إدارة بايدن أمام خيارٍ صعب.. شبح التسلح النووي في الشرق الأوسط

علاء بريك

استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، يعني سعي دولًا أخرى في المنطقة إلى تطوير أو شراء أسلحة نووية.


تحدثت النائبة الأمريكية السابقة والرئيس الفخري الحالي لمركز وودرو ولسون الدولي للعلماء جين هارمان في مقالٍ لها نشره موقع ذَا هِل الأمريكي، عما قد يترتب على عدم التوصل إلى اتفاقٍ نووي مع إيران وما الطريق الأمثل له الآن؟.

إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما توصلت في 2015 إلى اتفاقٍ نووي مع إيران وصفته بالتاريخي، عُرِف باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، ليَعِدَ المنطقة بالهدوء، لكن في 2018 انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترَمب بصورة أحادية من الاتفاق واصفًا إياه بأسوأ اتفاق أبرمته الولايات المتحدة.

احتواء إيران “نوويًا”

هدفت الإدارة الأمريكية من اتفاقها النووي مع إيران إلى منع الأخيرة من حيازة السلاح النووي واحتوائها نوويًا، فقد سدَّ الاتفاق الباب أمام حصول إيران على عنصرَي البلوتونيوم واليورانيوم اللازمين لتطوير سلاح نووي.

من ناحية أخرى، لم يتعمَّق الاتفاق في مسائل ثانية تستحوذ على انتباه حلفاء أمريكا في المنطقة، كان أبرزها برنامج إيران العسكري المتعلق بتطوير القدرات الصاروخية وتزويد بعض المجموعات المسلحة في المنطقة بالعتاد والتدريب، وشكل الاتفاق في حينه انفراجة في المنطقة، فالعقوبات الاقتصادية بدأت تُرفَع عن إيران وأصبحت قنوات التواصل أيسر، ليبعث هذا التطور الأمل بإمكانية انعكاسه إيجابيًا على المنطقة.

الانسحاب الأحادي وتداعياته

في 2018 أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترَمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران. وفي سياق سياسته المعروفة بالضغط الأقصى فقد فرض على إيران عقوبات اقتصادية جديدة، واحتج ترَمب بأنَّ ما قدمته الولايات المتحدة لا يعادل ما قدمته إيران، فالأخيرة حصلت على الكثير من المكاسب لقاء القليل من التكاليف.

بانسحاب ترَمب من الاتفاق، خرجت الإدارة الأمريكية من إطار العمل الذي تدعمه الصين وروسيا وأوروبا، وأعطى فرصة لإيران لتتابع تطوير برنامجها النووي. لكن إذا استمر هذا التطوير، فإنَّ دولًا أخرى في المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي وستسعى بدورها إلى تطوير أو شراء أسلحة نووية، وفي الواقع، تمتلك إسرائيل ترسانة نووية لتحقيق نوع من التوازن، ما يعني انطلاق سباق تسلُّح نووي في المنطقة.

إحياء الاتفاق النووي

ذكر وزير الخارجية الأسبق مارك بومبيو بأنَّ إيران لن تخرج من الاتفاق النووي حتى لو انسحبت منه الولايات المتحدة، لكنّ جين هارمان ترى أنّ الزمن أثبت سطحية مثل هذا التصور. فبعدما امتلكت إيران التقنية والمعرفة اللازمة لإدارة اقتصاد محاصر وتطوير برنامج نووي سلمي أو غيره، بات من المستحيل، سواء بإحياء الاتفاق أو عدمه، محو هذه المعرفة الجديدة.

وتطرح هارمان في خاتمة مقالها سؤال “وماذا الآن؟” لتجيب عنه بأنَّ إدارة بايدن أمام خيارٍ صعب، تكون فيه مجبرة على إلغاء العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي فرضتها إدارة ترَمب إذا عادت إلى الاتفاق. سيترتب على هذا تلقي سيل من الانتقادات من جانب اليمين الأمريكي. بيد أنَّ مخاطر عدم العودة إلى الاتفاق تتجاوز مخاطر تحمل بعض الانتقادات، فالطريق الآن واضحة وليس أمام الإدارة الأمريكية وقت لتخسره.

ربما يعجبك أيضا