إسرائيل عاجزة ومصدومة.. كيف خدعت الفصائل الفلسطينية الاحتلال؟

رؤية
قوات إسرائيلية بجوار سيارة محترقة ومبنى منهار في سديروت بعد هجوم حماس

تمكنت الفصائل الفلسطينية المسلحة من تنفيذ عملية خداع استراتيجي للاحتلال الإسرائيلي.


قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق مدنية مأهولة بالسكان وبنية تحتية في قطاع غزة ما خلف عشرات القتلى ومئات المصابين.

وردت القوات الإسرائيلية على الهجوم المدوي للفصائل الفلسطينية المُسلحة بشنّ ضربات أدت إلى تدمير عشرات المساكن، وتواصل الفصائل إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقد خلفت الأحداث التي بدأت، صباح السبت 7 أكتوبر 2023، مئات القتلى لدى الطرفين وآلاف المصابين.

مفاجئة مدوية

هول المفاجئة كان مدويًّا، ليس فقط للمتابعين العرب، بل وكذلك الأمر في الداخل الإسرائيلي،ليس هذا فحسب بل إن ردة الفعل الإسرائيلية أوضحت أن استخبارات الاحتلال ذاتها قد تفاجئت هي الأخرى بالهجوم الذي وصف بـ “الأسوأ في تاريخ إسرائيل”.

وإزاء كل هذه التطورات يطرح الإسرائيليون أسئلة بلا إجابات عن “كيف أن الحكومة فوجئت بالهجوم كما كان حالهم؟”، فضلًا عن عدم إمكانية حمايتهم في فشل متعدد المستويات سواءًا من الناحية العسكرية أو السياسية، كما أن هذا الهجوم يعد الأول من نوعه من حيث كونه في أراضي الاحتلال إذ أنه وفي 24 ساعة فقط، قُتل ما لا يقل عن 700 إسرائيلي.

ارتباك الجيش الإسرائيلي

أمام الهجمات الفلسطينية غير المسبوقة، والتي شملت إطلاقًا لآلاف الصواريخ، ومن ثمّ كان مئات المقاتلين يتسللون إلى المستطونات، برًا وبحرًا وجوًا وفق إعلان الجيش الإسرائيلي، والذي عاش حالة من التخبط والارتباك انعكست على أدائه في ساحات القتال مقابل الهجوم  الذي خلف مئات القتلى والجرحي في صفوف الإسرائيليين وأسر العشرات والعودة بهم إلى القطاع في خطوة صعّبت مهمة القوات الإسرائيلية الساعية لشن هجوم انتقامي.

وتسلل المسلحون الفلسطينيون إلى 22 مستوطنة إسرائيلية واقتحموا مقار عسكرية واجتجزوا عسكريين ومدنيين كرهائن ومن ثم اقتادوا بعضهم إلى قطاع غزة وحتى الآن تشير أولى التقديرات أن تعداد القتلى الإسرائيلين سيتجاوز الـ695 قتيلًا، دونًا عن آلاف الإصابات، ولم يقتصر الفشل الإسرائيلي على ما حدث لمستوطنات غلاف غزة، إذ لم تتمكن “القبة الحديدية” أمام طوفان الصواريخ المنهمرة من غزة.

تفاعل واسع

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر جنود الإسرائيليين في حالة من الهلع بينما يقتادهم المسلحون عبر دراجات نارية وسيارات رباعية الدفاع تجاه القطاع، بينما يحيط المدنيون بهم محتفلين بذلك، ومقاطع أخرى تظهر حجم الدمار الذي لحق بمناطق الاحتلال.

ويأتي هذا الهجوم في ما تتزايد التقارير حول زيادة الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المقدسات الإسلامية والمسحية، وبحسب ما قال خبير الشأن الإسرائيلي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، فإن “ممارسات الاحتلال التي تشمل التنكيل بالحرائر واعتقال وقتل الفلسطيين في الضفة أسهمت في استفزاز الفصائل حتى وصول لهذه المرحلة”.

خداع استراتيجي

لاحظ عدد من المراقبين والمتابعين أن إسرائيل قد تعرضت لـ “عملية خداع استراتيجي” فخلال بعض التوترات بين فصائل في غزة وإسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة لم تشارك حركة حماس، وهي الفصيل الرئيس في القطاع، فضلًا عن ذلك تنبت الحركة خطابًا يتحدث عن مدى معاناة القطاع ماليًّا واقتصاديًّا والصعوبات التي يعايشها السكان.

كل ذلك أعطى انطباعًا بأن الحركة باتت مثقلة وغير راغبة في التصعيد ما أعطى لقيادة الاحتلال السياسية والعسكرية شعورًا بأنه من غير الممكن الانخراط في صراع عسكري واسع النطاق، هذا دونًا عن الخداع النوعي العملياتي فبدلًا من الهجوم التقليدي من خلال المسيرات الانتحارية والصواريخ محلية الصنع، تسلل المئات المقاتلين إلى المستوطنات في سيناريو لم يتخيله أكثر المحللين الإسرائيليين وخبرائها الأمنييين تشاؤمًا.

وزعم نتنياهو في وقت مبكر من يوم الأحد أن “المرحلة الأولى” من الرد الإسرائيلي قد انتهت، مدعيًّا أن القوات الإسرائيلية قاتلت معظم المقاتلين داخل أراضيها.

ربما يعجبك أيضا