أمينة «المجتمع الديمقراطي» المغربي لـ«رؤية»: نستطيع حل أزمة الطاقة في أوروبا لكن بشروط

أجرت شبكة “رؤية” الإخبارية حوارًا مع الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي بالمملكة المغربية، زهور الشقافي، التي تحدثت عن عدد من الملفات المهمة.

وتحدث الشقافي، في حوارها مع “رؤية”، عن أزمة السودان، ودور المغرب في المساعدة لحل الأزمة، والأوضاع في النيجر، وغيرها من القضايا المفصلية على الساحتين العالمية والإقليمية.

مسئولة مغربية في حوار لـ “رؤية”: الأوضاع في السودان مؤلمة .. والمغرب يمكنها حل أزمة الطاقة بأوروبا

هل الأوضاع في السودان وصلت إلى طريق مسدود؟

وصفت الشقافي الأوضاع في السودان بالمؤلمة، وقالت إنه جرى القضاء على الدولة، والمتضرر الأكبر هو الشعب السوداني ومؤسسات الدولة ومقدراتها، حتى باتت باحة خلفية للخفافيش، وموضعًا لتجار الأزمات.

وأضافت الشقافي “يمكن إيجاد حل للأزمة في السودان من خلال أطر عدة، منها تغليب منطق العقل والحس الوطني الصادق على المنطق السائد، ويجب مراجعة جميع الأطراف أنفسهم، وتغليب مصلحة الدولة”.

وعن دور المغرب في المساعدة، قالت الشقافي، في حوارها مع “رؤية”، إنه “من المؤكد أن المملكة المغربية حاضرة وبمسؤولية كاملة تجاه جميع قضايا الأمة العربية والإسلامية”.

الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي  بالمملكة المغربية، زهور الشقافي

ماذا عن الأوضاع في النيجر؟

استشهدت الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي بموقف المغرب في القضية الليبية وباقي القضايا الأخرى، فقالت إن “المغرب لم يغِب عن أبدًا عن الملفات المهمة، وبلعب دورًا مهمًا وإقليميًّا في هذه الملفات”.

وانتقلت الشقافي في حديثها إلى أزمة النيجر، وقالت “تعرضت كل دول إفريقيا لحقب استعمارية مشينة، لكن أغلبها لم يستقل بمجرد إعلانها الاستقلال أو إعلان المستعمر الجلاء، وبقيت سيادة أغلب هذه الدول منتهكة وغير مصانة باستثناء بعض الدول القوية والمتينة وذات السياسة الرصينة”.

وأضافت: “باعتراف بعض القوى الاستعمارية السابقة، لم تتحرر إفريقيا بعد على الأقل ممن يستنزفون ثرواتها وينتهكون سيادتها، وتوجد مسببات وجذور سلبية للأزمة في النيجر، والسيناريو الذي ستنتهي عليه هو تغليب إرادة الشعب التي ستواكب متغيرات دولية جديدة”.

الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي  بالمملكة المغربية، زهور الشقافي

هل سيستمر الخطر الإيراني للأبد؟

عن موقف المغرب، قالت الشقافي إن “المغرب يدفع ثمن التداعيات القائمة بالدول الأخرى، مثل إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، بسبب أزمة المهاجرين، ومن يعلم من التالي جرّاء عملية انتهاك سيادة الدول”.

وأشارت إلى أن “المغرب يقف على أرض صلبة تحميه قرارات سيادية صارمة، وبالتالي موقف المغرب مع هذه القضايا ينطلق من ثقة بالداخل ومرونة في العلاقات الخارجية المنضبطة، ولا يغلب المغرب لغة الحرب والسلاح على منطق السلم والدبلوماسية الرشيدة”.

اقرأ أيضًا: صندوق النقد والبنك الدوليان يبحثان فرص عقد اجتماعاتهما بالمغرب

وتحدثت الشقافي عن الدور الإيراني في دول المنطقة، وقالت إن “الخطر الإيراني لن يتوقف في مساعيه للتمدد ليس في بلدان منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل في بلدان إفريقية أخرى”.

الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي  بالمملكة المغربية، زهور الشقافي

وقالت الشقافي “توجد شركات تعمل لمصلحة الحرس الثوري، وكانت لنا في المغرب تجربة معه، لكن الدولة ليست مكانًا للعبث، فسرعان ما جاءهم الرد بالطرد، وكان موقف السنغال بطردهم موقفًا شجاعًا”.

هل تستطيع المغرب حل أزمة الطاقة في أوروبا؟

عن إمكانية مساعدة المغرب في حل أزمة الطاقة في أوروبا، قالت الشقافي إن بلادها تستطيع المشاركة بحجم كبير في حل أزمة الطاقة المستفحلة في أوروبا، شريطة أن يتخلى بعض الأوروبيين عن لغة المكابرة والفكر الاستعماري القائم على مبدأ الأنانية، واستنزاف قدرات الغير.

اقرأ أيضًا: عجز ميزانية المغرب يقفز 77% نهاية مايو

وقالت: “توجد مزايا عدة في المغرب كفيلة بالمشاركة في تلبية حاجة أوروبا من الطاقة، وفق شروط المملكة، واحترام مبدأ سيادته ومبدأ التعاون والمصالح المشتركة، فالدولة تمتلك أفضل موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم”.

الأمينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي  بالمملكة المغربية، زهور الشقافي

كيف أثرت أزمة التضخم والغلاء في المغرب؟

أضافت: “يمكن للمغرب أن يمد أوروبا بما مقداره من 25 إلى 30% من احتياجاتها من الطاقة النظيفة، لكن يجب ألا نتوسع في هذا المجال على المستوى المحلي، دون ضمانات استثمارية تضمن عملية تسويق الطاقة”.

وأوضحت “تخطط شركة إكس لينكس للطاقة البريطانية لبناء كابل كهرباء تحت البحر من المغرب إلى بريطانيا، لتوفير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ونجاح هذه المشاريع يعتمد على مدى جدية وتعاون المستوردين”.

وعن مواجهة المغرب لأزمة التضخم والغلاء، قالت الشقافي إن “العالم يواجه أزمة تضخم وغلاء في الأسعار، وليس المغرب وحده، نتيجة الحرب في أوكرانيا، وتبعات أزمة كورونا، وهذه أزمات أدت إلى الإضرار بالعالم بأسره”.

وقالت: “نحن في المغرب لا نصنع حلولًا لهذه الأزمة فحسب، وعلى الرغم من موجة الجفاف التي مرت بها المملكة، نصدر المواد الغذائية إلى إفريقيا وأوروبا، ونتحكم في هذه العملية بدقة، كي لا تتأثر بها السوق المحلية تبعًا لسياسات الدولة وجهازها الرقابي”.