أوكرانيا.. تساؤلات عن دعم الناتو واستهداف عمق روسيا

محمد النحاس
أوكرانيا

ليس من قبيل المصادفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن تغييرات في التوجيه الاستراتيجي النووي لروسيا بالتزامن مع زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة.


التقى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في لحظة قد تكون حاسمة منذ أن بدء الحرب مع روسيا قبل أكثر من 900 يوم. 

وهناك عدة أسئلة ملحة يطرحها الموقف برمته: هل يمكن للجيش الأوكراني أن يحافظ على خطوط دفاعه في شرق أوكرانيا؟ هل ستتمكن القوات الروسية من تركيز قوتها لاختراق الدفاعات الأوكرانية قبل حلول الشتاء؟ هل سيسمح حلفاء الناتو، لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي؟ وهل ستتمكن الصناعات الدفاعية الغربية من تزويد أوكرانيا بالمعدات اللازمة في الوقت المناسب؟ 

الحرب والانتخابات الأمريكية 

هناك أسئلة أخرى قد تحدد مسار الحرب، مثل من سيفوز بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية ويتولى منصبه في يناير 2025؟ مع وعيه بهذه الخطوط الزمنية، يأمل زيلينسكي أن يتواصل الدعم الغربي. 

وبحسب مقال تحليلي لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية تعتمد نظرية النصر على فرضيتين: الأولى أن روسيا لا يمكنها مواصلة جهودها على المدى الطويل، وأن تعطيل القدرات الروسية بشكل كافٍ سيجبر الكرملين على الجلوس للتفاوض. 

أما الثانية: أن التزام الغرب بإعادة تسليح الجيش الأوكراني بشكل سريع وكبير، مصحوبًا بضمانات أمنية قوية، سيجبر روسيا على الاعتراف بعدم قدرتها على التغلب على أوكرانيا في حرب استنزاف طويلة الأمد.

خطة النصر

تركز خطة النصر الأوكرانية على نقل مركز الثقل من ساحات القتال في شرق أوكرانيا إلى روسيا.

ولإنهاء الصراع -كما يرى المقال- تحتاج أوكرانيا إلى القدرة على تعطيل وتدمير القدرات الروسية قبل أن تصل إلى أراضيها.

ويتطلب هذا ليس فقط إذنًا من الغرب لاستخدام الأنظمة التي توفرها دول الناتو، ولكن أيضًا تزويد أوكرانيا بما يكفي من المعدات لتوجيه ضربات قوية وسريعة، كما يتطلب ضمانات أمنية غربية دقيقة ترفع من المخاطر على روسيا في حال تصعيدها.

موقف بوتين 

ليس من قبيل المصادفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن تغييرات في التوجيه الاستراتيجي النووي لروسيا بالتزامن مع زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة.

بوتين يصر على أنه إذا قامت دولة غير نووية بشن هجوم كبير على روسيا باستخدام قدرات زودتها بها دولة نووية، فإن موسكو تحتفظ بالحق في اعتبار ذلك تهديدًا وجوديًا لقدراتها الردعية، وقد ترد وفقًا لذلك. 

وفي جوهر الأمر، يقول بوتين إنه لن يعترف بعد الآن بالتمييز بين استخدام أوكرانيا لهذه القدرات والدولة التي تزودها وتدعم استخدامها.

أسئلة صعبة

وفق المقال، يطالب كل من زيلينسكي وبوتين الولايات المتحدة والغرب بتحديد ما يعنيه عندما يقولون إنهم سيفعلون ما يلزم لضمان “انتصار أوكرانيا”، الآن يتعين على الديمقراطيين الإجابة على عدة أسئلة رئيسية.

أولاً، هل يقبلون بنظرية زيلينسكي للنصر؟ هل يقبلون بجدوى توجيه ضربات مدمرة كبيرة إلى مواقع وأهداف روسية كوسيلة لإنهاء الهجوم الروسي وجلب بوتين إلى طاولة المفاوضات؟ ثانيًا، هل يصدقون بوتين في تصريحه بأن استخدام الأنظمة الغربية بهذه الطريقة قد يفتح الباب أمام تصعيد كبير؟ وفق ما يسوق المقال.

ثالثًا، هل تستطيع الولايات المتحدة، بمفردها أو ضمن تحالف مع الحلفاء، تقديم مستوى من الضمانات الأمنية التي يسعى إليها زيلينسكي دون الحاجة إلى معاهدة تتطلب تصديق مجلس الشيوخ أو إجماع الناتو؟

تأثير دعم أوكرانيا على الانتخابات 

هناك سؤال آخر ذو صلة، هو ما إذا كان دعم أوكرانيا يعتبر مسألة رئيسية في الانتخابات الأمريكية. 

هل سيحصل بايدن وهاريس على دعم إضافي من الناخبين بسبب موقفهما المؤيد لأوكرانيا؟ وهل سيخسر الرئيس السابق دونالد ترامب دعمًا بسبب تصريحاته الأخيرة التي تشير إلى أن أوكرانيا كان ينبغي أن تقبل صفقات سابقة (بما في ذلك شروط صيغة إسطنبول لعام 2022)؟ 

أما بايدن سيؤجل الإجابة على هذه الأسئلة حتى بعد انتخابات 5 نوفمبر، حينما يستطيع اتخاذ إجراءات دون التأثير على انتخابات خليفته، وفي المقابل، ستفعل موسكو كل ما في وسعها لتغيير الوقائع على الأرض خلال الأسابيع المقبلة، وختاما يردف: “نحن الآن ننتظر لنرى من سيفوز بالسباق ضد الزمن”.

ربما يعجبك أيضا