«أنا رهينة».. رئيس النيجر المعزول يستنجد بالغرب

شروق صبري
رئيس النيجر محمد بازوم

وجه رئيس النيجر المعزول خطابًا للغرب لدعمه في مواجهة الانقلاب، وعودة الديمقراطية.. فهل يستجيب له؟


كتب رئيس جمهورية النيجر، محمد بازوم، رسالة شديدة اللهجة موجهة لقادة دول العالم، كشف فيها عن وضعه، ووضع بلاده الحالي.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الرسالة، مساء يوم أمس الخميس 3 أغسطس 2023، ودعا فيها بازوم، المحتجز منذ ما يزيد على أسبوع بالقصر الجمهوري، المجتمع الدولي إلى إعادته الى للسلطة.

عواق وخيم لنجاح الانقلاب

قال بازوم في رسالته: “أنا أكتب هذا كرهينة، إن النيجر تتعرض للهجوم من المجلس العسكري، الذي يحاول الإطاحة بديمقراطيتنا، وأنا مجرد واحد من مئات المواطنين الذين سجنوا تعسفيًّا وبنحو غير قانوني.”

وأضاف “هذا الانقلاب، الذي شنه فصيل في الجيش على حكومتي في 26 يوليو، ليس له أي مبرر على الإطلاق. وإذا نجح، فستكون لها عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره.”

معارضة الانقلاب

أشار رئيس النيجر كيف وصلت حكومته إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية في العام 2021، مشددًا على ضرورة معارضة أي محاولة للإطاحة بحكومة شرعية، ومعربًا عن تقديره للإدانات القوية لهذا الانقلاب، الذي قال إنه يقوض التقدم الملحوظ الذي حققته النيجر في ظل الديمقراطية.

ولفت إلى مطالب الولايات المتحدة والاتحادات الإفريقية والأوروبية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) «الصاخبة والواضحة»، التي نادت بإنهاء الانقلاب، وطالبت المجلس العسكري إطلاق سراح كل من اعتقلوه بنحو غير قانوني.

رئيس النيجر، محمد بازوم

رئيس النيجر، محمد بازوم

حماية النيجر

أشارت الرسالة إلى أن مدبري الانقلاب يزعمون زورًا أنهم تحركوا لحماية أمن النيجر، وأن الحرب ضد الإرهابيين فشلت، وأن إدارته الاقتصادية والاجتماعية، والشراكات مع الولايات المتحدة وأوروبا، أضرت البلاد.

وتابعت “الحقيقة هي تحسن الوضع الأمني في النيجر بقدر كبير، بفضل الشراكات التي يعارضها المجلس العسكري، وتشكل المساعدات الخارجية 40% من ميزانيتنا الوطنية، لكنها لن تصل إذا نجح الانقلاب.”

محاربة الإرهاب

تطرق بازوم أيضًا إلى جهوده في محاربة الإرهاب، قائلًا: “في الجنوب واجهنا جماعة بوكو حرام الإرهابية، فلم تحدث أي هجمات تقريبًا منذ عامين، وعاد اللاجئون إلى قراهم.” مشيرًا إلى أن نتيجة لهذا الواقع، حوّل الشركاء، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عملياتهم من المساعدات الإنسانية إلى مبادرات التنمية، مثل بناء الطاقة المستدامة، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتثقيف الجيل القادم من قادة النيجر.

وأشار إلى أنه بالمثل لم يتعرض شمال وغرب البلاد لأي هجمات كبيرة، منذ توليه المنصب في العام 2021. وبفضل دعم الحلفاء وتدريب الشركاء، خاصة الحرس الوطني لولاية إنديانا، أصبحت النيجر الآن الأكثر أمانًا على مدار 15 عامًا الماضية.

مالي وبوركينا فاسو

رأى بازوم أن الوضع الأمني في النيجر، خلال فترة حكمه، كان أفضل بكثير من حالة مالي وبوركينا فاسو، اللتين تدعم حكومتهما الانقلاب غير الشرعي، وكلاهما استولى عليهما عسكريان. وبدلًا من معالجة المخاوف الأمنية، من خلال تعزيز قدراتهم الخاصة، فإنهم يستخدمون مرتزقة روسيين مثل مجموعة فاجنر، على حساب حقوق شعوبهم وكرامتهم.

وأكمل “حققت حكومتي نجاحًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا، بعد التعافي البطيء من فيروس كورونا عام 2021، وتضاعف معدل نمو نصيب الفرد لأكثر من 3 أضعاف، ليصل إلى 7.4% العام الماضي”.

انقلاب النيجر

انقلاب النيجر

إضرابات النيجر

سلط بازوم الضوء على انجازاته في 2022، قائلًا إن هذا العام كان الأول في النيجر دون انقطاع يوم دراسي واحد، بسبب إضرابات المعلمين أو الطلاب. ولم يضرب العمال في أي قطاع رئيس، ووقعت إدارته اتفاقيات تاريخية مع النقابات، لخلق بيئة عمل أكثر أمانًا واستقرارًا في جميع أنحاء البلاد.

وأوضح أنه بعد الانقلاب، بدأ يتضح كيف سيبدو المستقبل في ظل حكم استبدادي بلا رؤية أو حلفاء موثوق بهم، وارتفع سعر الأرز 40%، بين الأحد والثلاثاء، وبدأت بعض الأحياء في الإبلاغ عن نقص في السلع والكهرباء.

سقوط النيجر

حسب بازوم، فإنه إدراكًا للتهديد الذي يمثله السقوط المحتمل للنيجر على المنطقة، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عقوبات غير مسبوقة، كفرض حظر على صادرات وواردات النفط، وتعليق المعاملات المالية عبر الحدود.

وفي منطقة الساحل المضطربة في إفريقيا، تقف النيجر على اعتبارها آخر معقل لاحترام حقوق الإنسان، وسط الحركات الاستبدادية التي طغت على بعض الجيران. في حين أن محاولة الانقلاب هذه مأساة للنيجريين، ونجاحها سيكون له عواقب وخيمة تتجاوز حدود النيجر بكثير.

تقويض السلام والأمن

لفت بازوم إلى أنه بفضل مدبري الانقلاب وحلفائهم الإقليميين، قد تقع منطقة الساحل الوسطى بأكملها في يد النفوذ الروسي عبر مجموعة فاجنر، “التي كان إرهابها الوحشي واضحًا في أوكرانيا بالكامل”، على حد تعبيره.

وحذر أيضًا من أن بوكو حرام وغيرها من الحركات الإرهابية ستستغل عدم الاستقرار في النيجر، وتستخدم البلاد كنقطة انطلاق لمهاجمة البلدان المجاورة وتقويض السلام والأمن والحرية في جميع أنحاء العالم.

ودعا بازوم حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدة النيجر  في استعادة النظام الدستوري. والنضال من أجل القيم المشتركة، وتحقيق التعددية الديمقراطية واحترام سيادة القانون، لأنه السبيل الوحيد لإحراز تقدم مستدام ضد الفقر والإرهاب. ولن ينسى النيجريون أبدًا هذا الدعم في هذه اللحظة المحورية من التاريخ.

اقرأ أيضًا| تكتل «إيكواس» يسعى لحل أزمة انقلاب النيجر قبل انتهاء المهلة

اقرأ أيضًا| المجلس العسكري في النيجر يلغي اتفاقيات للتعاون مع فرنسا

ربما يعجبك أيضا