إرهاب الملالي في “هرمز”.. تهديد لخمس نفط العالم

حسام عيد – محلل اقتصادي

مسلسل المناوشات الإيرانية الغربية في منطقة الخليج، وتحديدًا في مضيق هرمز، آخذ في التصاعد، مع احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية كانت فارغة.

بداية المناوشات

التوترات بدأت حينما احتجزت بريطانيا ناقلة نفط إيرانية متجهة إلى سوريا، بعدما سلكت طريق رأس الرجاء الصالح ملتفة حول قارة إفريقيا، لتحاول المرور من مضيق جبل طارق والدخول إلى البحر الأبيض المتوسط ومن ثم إلى سوريا، ولكن السلطات البريطانية سرعان ما احتجزت الناقلة الإيرانية، وسمحت لها بالعبور فيما بعد شريطة عدم التوجه بالحمولة التي تبلغ 2.1 مليون برميل نفط خام إلى سوريا، امتثالًا للعقوبات المفروضة على شحنات النفط المتجهة إلى الجانب السوري.

ونظرًا لأهمية المضيق القصوى، والذي من خلاله يمر أكثر من 20% من النفط العالمي، ففي الثاني عشر من مايو الماضي، تعرضت 4 ناقلات لعمليات تخريب قرب ميناء الفجيرة.

وفي الثالث عشر من يونيو 2019، حدث هجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، أكدت السلطات الأمريكية وقوف ميليشيا الحرس الثوري الإيرانية الإرهابية وراءه.

تصاعد التوترات بين أمريكا وإيران

بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، وفرضه عقوبات اقتصادية قاسية على نظام الملالي، تصاعدت التوترات الأمريكية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.

بدأت في 20 يونيو 2019، بإسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار، لترد أمريكا بعدها بشهر، وتحديدا في 19 يوليو، بإسقاط طائرة إيرانية بدون طيار.

بريطانيا على المسار

في 19 يوليو قامت إيران بالاستيلاء على ناقلة نفط فارغة تدعى “ستينا إمبيرو”، ترفع العلم البريطاني وعلى متنها 23 فردًا، كانت متجهة من ميناء الفجيرة إلى ميناء في المملكة العربية السعودية.

وتعود ملكية الناقلة للسويد ويعمل على متنها طاقم من البحارة يحمل جنسيات من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين.

احتجاز إيران للناقلة في مضيق هرمز، بدا كرد على احتجاز بريطانيا لناقلة إيرانية في إقليم جبل طارق كانت تنقل النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي عليها.

فيما وصفت بريطانيا احتجاز الناقلة “ستينا إمبيرو” بأنه “عمل عدائي”.

التأثير على أسعار النفط

أسعار نقل النفط في مضيق هرمز ارتفعت بنسبة 100% وخاصة إلى الدول الآسيوية، فهي تعتبر المستهلك الأكبر والمستورد الرئيسي للنفط الخام بهذه المنطقة.

فيما ارتفعت علاوة التأمين من مخاطر الحرب من مرافئ الخليج إلى آسيا بنسبة 30%.

كما زادت توقعات الخبراء بارتفاع أسعار النفط إلى مستويات 100% في حالة وجود تحرك عسكري.

وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أعلن عن وصول فرقاطة بريطانية إلى مياه الخليج خلال أسبوع، لضمان حرية الملاحة البحرية.

تجارة النفط عبر هرمز

ما يقارب من 21% من حركة النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز، ومعظمها من النفط الخام.

ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية، مر 17.4% من النفط الخام عبر مضيق هرمز، بالإضافة إلى 3.3% من المنتجات البتروكيماوية في 2018.

كما أن معظم شحنات أكبر مصدري النفط الخام بمنطقة الخليج العربي إلى آسيا وغير ها تمر عبر مضيق هرمز، وفي مقدمتها السعودية بأكثر من 7 ملايين برميل، ثم العراق بـ 4 ملايين برميل، والإمارات بمليوني برميل.

ليس هذا فقط من جانب المصدرين، ولكن حتى من جانب المستوردين، فالصين هي المستورد الأكبر للنفط الذي يمر عبر مضيق هرمز بشحنات تعادل 3 ملايين برميل نفط يوميًا، ثم تأتي الهند بواردات بلغت حجمها 5 ملايين برميل نفط يوميًا في 2018، واليابان بحجم 8 ملايين برميل نفط يوميًا، حتى الولايات المتحدة الأمريكية بشحنات بلغت حجمها 14 مليون برميل يوميًا، رغم تأكيدات الرئيس دونالد ترامب بأن بلاده لديها ما يكفيها من النفط وبالتالي على الدول الآسيوية المستوردة للنفط الخليجي أن تقوم بحماية مضيق هرمز بنفسها وأن أمريكا ليس عليها حماية هذا المضيق.

ربما يعجبك أيضا