أولويات نتنياهو.. القضاء على حماس أم إعادة الرهائن؟

هل التفاوض خيار أفضل لتحرير رهائن إسرائيل في غزة؟

أحمد عبد الحفيظ
نتنياهو والرهائن

تشكل قضية تحرير الرهائن أحد أهم التحديات التي تواجه إسرائيل في صراعها مع حركة حماس في غزة.
وبحسب تقرير نشرته صحفية “يديعوت أحرونوت” الثلاثاء في 27 أغسطس 2024، فإنه منذ اختطاف العديد من الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر، تبرز تساؤلات حول مدى قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تحرير هؤلاء الرهائن من خلال عمليات عسكرية.

التحديات العسكرية

تعتبر عمليات تحرير الرهائن من أكثر العمليات العسكرية تعقيدًا وخطورة. يتطلب النجاح فيها جمعًا دقيقًا للمعلومات الاستخباراتية، وتخطيطًا محكمًا، وتنفيذًا سريعًا لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن.
في حالة غزة، تزداد التعقيدات نظرًا للطبيعة الكثيفة والمزدحمة للمناطق السكنية، حيث تتداخل المواقع العسكرية مع التجمعات المدنية وهذا يعني أن أي عملية عسكرية تهدف لتحرير الرهائن قد تواجه مقاومة شديدة من حماس، التي تستفيد من هذه التضاريس لزيادة صعوبة الوصول إلى مواقع احتجاز الرهائن.

كما أن استخدام الأنفاق من قبل حماس يضيف بعدًا آخر من التحدي، هذه الأنفاق تمكن الحركة من نقل الرهائن وإخفائهم بطرق تجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية تحديد مواقعهم بدقة، مما يزيد من احتمال تعرض الرهائن للخطر خلال أي هجوم.

الحسابات السياسية

إضافةً إلى التحديات العسكرية، فإن لأي عملية عسكرية لتحرير الرهائن تداعيات سياسية قد تكون معقدة، إسرائيل ستحتاج إلى موازنة الضغوط الداخلية من عائلات الرهائن والرأي العام المحلي مع التداعيات الدولية لأي تصعيد عسكري في غزة.
تاريخيًا، كانت هناك انتقادات دولية لإسرائيل حول كيفية تعاملها مع النزاعات في غزة، وخصوصًا فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين، لذلك، فإن أي محاولة عسكرية لتحرير الرهائن ستكون موضع تدقيق شديد من المجتمع الدولي، مما قد يؤدي إلى ضغوط سياسية كبيرة.

كما أن العمليات العسكرية الناجحة لتحرير الرهائن قد تقوي موقف الحكومة الإسرائيلية داخليًا، إلا أن الفشل في تحقيق هذا الهدف أو وقوع ضحايا بين الرهائن قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على القيادة السياسية.

أولويات القيادة الإسرائيلية

في سياق هذا التحدي، تبرز أولوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع حماس. يشير العديد من المحللين إلى أن نتنياهو يفضل توجيه ضربات قوية تهدف إلى القضاء على حماس كتهديد دائم لإسرائيل، بدلاً من التركيز فقط على استعادة الرهائن.
هذه الأولوية تعكس رؤية نتنياهو الاستراتيجية، التي ترى في تدمير قدرات حماس العسكرية والقيادية هدفًا أساسيًا لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل.

ومع ذلك، فإن هذه المقاربة قد تؤدي إلى تعريض حياة الرهائن لمخاطر أكبر، حيث أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حماس قد تؤدي إلى ردود فعل عنيفة من جانب الحركة، مما يزيد من خطر إلحاق الأذى بالرهائن أو حتى استخدامهم كورقة ضغط، وقد يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب حيث يجب عليه الموازنة بين الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل والضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة لإعادة الرهائن بسلام.

الخيارات البديلة

في ظل هذه التحديات، قد تلجأ إسرائيل إلى خيارات بديلة مثل التفاوض أو الوساطة الدولية، التفاوض يمكن أن يوفر حلاً أقل خطورة على حياة الرهائن، لكنه قد يُنظر إليه من قبل بعض الأطراف على أنه تنازل لصالح حماس.
كما أن الوساطة الدولية قد تساعد في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، وهو ما تم استخدامه في الماضي كوسيلة لتحرير الرهائن.

تحدي كبير

تحرير الرهائن من غزة عبر عمليات عسكرية يعتبر تحديًا كبيرًا يواجه إسرائيل، نظرًا للتعقيدات العسكرية والسياسية المحيطة بهذه القضية.
رغم قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات معقدة، فإن النجاح في تحرير كافة الرهائن دون تعريض حياتهم للخطر يظل موضع شك، لذا، فإن التفاوض أو اللجوء إلى حلول سياسية قد تكون خيارات أكثر واقعية لتجنب المزيد من التصعيد وتجنب تعريض حياة الرهائن للخطر.

ربما يعجبك أيضا