إسرائيل مُنقسمة.. الخلافات حول تجنيد الحريديم تهدد مستقبل نتنياهو

خلافات حول تجنيد الحريديم.. هل تؤدي لإسقاط نتنياهو؟

محمد النحاس
اليهود الحريديم المتطرفين

إذا ألغت الحكومة الإعفاء (الخاص بالحريديم)، فإنها تخاطر بانسحاب المشرعين اليهود المتشددين، وإذا تركت الإعفاء قائمًا، فيُمكن للأعضاء العلمانيين الانسحاب، وفي كلتا الحالتين، قد ينهار التحالف


يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التهديد السياسي الأبرز منذ بداية حربه على غزة بسبب قضية تجنيد الحريديم، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم السبت 30 مارس 2024. 

واحتدم الخلاف بين أعضاء ائتلاف نتنياهو، والذي يضم علمانيين وحريديم، بشأن ما إذا كان ينبغي استمرار إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، أم يجب تجنيدهم مع زيادة الحاجة لذلك في خضم الحرب على غزة.  

خلاف محتدم

يختلف أعضاء ائتلاف نتنياهو بشأن ما إذا كان ينبغي على الحريديم الاستمرار في الدراسة بالمعاهد الدينية بدلاً من الخدمة في الجيش كما يفعل معظم اليهود الإسرائيليين الآخرين.

 وإذا ألغت الحكومة الإعفاء، فإنها تخاطر بانسحاب المشرعين اليهود المتشددين، وإذا تركت الإعفاء قائمًا، فيُمكن للأعضاء العلمانيين الانسحاب، وفي كلتا الحالتين، قد ينهار التحالف.

ويشكل هذا الوضع التحدي الأخطر لقبضة نتنياهو على السلطة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المروعة على  قطاع غزة. 

مستقبل نتنياهو

ناهيك عما سلف، فبعد تعرضه لانتقادات من العديد من الإسرائيليين بسبب  فشله في منع هجوم 7 أكتوبر، يتراجع نتنياهو في استطلاعات الرأي ويواجه دعوات متزايدة للاستقالة، خاصةً مع عدم تحقيقه أيًا من أهداف الحرب المستمرة منذ ما يقرب من نصف عام. 

ومن المرجح أن تؤدي أي انتخابات جديدة لنهاية الائتلاف، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو لن يفوز حال إجراء استحقاق انتخابي جديد، بحسب الصحيفة الأمريكية. 

إعفاء الحريديم من الخدمة

ووفق تقرير نيويورك تايمز، فمن غير المرجح أن تتبنى حكومة إسرائيلية جديدة نهجًا مختلفًا في حرب غزة، لكنها قد تكون أكثر انفتاحًا على خيار السماح للقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، بلعب دور أكبر في غزة بعد الحرب.

وجرى إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، ولكن مع ارتفاع أعدادهم خلال الآونة الأخيرة، تزايد الاستياء والغضب من هذا الامتياز.

وبرزت القضية إلى الواجهة مساء الخميس عندما أعلنت الحكومة أن الائتلاف لم يوافق على تمديد الإعفاء بحلول 1 أبريل، عندما ينتهي الإعفاء الحالي، وأصدرت المحكمة العليا تعليمات بتعليق الإعانات لطلبة المعاهد الدينية “الذين يتلقون أمر التجنيد ولا ينصاعون له”.

انقسام حاد

أثار قرار المحكمة غضب زعماء اليهود المتشددين الذين يخشون على المستقبل المالي لنظامهم التعليمي، الذي يعتمد على إعانات الدولة، ويشعرون بالقلق من أن تجميد التمويل هو الخطوة الأولى نحو الخدمة العسكرية الإلزامية.

ويعكس الخلاف كيف أصبحت المعركة المستمرة منذ عقود حول شخصية ومستقبل الدولة اليهودية أكثر احتدامًا منذ 7 أكتوبر، ولطالما نشبت خلافات حادة بين أطياف المجتمع الإسرائيلي خاصةً بين العلمانيين والحريديم، حول مدى “تدين” الدولة، ومقدار الاستقلالية المتاحة للحريديم. 

والآن وفي خضم الحرب، يتساءل جنود الجيش الإسرائيلي عن سبب المخاطرة بحياتهم من أجل أقلية تتلقى إعانات تعليمية ضخمة، وتساهم بشكل أقل في الاقتصاد مقارنةً بأجزاء أخرى من المجتمع. 

ربما يعجبك أيضا