أول سيدة تتولى هذا المنصب.. من هي حفيظة أركان رئيسة المركزي التركي؟

ولاء عدلان
حفيظة غاية أركان، رئيسة البنك المركزي التركي

تحظى حفيظة أركان بشهرة داخل القطاع المالي الأمريكي، وهي أول امرأة تحت سن الأربعين تحمل لقب رئيس أو مدير تنفيذي في واحد من أكبر 100 بنك في أمريكا.


عين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسؤولة التنفيذية السابقة في القطاع المالي الأمريكي حفيظة غاية أركان، رئيسة للبنك المركزي التركي.

يأتي هذا بعد أيام من تعيين الخبير الاقتصادي محمد شيمشك الذي يحظى بشعبية لدى المستثمرين العالميين، وزيرًا للمالية في الحكومة التركية الجديدة، في أحدث إشارة إلى أن أردوغان يعتزم تغير سياسته الاقتصادية غير التقليدية التي دفعت الليرة إلى تراجع قياسي.

أول سيدة في منصب محافظ المركزي

أفادت الجريدة الرسمية التركية، اليوم الجمعة 9 يونيو 2023، بأن الرئيس التركي عين حفيظة أركان رئيسة للبنك المركزي التركي، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ تركيا، وخامس محافظ للبنك المركزي في 4 سنوات فقط.

وستتولى أركان زمام الأمور خلفًا للرئيس السابق للمركزي التركي شهاب قافجي أوغلو الذي قاد سياسة أردوغان غير التقليدية لخفض أسعار الفائدة إلى مستوى 8.5% حاليًّا من 19% في مارس 2021، على الرغم من ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في 24 عامًا ليتجاوز 85% خلال 2022.

اقرأ أيضًا| الاقتصاد التركي بعد الانتخابات.. تحديات صعبة وآفاق ضبابية

من هي حفيظة أركان؟

ولدت حفيظة أركان في إسطنبول عام 1982، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة بوغازيتشي في عام 2001، ودرجة الدكتوراه في بحوث العمليات والهندسة المالية من جامعة برينستون في 2005، وبدأت حياتها المهنية في بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس في عام 2005.

وتقلدت أركان مناصب عليا عدة داخل البنك الشهير على مدار 9 سنوات، حتى وصلت إلى منصب المديرة العامة، وخلال الفترة من 2014 إلى 2021 تقلدت مناصب إدارية عليا عدة في بنك فيرست ريبابليك، كان آخرها الرئيس التنفيذي المشارك، وهي عضو مجلس إدارة شركة مارش ماكلينان للاستشارات المالية، وفي 2022 عينت رئيسة تنفيذية لشركة جريستون للتمويل.

وتحظى أركان بشهرة داخل القطاع المالي الأمريكي، وهي أول امرأة تحت سن الأربعين تحمل لقب رئيس أو مدير تنفيذي في واحد من أكبر 100 بنك في أمريكا، وفي عام 2019 كان اسمها ضمن قائمة أبرز السيدات في قطاع البنوك والتمويل في الولايات المتحدة، وفق صحيفة سان فرانسيسكو بيزنس تايمز.

حفيظة أركان مع مؤسس بنك فيرست ريبابليك

حفيظة أركان مع مؤسس بنك فيرست ريبابليك

حفيظة أركان في مهمة صعبة

لا تتمتع أركان بخبرة تتعلق بالسياسة النقدية الرسمية، لكنها من جهة أخرى تتمتع بخبرة في القطاع المصرفي ومخاطر الاستثمار.

وتقول المديرة التنفيذية لمؤسسة بارتنرشيب فور نيويورك سيتي، وهي منظمة غير ربحية عملت فيها أركان مديرًا لمجلس الإدارة، في تصريح لوكالة أنباء رويترز، إن “أركان تحظى بالاحترام داخل القطاع المالي  في نيويورك، وهي شخصية قوية وذكية”.

يأتي تعيين أركان على رأس المركزي التركي في وقت استنزفت فيه الحكومة التركية السابقة احتياطيات البنك للحفاظ على استقرار الليرة، ومنع زيادة أسعار الصرف الأجنبي، وخلال الأسبوع المنتهي في 19 مايو الماضي، انخفض صافي الاحتياطيات الدولية للمركزي التركي إلى سالب 151.3 مليون دولار للمرة الأولى منذ 21 عامًا، وقبل ذلك بشهر خفضت وكالة ستاندرد آند بورز نظرتها المستقبلية لتركيا إلى سلبية من مستقرة.

اقرأ أيضًا|  بفعل سياسات «المركزي التركي».. سقوط حر لـ«الليرة» وتضخم مروع

وأرجعت ستاندرد آند بورز قرارها إلى انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع عجز الحساب الجاري ومحدودية الاحتياطيات الدولية وارتفاع التضخم، وستواجه أركان معضلة فيما يتعلق بوقف نزيف الليرة، فمنذ بداية العام تراجعت الليرة بأكثر من 15%، وخلال الـ5 سنوات الماضية فقط خسرت 80% من قيمتها.

تفاؤل حذر

مع تولي أركان وشيمشك زمام السياسة النقدية والمالية في تركيا يسود تفاؤل حذر بين المستثمرين بأن أردوغان سوف يتحول بعد فوزه بفترة ولاية ثالثة إلى سياسة اقتصادية أكثر تقليدية بعد سنوات من سياسته المفرطة في التيسير النقدي، في محاولة لاحتواء التضخم المتصاعد وجذب المستثمرين الأجانب الذين هجروا البلاد في السنوات الأخيرة، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وقال محللون لوكالة رويترز هذا الأسبوع إن آفاق الاقتصاد التركي تعتمد على مدى الاستقلال الذي يمنحه أردوغان لرئيس البنك المركزي ووزير المالية الجديدين، بعد سنوات من تدخله المباشر في السياسات المالية والاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا