أهم ما جاء في مراكز الأبحاث والصحف الأجنبية الثلاثاء 11 يناير

هالة عبدالرحمن

رؤية

إعداد – هالة عبدالرحمن

أكدت «أوراسيا ريفيو» أن العودة الأمريكية إلى الصفقة النووية هي الحل الواقعي والسلمي الوحيد للوضع الحالي المتعثر للمفاوضات مع إيران، ويجب على القادة في كلا البلدين الالتزام برأس المال السياسي اللازم لإنجازه.

وأوضح التقرير أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن تهدئة التوترات لتمرير الصفقة، حيث من المرجح أن يشهد المسار الحالي عودة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، كما أنه ليس من الواضح أنه سيعاني محليًا بسبب القيام بذلك إذا كان البديل المقدم هو صراع شرق أوسطي آخر للجمهور الأمريكي المنهك من الحرب، فيما يجب على طهران أن تتجنب موقفها المتطرف، لأنه لم يضر ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي إلا بالموقف الأمريكي، ومن المرجح أن تفعل إيران الشيء نفسه. في حين أن العودة إلى الصفقة لن تغير شيئًا في الحقائق المادية بالنسبة لطهران.

ومن المحتمل أن تكون إيران قادرة على بناء أسلحة نووية في غضون أشهر، ومن المحتمل أن تكون كذلك منذ سنوات. على الصعيد المحلي، يجب إقناع المتشددين بأن أكبر حاجة إيران الحالية اقتصادية، وليست جيوسياسية، بعدما أدت فترات العقوبات المتكررة وممارساتها في سوريا وأماكن أخرى إلى استنزاف البلاد، في الواقع، كانت تجربة إيران قاسية جدًا على سكانها المحليين لدرجة أن ممالك الخليج السنية التي كانت تطفو بشكل ضعيف قد تكون مقتنعة من خلال المحنة بأن السعي وراء برنامج أسلحة خاص بها لا يستحق المخاطرة.

وبغض النظر عن الخطاب المعادي لإسرائيل من قبل الشعبويين اليمينيين مثل أحمدي نجاد، فإن السبب الأكثر ترجيحًا وراء رغبة إيران في الحصول على رادع نووي هو أنها تعرف ما يحدث للأنظمة التي تعارض واشنطن بدونها – أو التي تتخلى عنها، مثل القذافي. مثلما اعتادت المنطقة على التظاهر بأن إسرائيل لا تمتلك أسلحة نووية، يجب على الولايات المتحدة أن تركز جهودها على تأقلم الحلفاء الخليجيين مع الواقع لأن سباق التسلح سيجعل كل شيء أسوأ.

وحذر التقرير من أن الموارد المالية لإيران رهيبة، وسوريا مدمرة، وأردوغان يقود اقتصاد تركيا إلى الأرض، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تحاول بشكل متزايد تكريس أموال النفط القادمة نحو بناء اقتصادات عالية التقنية استعدادًا لما بعد عصر الوقود الأحفوري. باختصار، لا أحد يستطيع تحمل نفقات سباق التسلح وشن حرب جديدة، أما بالنسبة لإسرائيل، فلديها الكثير من القضايا الداخلية التي يجب حلها.

ألمحت «ريسبونسبل ستيت كرافت» إلى أنه لطالما كان هذا العداء سمة مميزة للعلاقات بين المملكة وإيران، اللتين أدى تنافسهما تاريخياً إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى فصيلين متنافسين مختلفين. ومع ذلك، فإن الاجتماع الأخير في إسلام أباد يمثل الدفء المحتمل للعلاقات.

وتستهدف جهود المملكة العربية السعودية تقليل اعتمادها على صادرات النفط وتنويع اقتصادها لخلق أنماطًا جديدة من الشراكات والمنافسات الإقليمية، كما أن طموحات المملكة في أن تكون مركزًا ماليًا إقليميًا للأعمال والسياحة العالمية -المرتبطة بالهدف الأساسي لبقاء آل سعود- تدفعها إلى إعادة النظر في علاقتها المشحونة منذ فترة طويلة مع إيران.

وفي الأسابيع الأخيرة من عام 2021، اجتمعت منظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أفغانستان. بينما ناقش وزراء الخارجية التزام المجموعة تجاه الشعب الأفغاني، ظهر تطور رئيسي في السياسة الإقليمية بهدوء على هامش القمة، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد الله مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود. والاجتماع في إسلام أباد هو الخامس في سلسلة محادثات مباشرة بين كبار المسؤولين السعوديين والإيرانيين.

وأعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن تؤدي المحادثات مع إيران إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة وإحياء العلاقات الثنائية. قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه لا توجد عقبات أمام استئناف “العلاقات الدبلوماسية” مع المملكة. تمثل المحادثات السعودية الإيرانية تطوراً هاماً للخصمين الإقليميين اللذين يخوضان حروباً بالوكالة في جميع أنحاء المنطقة منذ أكثر من عقد. يوضح هذا التحول في السياسة الخارجية السعودية مخاوف المملكة السياسية والاقتصادية الإقليمية وإعادة تقويم العلاقات مع العالم الإسلامي. كما يشير إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه قوتان وسيطتان: باكستان والصين.

أكد تقرير «ريسبونسبل ستيت كرافت» أن سياسة الصين في الهيمنة واستبدال النفوذ الأمريكي فشلت، بعدما كانت تسعى الصين، لتصبح القوة المهيمنة في منطقتها، ويكون لها “نفوذ” كبير هناك وإلحاق الضرر بأمن الولايات المتحدة.

وعلى مدى العقد الماضي، أنشأت الصين وجودًا عسكريًا كبيرًا بخاصة اقتصاديًا، وحاولت تحويل هذا الشرط إلى نفوذ، وهذه التجارب في الهيمنة عبر مبادرة الحزام والطريق الصينية التي شددت على قروض البناء للبلدان في جميع أنحاء أوراسيا، وأسلوبها العدائي إلى حد ما «دبلوماسية الذئب» قد تعثرت إلى حد كبير وأثبتت، إن وجدت، أنها تأتي بنتائج عكسية.

واعتبر البعض أن مبادرة الحزام والطريق التي تم الترويج لها كثيرًا كعنصر أساسي في «مؤامرة الصينيين لحكم العالم»، كانت هناك تحذيرات من العلماء وقادة الأعمال الصينيين تشكك في الأساس المنطقي الاقتصادي للعديد من الاستثمارات. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ الخبير الاقتصادي باري نوتون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أن الفكرة كانت في جزء منها مضللة اقتصاديًا، وقد قدر مايكل بيكلي من جامعة تافتس أن المخطط “من المحتمل أن يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصين من خلال تمويل مئات المشاريع المشكوك فيها ماليًا في البلدان غير المستقرة، التي يتمتع أكثر من نصفها بتصنيفات ائتمانية أقل من الدرجة الاستثمارية.

تحت عنوان «عبثية العقوبات الأمريكية على سوريا»، قالت «فورين بوليسي»: إن الولايات المتحدة تخلت عن محاولة الإطاحة ببشار الأسد، لكنها تواصل معاقبة الشعب السوري.

وفي ذروة الحرب الأهلية، فر السوريون من القصف العنيف لإنقاذ حياتهم، لكن الآن معظم الذين بقوا عازمين على الهروب من حياة الفقر المدقع.

ففي الآونة الأخيرة، كان السوريون من بين المهاجرين الذين تدفقوا على حدود الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا، على الرغم أن تلك الأزمة من تدبير روسيا والحكومة السورية وحليفتهم البيلاروسية، لكن رغبة السوريين في الفرار من الاقتصاد المحطم في الداخل كانت بديهية.

ولم يهدأ اليأس الذي يعيشه السوريون على الرغم من تراجع النزاع المسلح، فقد قرعت الأزمة أجراس الإنذار في العواصم الأوروبية لكنها كشفت أيضًا عن إخفاقات السياسة الغربية.

ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يغسل يديه من المشكلة السورية بمجرد فرض العقوبات. يجب أن تفكر بشكل أكثر براغماتية وأن تجد طريقة للاستفادة من العقوبات لتحسين حياة الشعب السوري، بدلاً من مجرد إبقائها في مكانها لتقول إنها فعلت شيئًا لمعاقبة بشار الأسد على جرائم الحرب المزعومة التي ارتكبها.

قدم مركز «كارنيغي» للسلام في الشرق الأوسط عرضا تحليليا تحت عنوان «رجل في الشرق»، لكتاب عن إمبراطورية الشرق الأوسط البريطانية: حياة السير جيلبرت كلايتون، الذي كتبه تيموثي وهو مؤرخ ومحامي ومؤلف كتابين عن الشرق الأوسط.

وكان أول كتاب لتيموثي بعنوان بريطانيا والهاشميين والحكم العربي، 1920- 1925: الحل الشريف، نُشر عام 2003. ويعرض كتابه الأخير سيرة حياة رائعة وغنية عن كلايتون لتلقي الضوء على شخصية رئيسية في صياغة السياسة في الشرق الأوسط أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها.

ربما يعجبك أيضا