أوامر أمريكية عُليا بمراجعة شاملة للتفاعلات العسكرية مع الصين.. لماذا؟

رنا أسامة

التفاعلات بين الجيشين الأمريكي والصيني شديدة الحساسية، وفي كثير من الأحيان لا يُعلن أيٍ من الجانبين عن وقوع حوادث.


يعتزم الجيش الأمريكي إجراء مراجعة شاملة للتفاعلات العسكرية مع الصين على مدار 5 سنوات ماضية، مع تزايد المخاوف بشأن سلوك بكين في منطقة الهندوباسيفيك.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الأربعاء 20 يوليو 2022، عن 3 مسؤولين لم تكشف هويّاتهم، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي، أمر بتلك المراجعة من أجل إلقاء نظرة فاحصة على أي تغييرات في أنماط النشاط العسكري الصيني.

نظرة فاحصة

قال المسؤولون لـ”سي إن إن” إن الهدف من تلك المُراجعة هو من أجل فهم مفصّل للتفاعلات بين الجيشين الأمريكي والصيني، لا سيّما ما يُمكن اعتبارها “غير آمنة” أو “غير مهنية”، في ظل وجود طائرات وسفن صينية قُرب أصول عسكرية أمريكية.

وقال ميلي في بيان مكتوب: “الصين كانت في حالة صعود اقتصاديًّا وعسكريًّا لأكثر من عقد. وأصبحت أكثر جرأة في المحيط الهادئ”، مُضيفًا أن “الحفاظ على فتح خطوط اتصال وإدارة المنافسة سيقللان من المخاطر الاستراتيجية، في حين ينصب تركيز الجيش الأمريكي على التحديث والجاهزية. تُعد شبكة شركائنا وحلفائنا مصدر قوة”.

تفاعلات شديدة الحساسية

وصفت الشبكة التفاعلات بين الجيشين الأمريكي والصيني بأنها شديدة الحساسية، مُشيرة إلى أنه في كثير من الأحيان لا يُعلن أيٍ من الجانبين عن وقوع حوادث. وقالت إنه في يونيو الماضي، تعرضت طائرة نقل أمريكية من طراز سي- 130 التي تديرها القوات الخاصة الأمريكية لنوع من المواجهة مع طائرات صينية، لكن البنتاجون لم يُقر بالحادث علنًا.

وطلب رئيس هيئة الأركان الأمريكية إجراء مراجعة أولية لتلك التفاعلات، قبل مكالمة فيديو أجراها، 7 يوليو 2022، مع نظيره الصيني، الجنرال لي زو تشنج، ناقشا خلالها الحاجة لإدارة مسؤولة للمنافسة العسكرية بين واشنطن وبكين، وإبقاء خطوط اتصال مفتوحة، مشددًا على أهمية الانخراط في حوار جوهري بشأن تحسين الاتصال في الأزمات، وتقليل المخاطر الاستراتيجية، وفق بيان صدر عن مكتب ميلي بعد وقت قصير من المكالمة.

مواجهة الصين.. أولوية استراتيجية لأمريكا

تعد مواجهة الصين أولوية استراتيجية رئيسة للولايات المتحدة. وفي الشهر الماضي، دعا وزير الدفاع، لويد أوستن، بكين للتوقف عن مّا وصفه بـ”سلسلة إجراءات قسرية وعدوانية وخطيرة تهدد الاستقرار بجميع أنحاء آسيا”، متعهدًا بدعم شركاء أمريكا لمقاومة أي ضغوط، وفق “سي إن إن.”

وقال أوستن، في خطاب رئيس أمام حوار شانجريلا، المؤتمر الدفاعي الأول في آسيا، يونيو الماضي: “ينبغي ألا تواجه دول الهندوباسيفيك ترهيبًا سياسيًّا أو إكراهًا اقتصاديًّا أو مضايقات من ميليشيات بحرية”، مُضيفًا أن “تحركات الصين تهدد بتقويض الأمن والاستقرار والازدهار في الهندوباسيفيك”.

عملية حرية الملاحة

أكبر تهديد استراتيجي

خلال خطابه بحوار شانجريلا في سنغافورة، سرد وزير الدفاع الأمريكي سلسلة مناطق قال إن الصين تحشد فيها جيرانها، بما في ذلك إرسال طائرات حربية للتحليق قُرب تايوان، واعتراض طائرات دوريات بحرية لحلفاء للولايات المتحدة، إلى جانب إجراء عمليات صيد جائرة.

وفي مارس الماضي، وصف رئيس القيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك، الأدميرال فيليب ديفيدسون، الصين بأنها “أكبر تهديد استراتيجي طويل الأمد للأمن في القرن 21”. وقال في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن الصين تُسرّع من طموحاتها لتحل محل الولايات المتحدة في النظام الدولي القائم على القواعد بحلول عام 2050، بحسب “سي إن إن.”

دفاع صيني وتكثيف أمريكي

فيما الصين تُصر على أن جيشها دفاعي، أشارت الشبكة الأمريكية إلى مقتطف من الكتاب الأبيض للدفاع عن الصين لعام 2019، جاء فيه أن “تطوير الدفاع الوطني الصيني يهدف لتلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة والمساهمة في نمو القوى السلمية في العالم. ولن تهدد الصين أبدًا أي دولة أخرى أو تسعى إلى أي مجال نفوذ”.

وتُكثف، في المقابل، الولايات المتحدة على ما يبدو عملياتها في بحر الصين الجنوبي. وقال الأسطول الأمريكي السابع، في بيان، إن مدمرة الصواريخ الموجهة “يو إس إس بنفولد” التابعة للبحرية الأمريكية، تحدّت مزاعم بكين بشأن جزر متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي، مرتين في غضون أسبوع.

عملية حرية الملاحة

بحسب بيان الأسطول السابع الأمريكي، أبحرت المدمرة العاملة بصواريخ موجّهة قرب جزر سبراتلي، المعروفة باسم جزر نانشا، في جنوب شرق بحر الصين الجنوبي، في عملية تُعرف باسم “حرية الملاحة”.

وقال البيان إن الخطوة تحدت “القيود المفروضة على المرور السلمي التي فرضتها الصين وفيتنام وتايوان”، لكن بكين تقول إنها لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم واشنطن بتعمد إثارة التوتر، وفق “سي إن إن.”

ربما يعجبك أيضا