إخوان تونس يلجؤون للعنف.. محاولة فاشلة لاقتحام البرلمان والاعتصام داخله

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أفشلت قوات الأمن التونسية محاولة من قبل أنصار حركة النهضة الإسلامية وحلفائها لاقتحام البرلمان وذلك بعد الدعوة من قبل ما يعرف “مواطنون ضد الانقلاب” للتظاهر، اليوم الأحد، أمام مجلس الشعب بالعاصمة.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قرر يوم 25 يوليو الماضي حل الحكومة السابقة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وهو ما أيدته فئات واسعة من الشعب التونسية وقواه الوطنية.

ويحاكم عدد كبير من النواب المجمدين بسبب تورطهم في ملفات فساد وجرائم أخلاقية عديدة فيما قرر آخرون الفرار بطرق غير شرعية من البلاد.

وسعى متظاهرون إلى الاعتداء على العناصر الأمنية التي قامت بتطويق مقر مجلس نواب الشعب في منطقة باردو بإحدى ضواحي العاصمة فيما رفع عدد آخر شعارات تتهجم على الرئيس وعلى مؤسسة الرئاسة.

ورغم أن المسيرة لم تشهد مشاركة عدد كبير من أنصار التيار الإسلامي لكن العنف والتهديد والوعيد كان من سماتها الأبرز وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تتدخل لإيقاف المعتدين ومحاسبتهم.

وأكدت الأجهزة الأمنية أن ضبطت كميات من الأسلحة البيضاء لدى عدد من المتظاهرين في المسيرة.

وليست هذه المرة الأولى التي يستعمل فيها الإسلاميون شعارات تحوي تهديدات واضحة للخصوم السياسيين خلال مسيرات مناهضة للرئيس ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تتبع المتورطين قضائيا.

وتأتي المسيرة الحالية استباقا لأي قرار رئاسي بحل البرلمان والمرور إلى انتخابات تشريعية مبكرة سيكون الإسلاميون اكبر خاسر فيها بسبب النتائج الكارثية لسنوات حكمهم العشر.

255341265 4963983196956259 8967387146695907798 n

محاولة تكرار تجربة إخوان مصر

ويرى مراقبون أن أنصار حركة النهضة يسعون إلى تطبيق تعليمات القيادة التي طالبت بالاعتصام في البرلمان للضغط من أجل أن يتم استئناف العمل بالمؤسسة التشريعية في وضعها الحالي.

ويقول رئيس حزب التحالف من اجل تونس سرحان الناصري في تصريح لشبكة رؤية الإعلامية أن حركة النهضة وحلفائها يسعون إلى تكرار تجربة رابعة حينما قرر أنصار جماعة الإخوان الاعتصام لإرباك الوضع.

وطالب سرحان الناصري من الأجهزة الأمنية تفويت الفرصة على قيادة حركة النهضة وإجهاض المخطط منوها باليقظة الأمنية في هذا الجانب.

وفعلا نشر عدد كبير من قيادات حركة النهضة تدوينات من خلال شبكة التواصل الاجتماعي تدعو إلى اقتحام مؤسسة البرلمان والاعتصام داخلها حتى إعادة الشرعية وفق تعبيرهم.

ويلاحظ أن التيار الإسلامي في تونس يعتمد نفس المفردات والأساليب التي اعتمدها تنظيم الإخوان المصري بل ويرفعون نفس الشعارات من بينها “شعار رابعة الشهير”.

Sans titre

فشل المخطط

لكن يبدو أن التيار الإسلامي فشل فشلا ذريعا هذه المرة كذلك فالأجهزة الأمنية كانت في حالة يقظة شديدة ومنعت محاولات اقتحام البرلمان لفرض الأمر الواقع.

وعمدت قوات الأمن منذ أمس السبت إلى تشديد الإجراءات الأمنية وقامت منذ صباح اليوم بتفتيش المركبات المتجهة إلى ساحة باردو وذلك لإحباط أي محاولة أو تخطيط لتنفيذ أعمال عنف.

وحاولت قيادات النهضة لعب دور الضحية واتهمت الأجهزة الأمنية بممارسة القمع ومنع المظاهرات التي وصفتها بالسلمية.

ويبدو في النهاية أن ضجيج وصراخ القيادات الإسلامية تترجم فشل المخطط حيث بدأت جموع المحتجين بالانسحاب من أمام البرلمان بعد فشلها في اقتحامه بكل الوسائل.

وأظهرت السلطات التونسية قدرا كبيرا من الحزم والحنكة في التعامل مع تهديدات حركة النهضة وحلفائها ولم تسقط الأجهزة الأمنية في فخ الاستفزاز وردود الفعل حتى لا تستغل في محاولة لتشويه صورة الحكومة خارجيا.

ورغم الحشد الإعلامي ونقل الاحتجاجات على المباشر في عدد من وسائل الإعلام الإخوانية لكن إخوان تونس اثبتوا مرة أخرى انهم عاجزون عن تغيير الواقع الحاصل وأن القرار بإنهاء منظومة الفساد لا رجعة فيه بتاتا.

ربما يعجبك أيضا