أمريكا والصين وميانمار.. أزمات أفسدت قمة «آسيان»

شروق صبري
قمة آسيان

تطالب قمة "آسيان" زعماء المنطقة أن يوازنوا بين المصالح الأمنية الأمريكية والمصالح الاقتصادية الصينية، فهل تنجح قمة هذا العام في تحقيق هذا التوزن؟


يشهد العالم خلال هذه الفترة العديد من القمم الدولية وتحالفات بين الدول العالمية، التي قد تسبب في اندلاع حرب باردة جديدة.

وسلطت القمم، التي عقدت في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 2023، الضوء على تحالفات وصراعات بين الدول، على رأسها قمة «آسيان»، ومخطط تعزيز التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية، وانعقاد قمة المناخ الإفريقية الأولى على الإطلاق في كينيا.

«آسيان» تحارب لمنع الحرب

استضافت إندونيسيا قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أمس الثلاثاء 5 سبتمبر 2023، الذي يستمر 5 أيام. واجتمع قادة ومسؤولون من 10 دول في جاكرتا، لمناقشة الأمن الإقليمي، والسيادة الإقليمية، والعداء المتزايد بين أكبر قوتين في العالم، الولايات المتحدة والصين.

ووفق ما أوردته مجلة فورين بولسي الأمريكية، في تقرير نشرته يوم أمس، تمثل رابطة الآسيان، التي تضم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، نحو 650 مليون نسمة، وأكثر من 2.9 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي.

قمة آسيان

قمة آسيان

أزمة ميانمار

تقليديًّا، كانت الرابطة تدعو إلى سياسة عدم الانحياز، بسبب الولاءات المتوترة بين الولايات المتحدة أكبر شريك أمني له، والصين أكبر شريك اقتصادي، لكن تحديات السياسة الخارجية الأخيرة وضعت هذه الممارسة على المحك.

وأشارت المجلة إلى أنه على رأس جدول أعمال قمة الآسيان، هذا الأسبوع، الأزمة الأمنية التي اجتاحت ميانمار منذ عام 2021، عندما أطاح جيشها بالحكومة، وسجن العديد من كبار القادة، بينهم الزعيمة السابقة، أونج سان سو تشي، إلى جانب الآلاف من المنتقدين الآخرين.

وضع خطة سلام

منذ الانقلاب، سعت رابطة الآسيان إلى وضع خطة سلام من 5 نقاط، من شأنها إنهاء العنف في ميانمار، وتحفيز محادثات السلام بين المجلس العسكري ومعارضيه، وتقديم المساعدات الإنسانية.

ومع ذلك، أدت الحوارات التي حضرها المجلس العسكري واستضافتها تايلاند وكمبوديا إلى تقسيم نهج الكتلة تجاه الصراع في البلاد. وعلى وجه التحديد، احتضنت تايلاند وكمبوديا والصين المجلس العسكري، بدلًا من الدعوة إلى الإطاحة به، في حين أوقفت بقية الكتلة كبار جنرالات ميانمار عن المشاركة في اجتماعات الرابطة هذا الأسبوع.

وكان من المقرر أن تتولى ميانمار رئاسة آسيان في العام 2026، لكن الكتلة أعلنت أن الفلبين هي التي ستقود المجموعة عام 2026.

خلافات داخلية

ميانمار ليست الأزمة الإقليمية الوحيدة، التي تحد من فاعلية آسيان، وفق فورين بوليسي، بل أدت الخلافات الداخلية بشأن الصين إلى الحد من قدرة الكتلة على تأكيد قوتها.

وفي الأسبوع الماضي، أصدرت بكين خريطة جديدة تحدد أن كل بحر الصين الجنوبي تقريبًا يقع تحت سيادتها. وشجب العديد من أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا، من بينها بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام، تصرفات الصين.

ومع ذلك، فإن الاستثمار الصيني المتزايد في المنطقة، عبر مبادرة الحزام والطريق تحديدًا، أعاق رغبة الكتلة في مواجهة عدوان بكين المتزايد. وأدى هذا العجز عن الاتفاق على الخطوات السياسة الخارجية إلى الإضرار بسمعة الرابطة دوليًّا.

غياب أمريكا والصين

الأهم من ذلك، وفق التقرير، أن القادة الرئيسين، مثل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس الصيني، شي جين بينج، اختارا عدم حضور قمة هذا العام. وستحل نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ورئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، محلهما.

ونقل التقرير عن وزير الخارجية الإندونيسي السابق، مارتي ناتاليجاو، قوله: “يمكننا أن نشكو كما نشاء من عدم احترام الدول الأخرى لنا، أو عدم حضورها إلى قممنا، لكن في النهاية، إنها في الواقع نقطة تستدعي التفكير.”

قمة آسيان

قمة آسيان

إهانة بايدن

كان قرار بايدن بتخطي قمة هذا الأسبوع مهينًا لآسيان، وفق تعبير فورين بوليسي، لأنه سيكون في المنطقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حين يتوجه يوم 7 سبتمبر إلى الهند، لحضور قمة مجموعة الـ20، ومن ثم يزور فيتنام، القوة الاقتصادية الصاعدة، يوم 10 سبتمبر.

وعلى الرغم من عدم إعطاء الأولوية لآسيان، سارع البيت الأبيض إلى إعادة التأكيد على مصالح واشنطن في جنوب شرق آسيا. وأشار إلى تنظيم بايدن أول قمة تستضيفها الولايات المتحدة مع قادة آسيان، العام الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي: “من المستحيل النظر إلى السجل الذي قدمته هذه الإدارة، والقول إننا نبتعد بطريقة أو بأخرى” عن المنطقة.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض: وضعنا أسسًا جيدة للشراكة خلال قمة آسيان

اقرأ أيضًا| افتتاح قمة آسيان مع غياب ممثلو ميانمار

ربما يعجبك أيضا