أوكرانيا لا تنتصر رغم الدعم.. ماذا ستفعل أمريكا؟

محمد النحاس
أوكرانيا لا تنتصر رغم الدعم.. ماذا ستفعل أمريكا؟

ما أهمية إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين إلى أوكرانيا في ظل التقدم الطفيف الذي تحققه كييف أمام روسيا؟


مع دخول الهجوم المضاد الأوكراني على روسيا شهره الرابع، أظهرت كييف المثابرة والقدرة على التكيف، وتحاول ممارسة الضغوط على جبهات متعددة. 

وفي أغسطس الماضي، اخترقت القوات الأوكرانية الخط الدفاعي الأول من حقول الألغام والخنادق الروسية في الجنوب، وبحلول أوائل سبتمبر شرعت في مهاجمة الخط الثاني، وهي خطوة لقطع الجسر البري الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.

سؤال معقد 

قدمت الولايات المتحدة أكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بما في ذلك أحدث نظم المدفعية والدفاعات الجوية والمركبات المدرعة.

ومنذ ديسمبر 2022، درب المستشارون الغربيون أكثر من 63 ألف جندي أوكراني، خارج أوكرانيا، لكن يبدو أن كل ذلك ليس كافيًّا. يخطط حلفاء الولايات المتحدة لإرسال طائرات مقاتلة من طراز إف – 16 والتي قد تصل في وقت لاحق من هذا العام.

وعلى الرغم من التقدم النسبي لأوكرانيا، والاختراقات التي تمكنت قواتها من تحقيقها، تكمن الروس من إبقاء الخسائر عند الحد الأدنى، وهنا يأتي تساؤل منطقي: ما الذي يمكن أن يفعله الغربيون أكثر لمساعدة كييف؟ وهو سؤال “ليس بسيطًا” حسب ما ورد في مقال مطوّل نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية، أمس الجمعة 22 سبتمبر 2023.

ماذا بعد؟ 

في إجابته عن سؤال “ماذا بعد؟” يلفت مقال فورين أفيرز إلى أنه “رغم الدعم الأمريكي العسكري السخي لكييف، فإن التدريبات التي تحصل عليها القوات الأوكرانية يمكن أن تكون أكثر فاعلية، لأن التدريب الغربي يُدار من خارج أوكرانيا، ما حدّ من عدد الأوكرانيين الذين يمكنهم تلقي التدريبات، فضلاً عن اختلاف تضاريس ساحة التدريب في أوروبا عنها في أوكرانيا”.

اقرأ أيضًا|بايدن يطالب بـ20.6 مليار دولار تمويلًا إضافيًّا لأوكرانيا

ولمعالجة هذه المعضلة، على الولايات المتحدة رفع القيود الصارمة المفروضة على عدد الموظفين الأمريكيين الرسميين المسموح لهم بالوجود في أوكرانيا، والشروع في إرسال مستشارين عسكريين داخل البلاد وعبر أجهزتها مختلف الدفاعية.

ومن شأن إرسال المستشارين أن يزيد عدد الجنود الأوكرانيين الذين يتلقون تدريباً على أعلى مستوى، بالإضافة إلى ذلك سيعزز من فهم واشنطن لاحتياجات كييف المادية، ما يسمح لصانعي السياسات الأمريكيين بتقديم المساعدات اللازمة، وفق مقال فورين أفيرز. 

ماذا عن بوتين؟ ‎

قد يخشى البعض في أروقة واشنطن أن إرسال مستشارين أمريكيين إلى أوكرانيا، سيدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتصعيد الصراع. ويرد المقال بأن هذا ما قد يحدث بالفعل مستقبلًا إذا ما أرسلت واشنطن قوات إلى خطوط الجبهة، لأن وجود عناصر استشارية فقط يبقي القوات الأمريكية خارج الصراع. 

وينوه المقال بأن إرسال المستشارين الأمريكيين إلى أوكرانيا مهم لدعم الإصلاحات الدفاعية الحيوية واللازمة، والتي من شأنها أن تمهد طريق أوكرانيا نحو عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن “طبقة إضافية من الرقابة” تضمن الاستخدام الفعال والمسؤول للمساعدات. 

رسالة طمأنة في معركة طويلة

تتجاوز الفوائد طويلة الأمد للتدريب والاستشارات من داخل أوكرانيا فوائد الإصلاحات وتقليل الفساد، فما دام هذا الدعم مصحوبًا بزيارات رفيعة المستوى من جانب صنّاع السياسات والقادة العسكريين الأمريكيين، سيبعث برسالة طمأنينة قوية إلى كييف، وسيدل على أن الولايات المتحدة “جزء من اللعبة”.

ومن شأن ذلك أيضًا أن يطمئن الأوكرانيين بأن “واشنطن ملتزمة بمساعدتهم حتى النهاية” من أجل تحقيق النصر. ويختم المقال بأن في حرب استنزاف طويلة الأمد، قد يكون مثل هذا الدعم النفسي حاسمًا في مساعدة كييف على الصمود.

اقرأ أيضًا|الرئيس الأوكراني يطالب بمحكمة خاصة للحرب.. هل من استجابة؟

ربما يعجبك أيضا