أنقرة تفوز بـإس 400.. وواشنطن تبكي أموالها الضائعة وتنحي العقوبات جانبًا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

بعدما اجتمعت أنقرة وواشنطن على مجموعة مصالح واحدة من الحرب في سوريا والعراق، ومصالح نفطية وتسليحية وأخرى غير معلومة في المنطقة، الآن باتت أجواء العلاقات بينهما ملبدة بالغيوم، وجاء إعلان تركيا شراء صواريخ إس 400 الروسية والاستمرار في الصفقة رغم تحذيرات وتهديدات وتلويح بعقوبات أمريكية قاسية، إلا أن أنقرة بدأت عمليات تسلم المنظومة، الأسبوع الماضي، فعليًا.

صفقة الصواريخ بالغة القوة المبرمة بين تركيا وروسيا جاءت بمثابة شرارة النيران التي أشعلت العلاقات بين واشنطن وأنقرة. وبات الغرب ملزمًا بإيجاد حلول لأي تهديدات تركية مستقبلية مع اقتناء الأخيرة المنظومة الروسية الفائقة، خاصة مع انتشار تقارير تؤشر لاحتمالية خروج تركيا من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وعدم حاجتها للاستمرار فيه، مع توتر العلاقات مع أوروبا إثر عقوبات لإصرار تركي على التنقيب عن الغاز قرب السواحل القبرصية، فضلًا عن تلبد الأجواء مع الولايات المتحدة.

غضب وصفقة إف 35

وفي تصريحات تكسر حاجز الصمت من جانب الإدارة الأمريكية؛ بشأن الإجراء الذي اتخذته تركيا شريكة واشنطن في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصف مارك إسبر، المرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 بأنه “مخيب للآمال”.

وقال إسبر، في شهادة أمس الثلاثاء، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، “لقد كانوا حليفًا قويًا للغاية منذ فترة طويلة في حلف الأطلسي. وجاءت تصريحات إسبر ردًا على التصريحات التي أدلى بها رجب أردوغان، والتي قال فيها: إن صواريخ إس 400 سيتم نشرها في تركيا بحلول 2020.

كما ردت الإدارة الأمريكية على طلب تركي سابق بشراء أكثر من 100 طائرة “إف-35″، بالرفض، بعد اقتنائها منظومة، وخيرتها بين اقتناء المنظومة إس 400 الصاروخية الروسية أو طائرات إف 35 المذهلة والقادرة على التخفي عن الرادارات وعدم التعقب. وفسرت تركيا، على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق، الغضب الأمريكي الأمر لأن المنظومة الصاروخية من روسيا، في إشارة إلى ضياع أموال كثيرة كانت ستغنمها.

ويعزز الغضب الأمريكي أن دونالد ترامب، أبدى غضبًا شديدًا من عدم بيع أمريكا صواريخ باتريورت في عهد باراك أوباما إلى تركيا بمليارات الدولارات، وضياع آلاف الوظائف، مبررًا لتركيا اقتناءها المنظومة الروسية.

عقوبات

وفي تطور جديد طرأ على الأزمة القائمة بين البلدين، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إحجامه، الثلاثاء، عن معاقبة تركيا بسبب امتلاكها لمنظومة دفاع جوي روسية، قائلًا: إن منع الولايات المتحدة الآن من بيع أنقرة مقاتلات إف-35 القادرة على التخفي من أنظمة الرادار بقيمة مليارات الدولارات سيكون “أمرًا غير منصف”.

وفي سياق متصل، أعلنت أمريكا إنهاء الشراكة التركية في إنتاج المقاتلة إف 35 بعد تنفيذ صفقة إس 400، وأوقفت تدريبات الطيارين الأتراك على المقاتلة الحديثة، وفي وقت توقع الجميع فيه فرض عقوبات على تركيا بسبب شراء منظومة الصواريخ الروسية. وتخوفَ المستثمرون من أن العقوبات الأمريكية المحتملة على أنقرة ستهوي بالليرة التركية.

رسالة للناتو

وقال الباحث السياسي اليمني، محمود الطاهر: أعتقد أن الحديث عن عقوبات أمريكية على تركيا مع اقتناء أنقرة منظومة صواريخ إس 400 الروسية المتطورة، قد تطبق في المرحلة المقبلة وليس الآن، ولكنها تمثل رسالة موجهة إلى أعضاء حلف الناتو بشكل كامل، لأنه لو تركت أمريكا الأمر يمر مرور الكرام سيتكرر ذلك مع بقية الأعضاء؛ وهو ما يخالف اتفاقية الناتو الموقعة بين الأعضاء.

وأضاف الطاهر -في تصريحات خاصة– ربما تكون هناك سلسلة عقوبات أمريكية على تركيا فيما يخص التسليح، ولكن في وقت لاحق.

مشيرًا إلى أن العرب لا يتأثرون بأي عقوبات على تركيا أو إيران، وإنما هذه العقوبات ستكون بمثابة الراحة من كف الأذى التي يتأذى العرب من إيران وتركيا على السواء.

وفي كل الأحوال، فازت تركيا بالصفقة التي باتت مسار تهديد للجيران والمعارضين لسياساتها، ساعدها على إتمامها رعونة الإدارة الأمريكية في التعاطي مع الأزمة والوقوف موضع المتفرج والاكتفاء بالبكاء على اللبن المسكوب وندب ضياع أموال صفقة باتريورت في وقت سابق، والإحجام عن بيع أنقرت مقاتلات إف 35.

هل تواجه تركيا عقوبات أمريكية حقيقية في الفترة المقبلة؟

ربما يعجبك أيضا