إدارة بايدن تخشى إهدار إسرائيل فرصة تحقيق النصر على حماس

مسئولون في إدارة بايدن ينتقدون الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة

بسام عباس
الدمار في غزة

تخشى إدارة بايدن من أن إسرائيل تهدر بشكل كارثي فرصتها لتحقيق النصر على حماس، وتخسر أفضل فرصة لها للقضاء على سيطرة الحركة على غزة وما تمثله من تهديد للإسرائيليين.

ويصف كبار المسؤولين الأمريكيين الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة بأنها هزيمة ذاتية ومن المرجح أن تفتح الباب أمام عودة حماس، وهو مستوى من الانتقادات لحليف الشرق الأوسط لم يحدث منذ بدء الحرب في أكتوبر.

اتساع الفجوة

أوضحت مجلة بوليتيكو الأمريكية، الثلاثاء 21 مايو 2024، أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الحكومة الإسرائيلية فشلت في السيطرة على أجزاء من غزة بعد تطهيرها، وحولت السكان المدنيين وبقية العالم ضدها من خلال القصف واسع النطاق والمساعدات الإنسانية غير الكافية، ومكنت حماس من تجنيد المزيد من المقاتلين.

وأضافت أن الولايات المتحدة دفعت إسرائيل بهدوء إلى تغيير الطريقة التي تنتقم بها من حماس بسبب هجومها في 7 أكتوبر الذي أدى إلى بدء الحرب، ولكن الإحباط الناتج عن رفض إسرائيل تغيير مسارها انتشر بشكل متزايد، إذ يزيد كل انتقاد من اتساع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب.

انتقادات صريحة

قالت المجلة إن قدرات حركة حماس ما زالت تمكنها من الصمود، رغم أن قدراتها العسكرية قد تدهورت، إلا أن 30–35% فقط من مقاتليها قُتلوا، وما تزال نسبة كبيرة من أنفاقها سليمة، وفقًا لتقارير الاستخبارات الأمريكية، مشيرة إلى تزايد القلق بين مسؤولي إدارة بايدن من قدرة حماس على تجنيد الآلاف خلال الأشهر القليلة الماضية في زمن الحرب.

ولفتت المجلة إلى أن هذه التقارير الاستخبارية حول تطور قدرات حماس وتباطؤ انتصار إسرائيل عليها قد ساهمت في الانتقادات الأخيرة التي أدلى بها كبار المسؤولين في الإدارة، ففي الأسبوع الماضي، قال نائب وزير الخارجية، كيرت كامبل، إن “النصر الكامل” لإسرائيل ضد حماس غير مرجح.

وذكرت أن كلًا من وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، سي. كيو براون، انتقدا إسرائيل لفشلها في حماية المدنيين في غزة ومنع حماس من العودة إلى الأماكن التي كانت تسيطر عليها ذات يوم، مشيرة إلى أن كليهما معروفان بأنهما محترفان هادئان ولا يميلان إلى الإفصاح عن شكاواهما.

Chairman of the Joint Chiefs Of Staff Gen. Charles Q. Brown, Jr. (center) speaks during a press briefing at the Pentagon with Defense Secretary Lloyd Austin (right) and Pentagon Press Secretary Gen. Pat Ryder, in background at left.

رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، سي. كيو براون

وأضافت أن هذه التعليقات جاءت في أعقاب تعليقات أخرى لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي توقع الأسبوع الماضي أن الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية يمكن أن يترك “فراغًا من المرجح أن تملأه الفوضى، وفي النهاية حماس مرة أخرى”، إنه شعور يتقاسمه كبار المسؤولين السابقين ذوي الخبرة في حملات مماثلة.

إسرائيل لم تتعلم الدرس

من جهتها، قالت المسؤولة السابقة لشؤون الشرق الأوسط في البنتاجون، والتي استقالت من منصبها في يناير، دانا سترول، إن الولايات المتحدة تبادلت دروسًا من إخفاقاتها في العراق مع إسرائيل، وتحديدًا كيف نشأ التمرد من الاحتلال الأمريكي الفاشل، لكن إسرائيل لم تأخذ تلك التحذيرات في الاعتبار.

وأضافت في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز، الاثنين 20 مايو 2024: “لم ترفض إسرائيل التعلم من هذه المعرفة والخبرة بشأن تسلسل الأنشطة لمنع أسوأ النتائج لمجتمعات ما بعد الصراع فحسب، بل يبدو أيضًا أن إسرائيل تسير على الطريق الصحيح لتكرار نفس الأخطاء”.

ويعتقد المسؤولون الغربيون أنه في حين أضعفت إسرائيل قدرات حماس في غزة، فقد تمكنت الجماعة المسلحة من حماية مقاتليها، الذين يعمل الكثير منهم ويختبئون داخل شبكة أنفاق ممتدة ومتشابكة، والنتيجة هي أن حماس لا تزال متمسكة بالأرض وتحتفظ بقدرات كبيرة، حتى بعد الحرب الشاملة التي خاضتها إسرائيل لنحو 8 أشهر.

كارثة على بايدن

في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز”، الاثنين 20 مايو 2024، دعا جورج كروب، أحد كبار المانحين للرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، محذرًا من أنّ كارثة الحرب على قطاع غزة عرّضت حملة الرئيس الانتخابية للخطر، لافتًا إلى أن “حرب إسرائيل على غزة بمثابة كارثة على بايدن”.

وذكرت فايننشال تايمز أن هناك “مخاوف متزايدة من أنّ انقسام الحزب الديمقراطي بشأن الحرب قد يصب في مصلحة دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل”، لافتةً إلى أن موقف بايدن من الحرب “أدى إلى انقسام الديمقراطيين عبر الخطوط الدينية والأجيال”.

ولفتت إلى انتقادات متزايدة داخل الحزب بسبب فشل بايدن في كبح جماح الحكومة الإسرائيلية مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، مشيرةً إلى تزايد المخاوف من تخلي الناخبين الشباب المعارضين للهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، عن بايدن بسبب هذه القضية.

 

ربما يعجبك أيضا