إسرائيل وتوازن الردع.. ضربات عسكرية متعددة على الأبواب؟

إسرائيل.. هل ستبادر بضربات متعددة في الشرق الأوسط؟

أحمد عبد الحفيظ
بنيامين نتنياهو

في السنوات الأخيرة، تصاعدت التكهنات حول استعداد إسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية متعددة في منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي هذه التوقعات وسط تزايد التوترات الإقليمية، خصوصاً مع دول مثل إيران وسوريا ولبنان، حيث تنشط جماعات مسلحة مدعومة من إيران مثل حزب الله.

الدوافع الإسرائيلية

بحسب تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024، لطالما كانت تنظر إسرائيل إلى إيران وحلفائها كتهديد استراتيجي كبير، خاصة في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتواجد الميليشيات المسلحة قرب حدودها.

ومن هذا المنطلق، يعتبر الأمن القومي لإسرائيل دافعاً رئيسياً لأي ضربات عسكرية، على سبيل المثال، شنت إسرائيل في السنوات الماضية غارات جوية متعددة على مواقع في سوريا، استهدفت فيها قوات إيرانية أو شحنات أسلحة متجهة إلى حزب الله.

الاستراتيجية الإسرائيلية تركز بشكل أساسي على منع “التوسع الإيراني” في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتمركز قوات إيرانية أو قوات موالية لها في سوريا أو لبنان، مثل هذه التحركات قد تزيد من احتمالية تنفيذ ضربات وقائية تستهدف مواقع عسكرية حساسة.

الجبهات المحتملة للضربات

هناك عدة جبهات محتملة قد تبادر فيها إسرائيل بضربات عسكرية متعددة، أولى هذه الجبهات هي سوريا، التي شهدت بالفعل غارات إسرائيلية متكررة، تستهدف إسرائيل في سوريا مواقع عسكرية إيرانية، ومخازن أسلحة، وحتى قوافل يعتقد أنها تحمل أنظمة دفاعية أو صواريخ بعيدة المدى.

وثاني الجبهات هي لبنان، حيث يشكل حزب الله تهديدًا مستمرًا لإسرائيل، رغم أن حزب الله يمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها، فإن إسرائيل قد تفكر في ضربات استباقية لمنع نقل أسلحة متطورة أو بناء بنية تحتية هجومية.

قد توجه إسرائيل ضربات مباشرة لإيران، خصوصًا في حال تصاعدت التوترات حول برنامجها النووي. ضربات كهذه قد تكون معقدة، وتتطلب تخطيطًا عسكريًا دقيقًا لضرب مواقع بعيدة جغرافيًا.

التوقيت والاستراتيجية

رغم أن إسرائيل قد تكون جاهزة للقيام بضربات متعددة، فإن التوقيت والاستراتيجية يلعبان دورًا حاسمًا في اتخاذ مثل هذه القرارات. وتعتمد إسرائيل على توازن دقيق بين الردع العسكري والدبلوماسية، فعلى الرغم من أن ضربات عسكرية قد تعزز من قدرتها على ردع أعدائها، إلا أنها في الوقت ذاته تخاطر بإشعال تصعيد إقليمي.

علاوة على ذلك، تأخذ إسرائيل في حساباتها التغيرات في السياسة العالمية، خاصة موقف الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي الرئيسي لها. الدعم الأمريكي قد يكون عاملاً مؤثرًا في قرار إسرائيل بشن ضربات، خاصة إذا ما كانت هذه الضربات تستهدف إيران، التي يُعتبر برنامجها النووي مصدر قلق دولي.

التداعيات المحتملة

في حال نفذت إسرائيل ضربات عسكرية متعددة، فمن المحتمل أن تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير، ردود الفعل من إيران، سوريا، ولبنان قد تتراوح بين هجمات انتقامية على الحدود أو استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج.

حزب الله، على سبيل المثال، لديه القدرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى نحو المدن الإسرائيلية، ما قد يؤدي إلى نزاع شامل بين الطرفين.

من جانب آخر، مثل هذه الضربات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الدولية، خاصة إذا أدت إلى تصعيد عسكري مع إيران. والمجتمع الدولي قد يتدخل لاحتواء الموقف، ولكن أي تصعيد واسع قد يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية وأمنية في المنطقة.

أهداف قصيرة الأجل

بينما تمتلك إسرائيل القدرة والاستعداد لتنفيذ ضربات عسكرية متعددة في الشرق الأوسط، فإن القرار النهائي يعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة، بما في ذلك التوقيت، التهديدات المباشرة، والتداعيات المحتملة.

ضربات كهذه قد تحقق أهدافًا عسكرية قصيرة الأجل، لكنها قد تُشعل نزاعًا إقليميًا كبيرًا قد يكون من الصعب السيطرة عليه.

ربما يعجبك أيضا