«أنا علوي».. كليتشدار يكسر المحظور وجدل في الشارع التركي

محمد النحاس

مرشع المعارضة التركية للرئاسة يعلنها صراحةً: "أنا علوي"، كيف يستقبلها الشعب التركي؟


في تصريح جريء أعلن المرشح الرئاسي التركي، كمال كليتشدار أوغلو، انتمائه للطائفة العلوية، وهي مجموعة دينية تعد أقلية في تركيا.

ويعد موضوع الانتماء الديني المخالف للأغلبية السنية، أحد أكثر الموضوعات حساسيةً في تركيا، وهو البلد الذي يعود فيه الكثير من سكانه لأصول ريفية، ذات توجهات دينية محافظة، ولا ترغب عادةً في التطرق إلى مثل هذه الموضوعات.

أنا علوي..أنا مسلم!

نشر كليتشدار أوغلو، مرشح وزعيم المعارضة، مقطع فيديو تحت عنوان “علوي”، في وقت متأخر من أول أمس الأربعاء 19 إبريل 2023، ما أثار حالة شديدة التباين من ردود الفعل، بين مرحب رأى هذا الإعلان جرأة وتعبير خلّاق عن الاختلاف، وآخر يرى فيه محاولة لجلب التعاطف عن طريق استغلال الانتماء الديني، بيد أن الأكيد أنه لا يخلو من جرأة منقطعة النظير.

وقال المرشح التركي في المقطع المرئي: “إن الهويات هي الأصل الذي يجعل الناس من هم عليه في حقيقة الأمر”، مضيفًا أيها الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى، حان الوقت أن نتحدث عن موضوع خاص للغاية، وشديد الحساسية.. أنا علوي.. أنا مسلم”.

انتشار واسع النطاق

بسرعة انتشار النار في الهشيم، حاز مقطع الفيديو ما يزيد على 20 مليون مشاهدة، ويعد هذا الموضوع أحد الموضوعات الشائكة في تركيا، وحسب موقع المونيتور، كان الانتماء الديني لمرشح المعارضة أحد النقاط الخلافية داخل الائتلاف المناهض للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خصوصًا أن المحافظين والمتشددين دينيًّا ليس من المرجح أن يصوتوا لشخص علوي الانتماء.

وفق فرانس 24، كان العلويون تاريخيًا ضحايا للتمييز، ونفذت ضدهم مذابح في تركيا في الماضي، وحسب الصحيفة “ما زال بعض السنة المتشددين يتبنون موقفًا معاديًا لهم”.

وضع حد للتفرقة الطائفية

تعهد مرشح المعارضة التركية، إذا ما فاز في الانتخابات المزمع عقدها مايو المقبل، بـ”وضع حد للتفرقة الطائفية” في البلد ذي الأغلبية المسلمة والدستور العلماني، الذي يعد أحد المرتكزات الرئيسة في تركيا الحديثة.

وحسب وكالة أنباء الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، فإن المرشح المنحدر من منطقة تقطنها الأقلية الدينية العلوية، والأقلية العرقية الكردية، سيجد صعوبة في إقناع الناخبين السنة المحافظين، ما يشكل أحد التحديات الرئيسة أمامه.

ردود الفعل

في ما يتعلق بردود الفعل، قال القيادي السابق بحزب الشعوب الديمقراطي، والمعروف بتأييده للأقليات بما في ذلك الأقلية الكردية، إنه “من الممكن العيش في هذا البلد دون تمييز، وفي أجواء من الأخوة والسلام والمساواة والتسامح”.

وعلّق حزب السعادة، الذي كان في السابق مواليًا لأردوغان، لكنه بات معارضًا: “يمكننا وضع حد لهذا النظام المشبوه معًا، ومن خلال اختيار قيم الأخلاق والعدالة والصدق، بدلًا عن الاستقطاب وسياسات الهوية”، في إشارةٍ لخطابات “الهوية الإسلامية”، التي لطالما تحدث عنها أردوغان، خاصةً قبل الاستحقاقات الانتخابية، مداعبًا بذلك المشاعر الدينية لدى قطاعات عريضة من الشعب.

ردود فعل سلبية

الرئيس التركي لطالما وظّف الخطابات الدينية في دعايته الانتخابية، وفي وقت سابق هاجم الأقلية الدينية العلوية، التي اتهمها بـ “الهيمنة على القضاء”، وبابتكار “ديانة جديدة في تركيا” على حد مزاعمه.

ومنتقدًا تصريحات المرشح المعارض، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في تغريدةٍ على تويتر: “لا مشكلة لدينا في انتخاب علوي.. نحن لا نقول ذلك.. لقد تجاوزنا ذلك”.

اقرأ أيضًا| ماذا لو فاز كليتشدار أوغلو بانتخابات الرئاسة التركية؟

اقرأ أيضًا| الانتخابات الرئاسية التركية.. أردوغان يتحدى الغرب ويثق بالفوز

ربما يعجبك أيضا