من ولاية ثانية للرئيس الأمريكي السابق.

وأعلن ترامب عن نيته الترشح لولاية ثانية كرئيسًا للولايات المتحدة، وفي استطلاعات الرأي، يتقدم ترامب بفارق كبير على المنافسين المحتملين من حزبه، بما في ذلك حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، الذي يُعتقد أن لديه أفضل فرصة للتغلب على ترامب في الانتخابات التمهيدية.

الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب

تحدي كبير

من المؤكد أن جو بايدن سيكون خصم ترامب مرة أخرى، فالرئيس الحالي سنه الآن 82 عامًا، وحال فوزه بولاية ثانية سيكون سنه 86 عامًا في نهاية الولاية، وهذا يدل على أن ترامب صاحب الـ76 عامًا أكثر نشاطًا وحيوية.

وستكون عودة ترامب للرئاسة واقعية في الغالب، وفق ما ذكرت دير شبيجل، ويفكر السياسيون الذين يتطلعون إلى المستقبل في السيناريوهات المحتملة حال فوزه، لا سيما في برلين وبروكسل، حيث يوجد خصوم ترامب المفضلون وهم الناتو والاتحاد الأوروبي وألمانيا.

اقرأ أيضًا: ترامب: الدولار لن يبقى قريبًا العملة المعيارية السائدة

وقال السياسي الألماني والعضو في الحزب الديمقراطي الحر، مايكل لينك، في تصريحات لشبيجل، إنه في حال إعادة انتخاب ترامب فإن الرئيس الأمريكي السابق سيكون تحديًّا كبيرًا لألمانيا وأوروبا والعالم في ولايته الثانية مما كان عليه في ولايته الأولى، ومن المحتمل أن يحكم بطريقة غير قابلة للتنبؤ.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

الاستعداد لفوز ترامب

قالت نائبة رئيس مجموعة حزب الخضر في البرلمان الألماني، أجنيسكا بروجر، إنه يجب الاستعداد لفوز ترامب بولاية ثانية، مضيفة في تصريحاتها لشبيجل أن الأوروبيين بحاجة لأن يكونوا أكثر اعتمادًا على الذات وألا يظهروا ضعفهم.

وأضافت، في تصريحاتها، أنه على ألمانيا والاتحاد الأوروبي توسيع آفاقهما وتوسيع الشراكات والتحالفات “خاصة مع بلدان الجنوب العالمي”.

اقرأ أيضًا: ترامب في مانهاتن للإدلاء بإفادة أمام المدعية العامة لنيويورك

وأشارت شبيحل إلى أن البعض في الحكومة الألمانية يعتقدون أنه إذا عاد ترامب إلى منصبه، فسيكون ذلك سيناريو مرعبًا لحماية المناخ، ويتذكر حزب الخضر ما فعله ترامب في ولايته الأولى عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

ألمانيا تعلن حالة التأهب لإعادة انتخاب ترامب .. الأسباب والتداعيات

ترامب والبيئة

تراجع ترامب عن أكثر من 100 قرار لحماية البيئة، وسهل على الشركات التنقيب عن النفط والغاز في المحيطات وسمح بمشروع خط أنابيب مثير للجدل، والأهم من ذلك، أنه أضعف وكالة حماية البيئة (EPA).

وقال نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الألماني الحر والمسؤول عن سياسة حماية المناخ في حزبه، لوكاس كوهلر، في تصريحات لشبيجل، إنه في ظل حكم ترامب، من المحتمل أن تنسحب الولايات المتحدة على الفور من تمويل المناخ الدولي.

وأضاف، في تصريحاته، أنه كان من الصعب المضي قدمًا في الالتزامات بإنشاء صندوق لتعويض الأضرار المناخية دون التزامات في قمة المناخ العالمية الأخيرة، موضحًا: “سيكون مستقبل النظام موضع تساؤل بدون تمويل من واشنطن”.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

عودة ترامب كارثة لأوكرانيا

أشارت شبيجل إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستكون كارثية على أوكرانيا، ففي الأسابيع الأخيرة، كشف ترامب مرة أخرى في عدة مقابلات عن عدم اكتراثه بخرق روسيا للقانون الدولي وافتقاره للتعاطف مع معاناة الأوكرانيين.

وزعم أنه في حالة إعادة انتخابه سينهي الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، وإذا كان الأمر متروكًا له، سيسمح لموسكو بالسيطرة على أجزاء من أوكرانيا، واصفًا المفاوضات بخصوص تلك الحرب بأنها بسيطة للغاية، لأنه يتفق بشكل جيد مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.