أولى طائرات المساعدات العاجلة تصل إلى تونغا بعد البركان والتسونامي

شيرين صبحي

رؤية

نوكو ألوفا – حطت، اليوم (الخميس)، أولى الطائرات التي تقلّ مساعدات طارئة وأجهزة اتصال، في جزر تونغا المقطوعة عن العالم، بعد خمسة أيام من ثوران بركان وحصول تسونامي مدمّرين.

والبلد الصغير الواقع في المحيط الهادئ، معزول عن العالم منذ 15 يناير (كانون الثاني) بعد ثوران بركان تونغا-هونغا هاباي، وهو من الأقوى في العالم منذ عقود، ما تسبب بأضرار كبيرة وكذلك بانقطاع كابلات الاتصالات التي تربط البلاد بشبكة الإنترنت والاتصالات العالمية.

بحسب السلطات، فإن طائرات عسكرية أسترالية ونيوزيلندية هبطت الخميس في المطار الرئيسي في الأرخبيل على جزيرة تونغاتابو. فالأربعاء وبعد أيام من الأشغال، أزيلت طبقة الرماد البركاني التي كانت تغطي المدرج، وقد تراوحت سماكتها بين 5 و10 سنتمترات، ما جعل المدرج غير قابل للاستخدام، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وهتف وزير التنمية الأسترالي زيد سيسيلجا “لقد هبطت!”، مرحّباً بوصول طائرة “سي-17” تقلّ “إمدادات إنسانية أساسية”.

وأعلن أن طائرة “سي-17 ثانية في طريقها” إلى تونغا.

وأكدت نيوزيلندا أيضاً هبوط طائرتها للنقل العسكري.

وصرّحت وزيرة الخارجية النيوزيلندية نانايا ماهوتا أن “الطائرة تقلّ (…) خصوصاً حاويات مياه ومعدّات لإقامة ملاجئ موقتة ومولّدات و لوازم نظافة صحية وأجهزة اتصالات”.

تُظهر المشاهد الأولى من عاصمة تونغا نوكو الوفا، مباني مغطاة بالرماد وجدراناً منهارة وشوارع مليئة بالصخور وجذوع الأشجار والحطام.

بحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 84 ألف شخص، أي أكثر من 80% من سكان تونغا، تأثروا بالبركان والتسونامي الذي تلاه.

يواجه الأرخبيل حالياً خصوصاً حاجة ملحّة لمياه الشرب. وقالت كايتي غرينوود من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن “احتياطات المياه في أنحاء تونغا تأثرت بشدة بتساقط الرماد ومياه التسونامي المالحة”.

وأضافت أن هناك “خطراً متزايدة بالإصابة بأمراض على غرار الكوليرا والإسهال”.

وقد تكون احتياطات المواد الغذائية في تونغا غير كافية. وأكد رئيس الجمعية الوطنية في البلاد فتافحي فقافانوا أن “كل المحاصيل الزراعية دُمّرت”.

منذ أن أصبح بإمكان الطائرات الهبوط مجدّداً في تونغا، اقترحت دول عدة مساعدتها. وأعلنت اليابان إرسال طائرتين من طراز سي-130. وعرضت دول أخرى بينها الصين وفرنسا، دعمها.

ستبقى التدابير الصارمة المفروضة لمنع دخول فيروس كورونا إلى البلاد، سارية، إذ لا تزال تونغا بمنأى عن الوباء. وسيتمّ تسليم المساعدة بدون أي احتكاك بشري، وسيمضي أفراد الطواقم والركاب وقتاً قصيراً على الأرض قبل الإقلاع مجدّداً.

وستصل المساعدات أيضاً بحراً. يُتوقع وصول أيضاً سفينتين نيوزيلنديتين “ويلنغتون” و”أوتيروا” إلى الأرخبيل الجمعة. وتنقلان خصوصاً مياهاً عذبة وكذلك وحدة إزالة الملوحة يمكن أن تؤمن 70 ألف ليتر يومياً. وتنوي أستراليا إرسال السفينة العسكرية “ايديلايد” في اليوم نفسه، على أن تنقل على متنها معدّات لتنقية المياه ومروحيتين كبيرتين من طراز “شينوك”.

وصفت حكومة تونغا ما حصل بأنه كارثة “غير مسبوقة” موضحة أن أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 15 متراً دمرت كل المساكن في بعض الجزر. ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم.

ثوران البركان الذي تردد صداه حتى آلاسكا (الولايات المتحدة) على بعد أكثر من تسعة آلاف كيلومتر هو الأكبر الذي يسجل في العقود الأخيرة مع تشكل كتلة من الدخان ارتفاعها 30 كيلومترا نثرت الرماد والغاز والأمطار الحمضية في جزر الأرخبيل البالغ عددها 170، وتلاها تسونامي مباشرة.

تسبب الانفجار البركاني في موجة ضغط ضخمة انتقلت بسرعة تفوق سرعة الصوت مسافة حوالى 1231 كيلومترا في الساعة بحسب المعهد الوطني النيوزيلندي لأبحاث المياه والغلاف الجوي.

وستحتاج شركة “ساب كوم” الأميركية للكابلات لأربعة أسابيع على الأقل لإعادة تشغيل خدمة الإنترنت في تونغا.

ربما يعجبك أيضا