«أوكرانيا وتايوان ونووي كوريا الشمالية» على طاولة «حوار شانجريلا» بسنغافورة

رنا أسامة

عقد وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني أول اجتماع مباشر بينهما منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه على هامش حوار شانجريلا.


تستضيف سنغافورة حوار شانجريلا للشؤون الدفاعية، بمشاركة وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين وصُنّاع أسلحة، لبحث قضايا تشغل الرأي العام الدولي.

يتزامن ذلك مع اتهامات متبادلة بين الصين، وأستراليا وكندا، بشأن مواجهات بين طائراتها العسكرية فوق منطقة بحر الصين الجنوبي، ومتوقع أن يشهد حور شانجريلا، الاجتماع الأمني الأعلى في آسيا، نقاشات حامية بين ممثّلي واشنطن وبكين، حول كل شيء من سيادة تايوان للحرب في أوكرانيا.

ما حوار شانجريلا؟

حوار شانجريلا الأمني

يُعقد حوار شانجريلا في دورته الـ19، للمرة الأولى منذ عام 2019 بعد إرجائه مرتين بسبب جائحة فيروس كورونا، بحضور 42 دولة و37 مندوبًا على مستوى وزاري وأكثر من 30 مسؤول دفاع كبار، من 10 إلى 12 يونيو الجاري، وفق تشانيل نيوز آسيا المعروفة اختصارًا بـ”سي إن إيه”، أكبر مجموعة إعلامية في سنغافورة.

ووصفت وزارة الدفاع السنغافورية الحوار الأمني الذي بدأ منذ عام 2002، بأنه بمثابة المؤتمر الأول للدفاع والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ما أجندته؟

في اليوم الأول للحوار، سيُلقي رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، كلمة؛ فيما ستستضيف رئيسة سنغافورة، حليمة يعقوب المندوبين، على مأدبة عشاء بقصر أستانا في اليوم الثاني.

وسيتحدث وزير الدفاع السنغافوري، نج إنج هن، في جلسة 11 يونيو 2022، حول تأمين الاستقرار الإقليمي. وسيستضيف الوزراء الزائرين لمناقشات المائدة المستديرة يومي 11 و12 يونيو، بحسب سي إن إيه. وسيلقي وزيرا الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، والصيني وي فنجي، كلمتين منفصلين، حول السياسة الأمريكية والتحركات الصينية بالمحيطين الهندي والهادئ.

خطاب أوكراني

فلاديمير زيلنسكي

وفق أجندة حوار شانجريلا الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره في لندن، سيُلقي الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، “خطابًا خاصًا” في جلسة افتراضية، من الساعة 4 إلى 4:30 مساء يوم 11 يونيو الجاري، بالتوقيت المحلي.

ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الرابع، قال زيلنسكي يوم 7 يونيو، إن أوكرانيا ستقاتل لاستعادة أراضيها التي احتلتها قوات روسية، مضيفًا أن الجمود “ليس خيارًا”.

أول اجتماع دفاعي أمريكي صيني

على هامش حوار شانجريلا، عقد وزيرا الدفاع الأمريكي، والصيني، أول اجتماع مباشر بينهما منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وقال مسؤول أمريكي كبير لم تُسمه وكالة رويترز: “نتوقع أن يركز الاجتماع على إدارة المنافسة في قضايا إقليمية وعالمية، فضلًا عن محاولة ضبط العلاقات المتوترة بين بكين وواشنطن، وضمان عدم تطوّرها إلى نوع من سوء الفهم العسكري”.

وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا لضمان خروج الاجتماع بمهنية وموضوعية، مع التطرق لقضايا خطيرة للغاية، دون رغبة من الولايات المتحدة في إحداث ضجة أو جلبة”. وأجرى وزيرا دفاع أمريكا والصين أول مكالمة هاتفية لهما في إبريل الماضي، بعد توقف الاتصال إثر مشادة بروتوكولية رفض خلالها أوستن التحدث إلى وي، طالبًا التحدث بدلًا من ذلك إلى نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للجيش الصيني.

وزير دفاع الصين وأمريكا على هامش حوار شانجريلا

القضية الرئيسية

ستمثل العلاقة التنافسية بين الولايات المتحدة والصين القضية الرئيسة على طاولة قمة حوار شانجريلا، بحسب ميا نوينز، زميل أول لسياسة الدفاع الصينية والتحديث العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وأضافت: “رغم أن القمة معنيّة بقضايا الأمن الآسيوي، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية ستظل محور المناقشات”، في وقت أوقعت فيه عشرات آلاف القتلى وشردت ملايين وحوّلت مدنًا إلى أنقاض منذ أكثر من 100 يوم. ستوفد أوكرانيا ممثلين عنها فيما ستتغّيب روسيا عن حوار شانجريلا، وفق ما نقلته رويترز عن مصدر وصفته بالمُطلع على قائمة الحضور.

الشراكة الصينية الروسية

العلاقات الصينية الروسية

أمريكا قد تستغل حوار شانجريبلا لانتقاد الشراكة الصينية مع روسيا، محاولة طمأنة شركائها الآسيويين بأنها لا تزال ملتزمة بأمن المنطقة، وفق تصريحات عن لي مينجيانج، أستاذ مُساعد بمدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، لمجلة ذا ديبلومات الأمريكية.

وفي المقابل، ستحاول الصين طمأنة جيرانها بأنها لا تنوي السيطرة على منطقة المحيط الهادئ بالقوة. وقال أستاذ بجامعة شنجهاي للعلوم السياسية والقانون، ني ليكسيونج، إن غموض موقف بكين من المعارك بين روسيا وأوكرانيا جرّها إلى ورطة، لكنه قد يمنح الولايات المتحدة والصين فرصة أيضًا لتخفيف التوترات بينهما.

أزمة تايوان

تركز المحادثات الصينية الأمريكية في حوار شانجريلا على أزمة تايوان، في وقت كثّفت فيه بكين، التي تدّعي أن تايوان جزء من أراضيها، من نشاطها العسكري قُرب من الجزيرة خلال العامين الماضيين، ردًا على ما تسميه “تواطؤًا” بين تايبيه وواشنطن. وتوعّد بايدن الشهر الماضي بتدخل عسكري إذا غزت الصين تايوان.

قال الباحث بمركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا العسكرية في يوان وانج، تشو تشينمينج، إن بكين قلقة من محاولات واشنطن قلب السياسة بشأن تايوان، وترى أنها “تكرر كليشيهات بلا إجراءات عملية أو حلول وسط”، بما قد يفضي لصراعات عسكرية بين الجانبين، بحسب ساوث تشاينا مورنينج بوست.

تايوان والصين

الصين لأمريكا: سنسحق أي محاولة لاستقلال تايوان

على هامش لقاء وزيريّ الدفاع الأمريكي والصيني، وعدت بكين بسحق أي “مخطط للاستقلال” في تايوان، بينما حضتها واشنطن على الامتناع عن أي خطوات “مزعزعة للاستقرار”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الصيني إن على بكين “الامتناع عن أي خطوات إضافية حيال تايوان تزعزع الاستقرار”، وتعهّد وي بأن الصين “ستسحق إلى أشلاء أي مخطط لاستقلال تايوان وتؤكد بحزم على وحدة الوطن الأم”، وفق وزارة الدفاع الصينية.

جزر المحيط الهادئ

الطموح الصيني في المحيط الهادئ

برزت جزر المحيط الهادئ أيضًا كواجهة رئيسة في المنافسة الاستراتيجية لواشنطن مع الصين. ومقرر أن يزور المبعوث الخاص لبايدن، جوزيف يون، جزر مارشال الأسبوع المقبل، وسط مخاوف أمريكية من جهود بكين لتوسيع نفوذها في المنطقة، بحسب رويترز.

والأسبوع الماضي، استضاف وزير الخارجية الصيني، وانج يي، اجتماعًا افتراضيًا في فيجي، بحضور 10 من وزراء خارجية المحيط الهادئ، اتفق خلاله على إرجاء النظر في اقتراح صيني بشأن اتفاق الارتباط الحر، الذي يحكم الدعم الاقتصادي الأمريكي لجزر مارشال، المُزمع انتهاؤه العام المقبل.

نووي كوريا الشمالية

نووي كوريا الشمالية scaled

سيُجري وزيرا الدفاع الكوري الجنوبي والصيني مباحثات ثنائية على هامش حوار شانجريبلا، لبحث التهديدات العسكرية المتزايدة لكوريا الشمالية، التي أجرت ما 18 تجربة أسلحة على الأقل هذا العام، فيما يوحي بتطويرها ترساناتها النووية والصاروخية.

ووفق رويترز، وصف مسؤولون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، يوم 8 يونيو، التجارب الصاروخية الأخيرة لبيونج يانج بأنه استفزازات “خطيرة وغير قانونية”.

ربما يعجبك أيضا