فيتنامي أول زعيم أجنبي يلتقيه رئيس الصين بعد فوزه بولاية ثالثة.. ماذا يحدث؟

رنا أسامة

أجرى رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي زيارة للصين، فما رسائل شي جين بينج خلالها؟


في 31 أكتوبر الماضي، كان رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي، نجوين فو ترونج، أول زعيم أجنبي يزور بكين، منذ فوز رئيس الصين، شي جين بينج، بولاية ثالثة.

وخلال الزيارة، أجرى نجوين محادثات مع شي، شدد فيها على أن فيتنام لن تسمح بإنشاء أي قاعدة عسكرية خارجية على أراضيها، قبل أن يعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستبني سلسلة إمدادات مستقرة مع فيتنام.

أولوية قصوى

خلال اجتماعه مع شي بقاعة الشعب الكبرى في بكين، قال القائد الفيتنامي إن بلاده “جعلت تنمية الصداقة والتعاون مع الصين أولوية قصوى” في سياستها الخارجية، حسب ما أوردت شبكة تليفزيون الصين الدولية “سي سي تي في”.

وأشار رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي أيضًا إلى أن هانوي ترغب في التعاون مع بكين، للحفاظ على السلام والاستقرار على حدودها البرية والبحرية، تلافيًا للقضايا البحرية “التي تؤثر في التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين”.

شي وترونج

مطالبات متداخلة

حسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، لدى الصين وفيتنام مطالبات متداخلة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، قادت أخيرًا إلى مواجهات بين خفر سواحل وقوارب صيد صينية وفيتنامية، في حين شاب العلاقات الثنائية بين البلدين استقرار إلى حد كبير.

ويُنظر إلى فيتنام على أنها بديل لقطاعات تصنيع صينية في سلسلة التوريد العالمية، لكلفتها المنخفضة نسبيًّا، خاصة بالنظر إلى حرب بكين التجارية مع واشنطن، والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

تعاون صيني- فيتنامي

خلال اجتماعهما، ذكر شي أن الصين شجعت شركاتها التكنولوجية على الاستثمار في فيتنام، وعمقت التعاون أيضًا في مجالات مثل الرعاية الصحية، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، وتغير المناخ.

وقال الرئيس الصيني لترونج، إن “بكين مستعدة لتسريع ربط استراتيجيات التنمية بالجانب الفيتنامي، وتعزيز الاتصال بين البلدين، والتعاون لبناء نظام مستقر لسلاسل التوريد الصناعية على نحو مشترك”، وفق ما أوردته “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

شي وترونج 1

بيئة دولية معقدة

أيديولوجيًّا، نوه شي بأن البلدين يواجهان “بيئة دولية بالغة التعقيد ومخاطر جسيمة”، داعيًا الحزبين الشيوعيين في الصين وفيتنام لـ”بذل كل جهد ممكن لتعزيز التحديث الاشتراكي، وعدم السماح لأي شخص أو قوة بعرقلة تقدمنا، ​​أو زعزعة الأساس المؤسسي لتنميتنا”.

وأضاف أنه يتعين على الحزبين تعزيز التبادلات بشأن الحوكمة، ومواصلة الاتصال العسكري والتعاون في إنفاذ القانون، بغية “الحفاظ على أمنهما السياسي واستقرارهما الاجتماعي”.

لا علاقات رسمية مع تايوان

أضاف ترونج أن فيتنام تتبع بحزم سياسة صين واحدة، وتعارض أيًّا مما سماه “الأنشطة الانفصالية الرامية إلى استقلال تايوان”، مشددًا على أن بلاده لن تطور أي علاقات رسمية مع الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.

ومن دون ذكر الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة، قال ترونج إن فيتنام لن تسمح لأي دولة بإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها، ولن تنضم إلى أي تحالف عسكري، ولن تستخدم القوة ضد أي دولة، ولن تتعاون مع دولة في مواجهة أخرى.

الرئيس الصيني يمنح رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي وسام الصداقة

وسام الصداقة

خلال زيارة القائد الفيتنامي للصين يوم الاثنين الماضي، منحه شي وسام الصداقة، بصفته “ماركسيًّا مخلصًا، ورفيقًا مقربًا، وصديقًا وفيًّا” للحزب الشيوعي الصيني، حسب ما ذكرت صحيفة “الشعب” اليومية، الناطقة بلسان الحزب الحاكم في بكين.

وقال شي إن الوسام يرمز للمشاعر الصينية الودية تجاه ترونج والشعب الفيتنامي، ويعكس الصداقة العميقة بين البلدين الجارين بصفتهما “رفيقين وشقيقين” و”شريكين في مصير مشترك” مرتبط بتحقيق السلام والتقدم للبشرية، في حين أعرب ترونج عن أمله استمرار الصداقة الفيتنامية الصينية.

زيارة مهمة

الصين هي الشريك التجاري الأكبر لفيتنام، فتجاوزت التجارة الثنائية بين البلدين 165 مليار دولار أمريكي عام 2021، بزيادة 24.6% عن سابقه، وفق بيانات أوردتها “ساوث تشاينا مورنينج بوست” عن الجمارك الفيتنامية الرسمية. ووصف السفير الصيني لدى فيتنام، شيونج بو، زيارة ترونج بأنها “مهمة للغاية في وقت حرج”.

وأضاف السفير الصيني: “تؤشر الزيارة إلى مرحلة جديدة من التطور الاشتراكي بين البلدين”. وكتب شيونج في صحيفة “الشعب” الصينية: “لقد قاتل البلدان معًا منذ فترة طويلة، ودعم كل منهما الآخر من أجل الاستقلال، وربطتهما صداقة حميمة وأخوة، وخبرات متبادلة لتعزيز البناء الاشتراكي”.

ربما يعجبك أيضا