«أوميكرون» .. خيبة أمل عالمية ومخاوف من الركود التضخمي

authoraccount401

كتبت – هدير محمد

يأتي المتحور الجديد من فيروس كورونا “أوميكرون” ليعيد إلى الأذهان مشاهد وحالات من التخبط والتخوف كنا قد عايشناها مع التفشي الأول لكورونا ، متحور جديد اعتبره العلماء الأخطر منذ ظهور “دلتا” مُؤكدين ومُحذرين من سرعته في الانتشار. ومع إرجاء كل التوقعات المتفائلة السابقة للمؤسسات الدولية بتعافي الاقتصاد واقتراب رجوعه إلى النقطة الأولى قبيل ظهور هذا الفيروس، تصعد في الأفق حالة أخرى من عدم اليقين تُساور الاقتصاد في كل مناحيه.

ماذا سيحدث هل سيشهد الاقتصاد حالات إغلاق تامة أو شبه تامة كالتي شهدناها سابقاً عند التفشي الأول لكورونا أم أن العالم والاقتصاد استطاع أن يقوى مناعته في مواجهة الصدمات وقادر على التعامل بطريقة أفضل وإدارة هذه الأزمة وفقاً لما اكتسبه من خبرات في تعامله مع كورونا وبالتالي ستكون التداعيات الصحية والاقتصادية تحت السيطرة ؟!

خيبة أمل

يهدد ظهور المتحور الجديد أسوار الحماية التي قام بها العالم من خلال محاولة سرعة تطعيم العدد الأكبر من سكان العالم ضد كورونا وذلك في محاولة لحماية الأرواح والاقتصاد، وبعد أن تم التطعيم بنحو أكثر من 8 مليار جرعة  نحو العالم حتى الآن، يبدو أن القناعة السائدة بأن جرعتين من اللقاح كفاية للحماية من تداعيات الفيروس لم تعد سارية ، حيث جاءت الإرشادات الجديدة من العلماء بوجوب التطعيم بثلاثة جرعات من اللقاح للحماية ضد هذا المتحور الجديد .

بهذه التصريحات قد يدخل العالم في حالة سباق جديدة تحاول فيها الدول التي حققت معدلات مرتفعة من التطعيم الحفاظ على مستوياتها من التطعيم وهو ما يقتضى أن تحتفظ هذه الدول بالمزيد من الجرعات لديها وتضيع الفرصة على الدول النامية في تطعيم مواطنيها بالشكل الآمن هذا مع العلم بأنه حتى الآن الدول المتقدمة أسرع 10 مرات في تطعيم سكانها من الدول النامية.. فهل سيعمق “أوميكرون” الفجوة وعدم المساواة في تلقي اللقاح وبالتالي التعافي الأسرع صحياً واقتصادياً والحيلولة دون ظهور المزيد من السلاسات المتحورة من الفيروس؟!

“أوميكرون” يهدد بالدخول في حالة من الركود التضخمي

اتخذت بعض الدول قرارات بإغلاق حدودها وفرضت دول أخرى إجراءات احترازية تحسباً للمتحور الجديد وها هي بريطانيا تقر بسرعة انتشار المتحور الجديد تلجأ إلى الخطة “ب” وتدعو إلى العمل من المنزل وتفرض وجوبية ارتداء الكمامات ، ولكن لا تزال حالة عدم اليقين موجودة وتضع المؤسسات الدولية الكثير من السيناريوهات المتوقعة والتي تتأرجح بين العودة إلى الإغلاق العام والتام مع التفشي السريع وتزايد حالات العدوى، وما بين الإغلاق الجزئي أو الاكتفاء بفرض حالات من التباعد الاجتماعي وبين استمرار الوضع الحالي وعدم إثارة المتحور لأي حالات ذعر جديدة، لا نستطيع الجزم بما سيحدث.

ولكن تبقى المخاوف من أن تتجدد حالة الإغلاق التي شهدناها سابقاً ومع ارتفاعات التضخم التي باتت كافة دول العالم تعاني من ويلاتها وتأكيد الاقتصاديين على استمرارها لفترة قادمة مع اختلالات توازنات العرض والطلب وأسعار الطاقة وتردد محافظي البنوك المركزية في تشديد السياسات النقدية وخاصة بعد ظهور المتحور الجديد، قد يهدد المتحور بإعادة سيناريوهات توقف العمل والإنتاج واختلالات سلاسل الإمداد وبالتالي ركود الاقتصاد والدخول في حالة من “الركود التضخمي”.

دول وقطاعات في الصفوف الأولى من المواجهة

وعلى أيه حال تبقى قطاعات السياحة والطيران والسفر والسياحة والترفيه والمطاعم في واجهة القطاعات المُهدّدة وكذلك يبقى الخوف الأكبر على تعافى الدول التي لا تزال متأثرة حتى الآن بتداعيات كورونا ولم تستطع التعافي بشكل كامل.

ربما يعجبك أيضا