إحداهن أنقذت بوتين.. دور حاسم لـ4 سيدات في الحرب الروسية الأوكرانية

محمد النحاس

في اليوم العالمي للمرأة.. أدوار بارزة لعبتها 4 نساء خلال الحرب الروسية الأوكرانية، فمن هنّ؟ وكيف أثرن في الصراع؟


لعبت المرأة أدوارًا بارزة في أثناء الحروب على مدار التاريخ، لكن في الحرب الروسية الأوكرانية، تعدى دور النساء مراكز صناعة القرار.

وفق تقديرات تشارك أعداد كبيرة من النساء في الحماية المدنية وصفوف التمريض بكييف، وقرابة 22% من أفراد الجيش الأوكراني من النساء، وفي اليوم العالمي للمرأة، نستعرض كيف أثرت 4 نساء في النزاع الدائر بشرق أوكرانيا؟

ukraine1 62270f9b6f393

أورسولا فون دير لاين.. توحيد الجهود الأوروبية

رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وأحد أبرز السياسيات في ألمانيا، تنتمي للحزب الديمقراطي المسيحي، وكان لها دور بارز في دعم أوكرانيا، فعند بداية الحرب في 24 من فبراير 2022، عانى الاتحاد الأوروبي من الخلافات والتشرذم الداخلي، راهن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عليها في تحقيق انتصار سريع.

20190716PHT57221 originalلكن وبعد اشتعال المعارك، تسارعت جهود المفوضية بغية فرض عقوبات موحدة على روسيا، ونجحت فون دير لاين في جمع الحلفاء، وشن حزم عقوبات منسقة وموحدة على الكرملين، وُصفت بـ”غير المسبوقة”، وزارت أورسولا كييف 4 مرات، منذ بدء النزاع، في تأكيد على مواصلة الدعم.

تماسك أوروبي رغم الصعوبات

كان لرئيسة المفوضية الأوروبية دور كبير في جمع الحلفاء الغربيين، وتوحيد قراراتهم، وتهدئة مخاوفهم المرتبطة بارتدادات العقوبات، وتوابعها على الاقتصادات الأوروبية. وتعمل حاليًّا على تأسيس تحالف لإنتاج الذخيرة لصالح أوكرانيا.

وبعد مرور عام كامل من الحرب، تبدو أوروبا، رغم بعض الصعوبات، موحدة أكثر من أي وقت مضى، وعازمةً على المضي قدمًا في كبح جماح الروس، كما يشدد المسؤولون بالاتحاد، وتؤكد أوروسولا فون ديرلاين، أن “تاريخ الاتحاد يُسطر في أوكرانيا”.

أولينا زيلينسكا.. سيدة أوكرانيا الأولى

بعد بداية الحرب الروسية الأوكرانية، شددت زوجة الرئيس الأوكراني، أولينا زيلينسكا، على “أننا لن نخاف.. ولن نرتعد.. ولن نذرف الدموع”، وخاضت العديد من الجولات بأنحاء العالم، لحشد الدعم خلف بلادها، كان أبرزها زيارة إلى واشنطن والمملكة المتحدة وأوروبا.

Primeira-dama da Ucrânia posa para Vogue em meio a destroços da guerra

ولطالما تحدثت زيلينسكا عن الجوانب الإنسانية، ففي الحروب ينشغل الجميع بتطورات الميدان، وتقدم المعارك، لكن زوجة الرئيس لطالما نقلت معاناة الشعب لوسائل الإعلام العالمية، وركزت على الأوضاع الإنسانية الصعبة، التي يعيشها المدنيون. وأبرزت معاناة النساء والأطفال، وتقول عن ذلك “لم أرغب أن أكون تحت الأضواء ولكن الظروف هي ما حتمت ذلك.”

جانيت يلين.. تقويض الاقتصاد الروسي

وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، هي أول امرأة تتقلد أهم منصب اقتصادي لأقوى دولة في العالم، وتولت سابقًا رئاسة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، وكانت أول امرأة كذلك بهذا المنصب.

ويمكن القول إن يلين، الباحثة الاقتصادية والأستاذة الجامعية السابقة، لها الدور الأبرز في فرض عقوبات غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي، وهي العقوبات الأضخم في التاريخ، فلم تشهد أي دولة مثل هذا الكم من العقوبات.

image 14وهندست الوزيرة الأمريكية كذلك تجميد الاحتياطات النقدية الروسية خارج روسيا، ولم تكتف بذلك، بل سعت لتكون “الخطوة التاريخية” بتنسيق كامل مع حلفاء واشنطن بأنحاء العالم، وهي خطوة لم يخطر ببال الكرملين أن تقدم عليها واشنطن، وجمدت بموجبها ما يزيد عن 300 مليار دولار من احتياطات روسيا في الخارج.

سيدة روسيا «العنيدة»

على الجهة المقابلة وفي موسكو، وبينما كانت الولايات المتحدة ومن خلفها الاتحاد الأوروبي، تشن هذا القدر من العقوبات، فكرت رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، مليًا كيف يمكن أن تنقذ اقتصاد بلادها من العقوبات الأشرس في التاريخ، ومواجهة الإجراءات التي تتخذها واشنطن.

early life 1488435810

وصفت الصحافة الغربية نابيولينا، بأنها تتسم كما هو بوتين، بـ”العناد والدقة والإصرار”، وتولت المسؤولة المالية الروسية منصب مستشارة للشؤون الاقتصادية في عام 2013، ثم عينها بوتين محافظًة للبنك المركزي عام 2022، بعد نجاحات بارزة دفعت الاقتصاد الروسي خطوات للأمام.

إنقاذ الاقتصاد الروسي

مع طرد أغلب البنوك الروسية من نظام سويفت العالمي للمعاملات المالية، وتقاطر العقوبات على موسكو من كل مكان، ومغادرة الشركات الغربية الأراضي الروسية، بدا أن الاقتصاد لن يصمد طويلًا، وأنه سينهار في غضون أشهر قليلة، وهو ما لم يحدث.

وبعد أن خسر الروبل الروسي 60% من قيمته مع الأيام الأولى للحرب، اتخذت نابيولينا مجموعة من الإجراءات، التي عززت من تماسك العملة الروسية، وفرضت على الشركات المحلية شراء الروبل بـ80% من احتياطاتها.

نتائج مفاجئة

علاوةً على ما سلف، فرضت نابيولينا حدًا للتحويلات بالعملات الأجنبية للخارج، وفي خطوة غير مسبوقة، طلبت روسيا من الدول “الصديقة”، التعامل بالروبل، ومكّنت هذه الخطوات الاقتصاد الروسي من الصمود.

وكان الروبل، الذي استرد أغلب قيمته مجددًا، أفضل العملات الأجنبية أداءًا أمام الدولار، خلال العام الماضي، وانكمش الاقتصاد 2.1% فقط، وهي نسبة ضئيلة بالنظر إلى كم العقوبات، حتى أنّ أكثر الخبراء الروس تفاؤلاً لم يتوقع مثل هذه النسبة، فضلاً عن نظرائهم من الأجانب.

ربما يعجبك أيضا