أنقرة تواصل تغلغلها غرب إفريقيا.. تعرف على الدوافع والوسائل

نداء كسبر

تتعدد أسباب تركيا للمضي قدمًا لبسط نفوذها غرب إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، ذلك من خلال تطويق المصالح الاستراتيجية للقوى الإقليمية والدولية المنافسة لها هناك.


تسعى تركيا من خلال التغلغل غرب إفريقيا نحو إيجاد موطئ قدم لها، وبناء العديد من الشراكات يمكنها من تحقيق أهدافها الاستراتيجية في القارة السمراء.

في ظل التطورات المتسارعة في الأقاليم المتاخمة كشرق المتوسط والشرق الأوسط، تحاول تركيا من خلال التغلغل غرب إفريقيا مواجهة العديد من التحالفات المعقودة ضدها بتكوين تحالفات مضادة حتى تتمكن من موازنة القوى والنفوذ، ومنافسة القوى الأوروبية والتأثير عليها كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا، لتحقيق المصالح والأهداف التركية.

تحقيق التقارب التركي الإفريقي

تعد القمم والزيارات الرسمية من أنجح الوسائل لتحقيق التقارب التركي الإفريقي، فإجمالي الزيارات الرسمية بين أنقرة ومختلف البلدان الإفريقية بلغ نحو 500 زيارة منذ عام 2015 وحتى 2019.

مثلت زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو للساحل الإفريقي في 10 سبتمبر2020، نقطة ارتكاز رئيسة للوجود التركي في المنطقة؛ تضمنت زيارته دول مالي وغينيا بيساو والسنغال.

الحفاظ على الاستثمارات التركية

تعتمد تركيا على استراتيجية الاستثمار في الأزمات، من خلال استغلال سوء الأوضاع الداخلية للدول الإفريقية، الناتجة عن انتشار الجماعات الإرهابية المنتمية لداعش والقاعدة، خاصةً دول منطقة الساحل الإفريقي النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا.

ودخلت أنقرة إلى النيجر لتقديم مساعدات التدريب والخبرة العسكرية، ومن قبلها افتتحت السفارة رقم 43 لها في إفريقيا بغينيا الاستوائية.

تعد دولة السنغال نموذجًا واضحًا لمدى التغلغل والتصاعد للاستثمارات التركية في الغرب الإفريقي خلال الفترة الأخيرة، أقامت أنقرة العديد من المشروعات تخطت قيمتها 700 مليون دولار، كـمشروع مطار بليز دياغني الدولي، مركز المؤتمرات الدولي، تشييد خطوط السكك الحديدية، مشروع المدينة الجديدة قرب العاصمة السنغالية داكار.

بدأت شركة توسيالي التركية للحديد والصلب بالاستثمار في السنغال عام 2017 ، فدخلت القارة الأفريقية منذ أن بدأت بالاستثمار في الجزائر في العام 2013.

محاصرة النفوذ الفرنسي غرب إفريقيا

استغلت أنقرة الانسحاب الفرنسي من منطقة الساحل الإفريقي، واستطاعت المجموعة التركية سوما الفوز بعقود ضخمة في النيجر، أبرزها بناء مطار العاصمة نيامي الجديد بتكلفة تخطت 154 مليون يورو.

أنهت أشغال بناء فندق “راديسون بلو” بالمدينة نفسها، وهو مشروع تخطت قيمته 45 مليون يورو، تمكنت سوما بالفوز بمناقصة البناء الخاصة بوزارة الاقتصاد والمالية المستقبلية في النيجر، بقيمة تجاوزت 31 مليون يورو، فضلًا عن تجديد قصر المؤتمرات في نيامي مقابل 6 ملايين يورو.

ومن ناحية أخرى فإنها تواصل تعميق تغلغلها في قطاع الموانئ البحرية، حتى تستطيع السيطرة على المزيد منها على الساحل الغربي للقارة الإفريقية، فتمكنت مجموعة البيرق التركية من السيطرة على إدارة ميناء كوناكري المستقل لمدة 25 عامًا كاستثمار تجاوز 700 مليون دولار.

الحفاظ على الوضع الأمني غرب إفريقيا

تعهدت أنقرة في 2018 بتقديم نحو5 ملايين دولار، كمساعدة مالية لجهودها في مكافحة الإرهاب غرب إفريقيا، استطاعت توقيع العديد من الاتفاقات الأمنية مع العديد من الدول في المنطقة مثل غامبيا، كوت ديفوار والنيجر.

أشارت العديد من التقارير إلى السعي التركي لإنشاء قاعدة عسكرية غرب إفريقيا، خاصة في النيجر قرب الحدود مع ليبيا، وهذا يقوم بمنحها موطئ قدم علني في دولة إفريقية ثالثة بعد الصومال وليبيا.

ووافق البرلمان التركي في وقت سابق عام 2014 على المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية في كل من مالي وإفريقيا الوسطى، أقامت أيضًا الشركة التركية صادات بإجراء برامج تدريبية عسكرية للعديد من القوات والجيوش الإفريقية كأولى الخطوات في سبيل تعميق علاقاتها العسكرية بالدول الإفريقية.

ربما يعجبك أيضا