أوروبا في حالة تأهب.. مخاوف من اندلاع حرب كبرى في لبنان

عبدالمقصود علي
جنوب لبنان

تشعر العواصم الأوروبية بقلق متزايد بشأن العواقب الطويلة الأجل للصراع المتسع في الشرق الأوسط، مع تصعيد إسرائيل لهجومها على لبنان وجماعة حزب الله.

وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الخميس 3 أكتوبر 2024، فإن هجوم إيران الأخير على إسرائيل أدى إلى زيادة خطر اندلاع حرب شاملة تشمل المنطقة بأكملها، ودفع زعماء مجموعة السبع إلى عقد اجتماع افتراضي مفاجئ أمس

إمكانية الحل الدبلوماسي

الصحيفة أوضحت أن الزعماء الأوربيين “اتفقوا على العمل بشكل مشترك لتعزيز الحد من التوترات الإقليمية،  “وأكدوا أن الصراع على مستوى المنطقة ليس في مصلحة أحد وأن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا”. فيما قال أشخاص مطلعون على المحادثات إن العواصم الغربية تضغط على إسرائيل لتركيز أي هجوم مضاد ضد إيران على الأهداف العسكرية في البلاد، وليس على منشآتها البحثية النفطية أو النووية.

ورغم أن الصواريخ الإيرانية رفعت المخاطر، فإن الهجوم الإسرائيلي المستمر على لبنان، بما في ذلك قصف جنوب بيروت وتوغلات قوات الكوماندوز النخبة عبر الحدود، أثار بالفعل قلق المسؤولين في الاتحاد الأوروبي.

ويقع لبنان على بعد 160 كيلومترا فقط من قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وله روابط تاريخية مع دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا. وقد قدم الاتحاد الأوروبي للبلاد أكثر من 3.5 مليار يورو كمساعدات منذ عام 2011، بما في ذلك الدعم لقواتها المسلحة. كما أن لستة عشر دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 قوات في لبنان حاليا كجزء من مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد.

أزمة اللاجئين

كما تخشى عواصم الاتحاد الأوروبي من أزمة اللاجئين المحتملة التي قد تسببها حرب كبرى طويلة الأمد في لبنان، وكيف يمكن أن تؤثر الزيادة في عدد الأشخاص الفارين من الشرق الأوسط على السياسة الداخلية – بالنظر إلى المشاعر المناهضة للهجرة التي تزايدت بالفعل في العديد من البلدان الأوروبية.

وصعدت إسرائيل هجومها ضد حزب الله في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة للرد على هجوم صاروخي شنته طهران مما أدى إلى تكثيف المخاوف من اندلاع حرب شاملة. وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه قتل 15 من مقاتلي جماعة حزب الله في جنوب لبنان وقصف بيروت بعد أن تكبدت قواته أكبر خسارة في يوم واحد على جبهة لبنان خلال عام من الاشتباكات.

بوابة فاطمة الحدودية

إسرائيل أعلنت أيضًا إنها قتلت عناصر حزب الله في ضربة على مبنى بلدية بيت جبيل في جنوب لبنان حيث كانوا يديرون عمليات، فيما ذكرت جماعة حزب الله في بيان إنها تصدت الخميس لمحاولة تقدم للقوات الإسرائيلية عند منطقة بوابة فاطمة الحدودية.

من جهتها قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت على منصة إكس: “ليلة أخرى بلا نوم في بيروت. أحصي الانفجارات التي تهز المدينة. لا توجد صفارات إنذار. لا نعرف ما يخبئه المستقبل. كل ما ينتظرنا هو حالة من الغموض. القلق والخوف حاضران في كل مكان”.

وأعلن الحوثيون في اليمن شن هجوما على تل أبيب بطائرات مسيرة، وقال يحيى سريع المتحدث العسكري للجماعة إن “العملية… حققت أهدافها بنجاح بوصول المسيرات دون أن يرصدها العدو أو يسقطها”.

إحصاءات

تشير إحصاءات للحكومة اللبنانية إلى أن نحو 1900 قتلوا وأصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين في لبنان خلال عام تقريبا من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة. وسقط معظمهم خلال الأسبوعين الماضيين.

كما لجأ أكثر من 300 من النازحين إلى ملهى ليلي في بيروت، كان معروفا باستضافة الحفلات الصاخبة، واستخدم الموظفون قوائم الضيوف لتسجيل أسماء النازحين.

وأعلنت دول غربية خطط طوارئ لإجلاء مواطنيها من لبنان بعد التصعيد الكبير يوم الثلاثاء، لكن لم تبدأ أي منها عملية إجلاء عسكري واسعة النطاق حتى الآن، واستأجرت بعضها طائرات مع بقاء مطار بيروت مفتوحا.

ربما يعجبك أيضا