إدانات وقلق.. كيف جاءت ردود الفعل الدولية على انقلاب الجابون؟

محمد النحاس

يعد التحرك العسكري في الجابون الانقلاب الثامن في المستعمرات الفرنسية السابقة خلال 3 سنوات.


في استمرار لمسلسل الانقلابات بالمستعمرات الفرنسية السابقة، أطاح عسكريون من الجابون بالرئيس علي بونجو أونديمبا ووضعوه قيد الإقامة الجبرية.

وإذا ما نجح هذا الحراك العسكري، ينقضي حكم عائلة الرئيس أونديمبا، الذي استمر ما يزيد على 50 عامًا، في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي سمحت للرئيس المعزول بتولي فترة رئاسية ثالثة.. فكيف جاءت ردود الفعل الدولية؟

الإطاحة بالرئيس على بونجو

في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، ظهرت مجموعة من ضباط الجيش على شاشة التلفزيون الرسمي الجابوني، ليعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والسيطرة على مقاليد الحكم، ووضع الرئيس على بونجو قيد الإقامة الجبرية، حسب ما نقل موقع أفريقيا نيوز.

وبهذا التحرك، وقعت 8 انقلاب في المستعمرات الفرنسية السابقة خلال السنوات الـ3 الأخيرة، وانقضت حقبة علي بونجو أونديمبا، التي استمرت 14 عامًا، في قصر ليبرفيل، بعد وقت قصير من إعلان فوز بولاية ثالثة بنسبة تجاوزت 64% من إجمالي الأصوات، حسب ما أعلن مركز الانتخابات.

إدانات وقلق دولي

في المجمل، جاءت ردود الفعل الدولية لتعلن إما عن إدانتها للانقلاب العسكري أو معربةً عن القلق من جراء التطورات الأخيرة، في حين شددت بعض الدول على ضرورة “احترام نتائج الانتخابات”.

بطبيعة الحال، سرعان ما أدانت فرنسا التحرك العسكري، وأوضح الناطق باسم الحكومة، أوليفييه فيران، خلال مؤتمر صحفي، أن بلاده تدين “الانقلاب العسكري الجاري حاليًّا في الجابون”. وحسب فيران، فإن باريس “تراقب بانتباه شديد تطورات الأوضاوع”، مشددًا على ضرورة “احترام نتائج الانتخابات”، حسب ما نقل تقرير لموقع إفريقيا نيوز الناطق بالإنجليزية.

أما إيطاليا، فشددت على لسان وزير خارجيتها، أنطونيو تاجاني، في بيان صحفي، على تسمكها بالمسار الدبلوماسي للأزمة في النيجر، وكذلك هو الحال للأزمة الأحدث في الجابون، بالتنسيق الوثيق مع الشركاء”.

كيف رأت روسيا التحرك العسكري؟

في تصريحات صحفية أدلى بها، مفوّض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريحات للصحفيين، قال إن الأنباء ما زالت متضاربة في ما يتعلق بانقلاب الجابون، لافتًا إلى أنه حال تأكد الأمر فإن “هذا انقلاب عسكري آخر يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها” على حد تعبيره.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن “قلق الشديد من جراء الوضع في الغابون”، وقال إن بلاده تراقب الوضع من كثب، وفي حين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو استقبلت التقارير عن تدهور الوضع في “الدولة الإفريقية الصديقة” ببالغ القلق، آملة في أن تستقر الأمور سريعًا، وفق ما نقلت فرانس 24.

ماذا عن الصين؟

من جهتها، دعت الخارجية الصينية إلى تهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانج وينبين: “ندعو جميع الأطراف في الغابون إلى الانطلاق من المصالح الأساسية للبلاد والشعب”.

وشدد الخارجية الصينية على ضرورة “حل الخلافات عن طريق الحوار واستعادة النظام الطبيعي في أقرب وقت ممكن”، وضمان السلامة الشخصية للرئيس بونجو، والحفاظ على السلام الوطني والاستقرار والتنمية الشاملة.

دولة «مستقرة»

اعتبرت منظمة الكومنولث، التي تضم المستعمرات البريطانية السابقة، أن الوضع في الجابون مثير للقلق، في حين شددت الأمينة العامة للمنظمة، باتريسيا سكوتلاند، على ضرورة احترام “دولة القانون ومبادئ الديمقراطية”.

وتعد الغابون إحدى الدول الرئيسة المنتجة للنفط في إفريقيا، وتغطي الغابات ما يقرب من 90% من مساحتها، وعلى عكس عدد من بلدان غرب ووسط القارة، لم تشهد الجابون نشاطًا للجماعات الإرهابية، وكان ينظر إليها على أنها مستقرة إلى حدٍ بعيد.

اقرأ أيضًا|فيديو| ضباط كبار في الجيش يعلنون الاستيلاء على السلطة في الجابون

اقرأ أيضًا|غنية بالنفط ومستقرة اقتصاديًّا.. انقلاب عسكري يؤرق الجابون

ربما يعجبك أيضا