إحراق مقر الحزب الكردستاني العراقي.. ردود أفعال غاضبة واعتقالات

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

شهد العراق حملة إدانات ورفض بعد حادثة حرق أنصار الحشد الشعبي مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، وقرر المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، أمس السبت، فتح تحقيق بحادثة “الاعتداء” على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد. وبحسب بيان حكومي، فإن “المجلس الوزاري للأمن الوطني عقد جلسة طارئة، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، تم خلالها بحث مستجدات الأوضاع الأمنية في البلاد”.

وأضاف البيان، أن “المجلس ناقش حادثة الاعتداء على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد من قبل مجموعة من المتظاهرين، الذين خرقوا سلمية التظاهرات، ولجأوا إلى العنف بإشعال النيران في المبنى، وقد أدان المجلس هذا الفعل وقرر فتح تحقيق بالحادث برئاسة مستشار الأمن الوطني، يتضمن بحث الملابسات التي رافقت الاعتداء وتقييم دور القوى الأمنية المسؤولة عن حماية المبنى ومحيطه، بالإضافة إلى ملاحقة المتورطين بعد أن تم إلقاء القبض على 15 شخصًا من المتجاوزين على القانون”.

وأشار البيان، إلى أن “المجلس أكد إدانته لهذا الاعتداء ورفضه المساس بهيبة الدولة، وأكد أن الحكومة ستتخذ الإجراءات الحازمة بحق من يحاول كسر هيبة الدولة وسلطة القانون”. وبحسب البيان، دعا “القوى السياسية المختلفة إلى توخي الحذر في الإدلاء بتصريحات قد تتسبب بزعزعة السلم الاجتماعي، ومعالجة الأزمات عبر الحوار ومن خلال القنوات السياسية”.

تصريحات “زيباري

كانت مجموعات موالية لميلشيات الحشد الشعبي، أقدمت على إحراق مقار حزبية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني في العاصمة العراقية، السبت.

هجوم المجموعات على مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني، جاء على خلفية تصريحات لهوشيار زيباري، القيادي الأبرز في الحزب وخال زعيمه مسعود بارزاني، والتي دعا من خلالها إلى تطهير المنطقة الخضراء في بغداد من الميليشيات على حد تعبيره، بحسب ما أوردت سكاي نيوز عربية.

وسبق أن وجه زيباري اتهامًا ضمنيًا لفصائل في الحشد الشعبي بالوقوف وراء القصف الذي طال مطار أربيل في 30 سبتمبر الماضي.

ردود أفعال

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” أن “لا عودة إلى التناحر الطائفي أو استعداء العراقي ضد العراقي لمآرب سياسية. تجاوزنا تلك المرحلة معًا ولن نعود الى الوراء”. ‏

وأضاف أن “جريمة بلد مرفوضة والاعتداء على مقر الديمقراطي الكردستاني مرفوض وأي اعتداء ضد العراقيين نواجهه باسم الدولة والشعب”.. مبينًا اعتقال “بعض المرتكبين ونطارد آخرين لتحقيق العدالة”. كما أقال الكاظمي قائد قوات حفظ القانون اللواء جواد الدراجي على خلفية عدم التصدي لإحراق مقر حزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد.

تهديد للسلم المجتمعي

من جانبها، اعتبرت الرئاسة العراقية أن الهجوم على مقر الحزب نفذته مجموعة غير منضبطة وخارجة عن الأطر السلمية في حرية التعبير عن الرأي وحفظ هيبة الدولة والسلم المجتمعي.

وأضافت الرئاسة في بيان بحسب موقع “إيلاف” أنه من غير المقبول الإساءة إلى علم كردستان الذي له رمزيته ودلالته التاريخية لدى العراقيين ودعت “جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب لغة العقل وتقديم مصالح البلاد العليا على أية اعتبارات أخرى، فالعراق بأمس الحاجة إلى توحيد المواقف الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الأزمات الأمنية والاقتصادية التي يتعرض لها العراق”.

قلق أممي

عبرت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن قلقها من حرق مقر الحزب، داعية إلى الحوار لمعالجة المشاكل. وقالت البعثة في بيان صحافي: “‏نعرب عن قلقنا البالغ إزاء حرق علم إقليم كردستان والاعتداء على مكاتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد”، وأكدت ضرورة “إدانة أعمال العنف والترهيب فهي ليست حلاً للخلاف أبدًا”.

وشددت البعثة على أن “العراق يحتاج إلى الوحدة والاستقرار والحوار لمعالجة مشاكله العديدة”.

فتنة إيرانية

اعتبرت الولايات المتحدة ممارسات العناصر المدعومة من إيران إشعالًا للتوترات العرقية والطائفية وزعزعة الديمقراطية. وأدانت الخارجية الأمريكية، الأحد، بشدة الهجوم على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد وإحراقه من قبل أنصار الحشد الشعبي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة خارجية الولايات المتحدة، مورغان أورتيغاس، إن “الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم على فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد من قبل العناصر المدعومة من إيران في الحشد الشعبي خارج سيطرة الحكومة العراقية تشعل التوترات العرقية والطائفية وتزعزع الديمقراطية”.

أضاف البيان: “إننا نحث كل الأطراف على التصرف بمسؤولية في هذه الفترة الحرجة، لا سيما أن العراق منخرط في مواجهة وباء وأزمة اقتصادية وتهديد مستمر من داعش”.

عاصفة غضب

رفضت القوى السياسية العراقية بشدة الاعتداء على مقر الحزب الكردي في العاصمة بغداد، معتبرة أنه عمل جبان من مجموعة شريرة خارجة على القانون.

كما وجهت الدعوة لجميع الأطراف إلى التعامل بهدوء مع هذه الحادثة وأن تباشر المؤسسات المعنية في الحكومة العراقية بالتحقيقات والإجراءات القانونية بصورة جدية وبسرعة وتقدم المخربين للقانون.

واعتبر رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني إحراق المقر عملًا يستهدف التعايش السلمي وتقويض السلم المجتمعي والسياسي ولا يتفق مع مبادئ الدستور والديمقراطية وحقوق الإنسان.

ودعا جميع الأطراف إلى التعامل بهدوء مع هذه الحادثة وأن تباشر المؤسسات المعنية في الحكومة العراقية بالتحقيقات والإجراءات القانونية بصورة جدية وبسرعة وتقدم المخربين للقانون.

ودعا رئيس حكومة إلاقليم مسرور بارزاني في اتصال هاتفي مع الكاظمي إلى ملاحقة المتورطين في إحراق مقر الحزب، معتبرًا أنهم فئة خارجة عن القانون اعتدت على المبادئ الديمقراطية في محاولة لنسف التعايش والسلم الاجتماعي في العراق الاتحادي.

أما زعيم الحزب مسعود بارزاني فقد اعتبر احراق مقر حزبه في بغداد “هجوم جبان”. وأشار إلى أن الاعتداء يُظهر بوضوح للجميع عن مدى التخلف والافتقار للثقافة وعقلية هذه الجماعة الشريرة”.

تحالف سني

أما تحالف القوى العراقية السنية فقد حذر من أن “السماح بعودة مظاهر العنف وأعمال الحرق يعد مؤشرًا سلبيًا ويؤثر على السلم المجتمعي ويشوه مرتكزات العملية الديمقراطية القائمة على أساس حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي وحفظ الحقوق والحريات ويؤشر ضعف التدابير الحكومية وعدم قدرة الأجهزة الأمنية لمنع أعمال الحرق والتخريب ومحاسبة الفاعلين”.

وشدد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار وتفعيل اجراءات التقاضي القانونية في حال تسجيل أو تأشير أو صدور تصريح أو بيان يتضمن إساءة ما لرمز أو مؤسسة أو شخصية وطنية، وبما يضمن السلم الأهلي والتعايش المجتمعي والشراكة في دولة المؤسسات المحمية بقوة القانون”.

ودعا التحالف جميع الشركاء والقوى السياسية والوطنية إلى “تغليب لغة الحوار البناء على أساليب التهديد والوعيد والتخريب كون الخاسر الوحيد والأكبر فيها هوالعراق وشعبه”.

إضعاف للوحدة الوطنية

واعتبر ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي الاعتداء بأنه إضعاف للوحدة الوطنية. وفيما أدان سياسة حرق الأعلام وأي تصعيد يؤدي إلى إضعاف الوحدة الوطنية، فقد دعا الحكومة لممارسة مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وبسط سيادة الدولة.

وناشد جميع المستويات السياسية لتوخي الحذر بإطلاق التصريحات غير المسؤولة، أو القيام بأفعال تزعزع التعايش السلمي والوحدة الوطنية خاصة في هذا الظرف الذي تواجه فيه البلاد تحديات مصيرية.

فتنة قومية

أما كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني القوة السياسية الثانية في الأقليم فقد رأت أن حرق علم كردستان يمثل اعتداءً وإهانة لجميع أبناء الشعب الكوردي ولا يمثل حزبًا أو طائفة ويمثل رمز شعبٍ بكامله دستوريًا والاعتداء عليه يشكل تهديداً للسلم الأهلي ووحدة العراق وشعبه”.

واعتبرت أن الحادث يشكل خطرًا على العملية السياسية واستقرار البلاد ويثير الفتنة القومية والطائفية التي ما لبث العراق أن تمكن من وأدها بعد أن دفع ثمنها الأبرياء من شعبنا وزُهِقَت بسببها آلاف الضحايا وتسببت في تهجير الملايين الذين ما زال أغلبهم يعيش في اقليم كردستان . ودعا جميع القادة السياسيين إلى تغليب المصلحة العليا للعراق والشعب العراقي الذي يواجه أزمات صحية ومالية خطيرة بدلًا من دفع البلاد إلى العنف وإثارة النعرات الطائفية والقومية.

ربما يعجبك أيضا