أمريكا تخطط للانسحاب من سوريا.. هل يعود «داعش»؟

تأثير كارثي واحتمالية ظهور داعش حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا

محمد النحاس

تدرس الولايات المتحدة جدوى وجودها في سوريا، إلا أنّ انسحابها قد يؤدي لعودة تنظيم داعش الإرهابي


ليس من المفاجئ أن تعيد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تموضعها بعد هجوم 7 أكتوبر والتوترات في جميع أرجاء الشرق الأوسط التي تلت ذلك.

وبحسب ما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في تقرير لها الأربعاء 24 يناير 2024، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تعد مهتمة بمواصلة عملياته في سوريا التي بات يراها “غير ضرورية”، ورغم عدم اتخاذ قرار المغادرة تدرس الإدارة كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب، وفق 4 مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية، في خطوة قد تقود لمعادة ظهور التنظيم الإرهابي بعد سنوات من دحره.

احتمالية عودة داعش

سلطت المجلة الأمريكية الضوء على “التأثير الكارثي” الذي قد يخلفه الانسحاب على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في الأزمة السورية، واعتبرت أيضًا أنه سيكون بمثابة هدية لتنظيم داعش الإرهابي، ورغم ضعف التنظيم الإرهابي في الوقت الحالي، إلا أنه في الواقع مهيأ للظهور من جديد في سوريا، حال أتيحت له الفرصة للقيام بذلك.

وكان التدخل الدولي غير المسبوق الذي أطلقته الولايات المتحدة وأكثر من 80 دولة شريكة في عام 2014 لهزيمة داعش ناجحًا، وقد جرى تحرير الجيب الأخير من الأراضي في سوريا في أوائل عام 2019، حسب ما ذكرت “فورين بوليسي”.

التهديد لا يزال قائمًا

مع وجود ما يقرب من 900 جندي على الأرض، تلعب الولايات المتحدة دورًا بارزًا، رفقة قوات سوريا الديمقراطية، في تقويض داعش شمال شرق سوريا.

ورغم ذلك، فإن التهديد لا يزال قائمًا، ففي منتصف يناير شنّ التنظيم هجومًا صاروخيًا على سجن تديره قوات سوريا الديمقراطية يضم نحو 5 آلاف سجين من داعش، تلا ذلك محاولة هروب جماعي جرى إحباطها.

دور بارز

وفقًا للتقرير، فإن الانتشار الأمريكي له دور حيوي في تحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث يحتجز نحو 10 آلاف مقاتل من داعش، في نحو 20 سجنًا ومركز احتجاز.

وفي شرق ووسط سوريا، عاد ذيول داعش تمارس نشاطها حيث تفرض الضرائب على الأطباء والتجار والمزارعين، وفي بعض الحالات يتم إصدار إيصالات تحمل علامة داعش عند الحاجة، ويتم إرسال التهديدات إلى الهواتف المحمولة والأقارب.

تعاون بين “سوريا الديمقراطية” ودمشق

على مدى السنوات العديدة الماضية، أخفت داعش عمدًا مستوى عملياتها في سوريا، ولكن بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، بدأ التنظيم للمرة الأولى في الكشف عن مدى نشاطه.

ويحذر التقرير ختامًا من احتمالية عودة داعش بقوة، حال حدوث انسحاب للقوات الأمريكية، ويقترح بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية إجراء نوع من التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية وبين النظام السوري لمواجهة داعش. إلا أن الصحيفة الأمريكية تصف الأمر بأنه “لن يكون هبة لداعش فحسب” بل أيضًا غير قابل للتطبيق.

ربما يعجبك أيضا