إسرائيل وحماس تدرسان وقف إطلاق نار يشمل 3 مراحل.. ما هي؟

هل تنجح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟

شروق صبري
قطاع غزة

تسعى إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن في غزة لكن الصيغة النهائية لم يتم التوصل إليها بعد.


تواجه إسرائيل التي تتعهد بالقضاء على حركة حماس، دعوات مُتزايدة من بعض الإسرائيليين لإنهاء الحرب، لاسترجاع أكثر من 100 رهينة.

من ناحية أخرى، يتزايد الإرهاق داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب التكلفة التي يفرضها الصراع، إذ يضغط حلفاء واشنطن بالدول العربية لإنهاء دائم للحرب التي أودت بحياة الآلاف، وقد كشف مسؤولون لديهم معرفة بالاتفاق الأولي الذي تم تفاوض عليه بين رؤساء المخابرات الدولية في باريس هذا الأسبوع أن هذا الاتفاق يسعى لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 5 أسابيع. فهل ستنجح المفاوضات؟

الاتفاق المستحيل

وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم 31 يناير 2024، قالت واشنطن إن اتفاق تحرير المزيد من الرهائن ووقف الاشتباكات في غزة أقرب من أي وقت مضى منذ انهيار وقف إطلاق النار في ديسمبر، لكن تحقيق ذلك يتطلب التغلب على التقسيمات الداخلية والاختلافات الجذرية بين الطرفين.

قال المسؤولون إن العقبات تجعل الاتفاق المحتمل قريبًا من المستحيل، ولكنهم يشيرون إلى أنه إذا تم التغلب على العقبات، يمكن إتمام الاتفاق في غضون 10 أيام في ظل استعداد الجانبين للنظر في بنية الاتفاق، وهو ما يشير إلى تحول صغير لكنه مهم في مواقف التفاوض، حيث إن هناك ضغوط على إسرائيل وحماس بينما تدخل الحرب في غزة شهرها الخامس، وقد أقحمت المنطقة في حافة نزاع إقليمي.

المرحلة الأولى

وفقًا للمرحلة الأولى من الاتفاق المُقترح، ستتوقف إسرائيل عن جميع العمليات العسكرية في غزة، بما في ذلك مراقبة الطائرات بدون طيار، لمدة 6 أسابيع بينما تقوم حماس بجمع الرهائن للإفراج عنهم، ويتعلق الأمر بالرهائن المدنيين، بما في ذلك كبار السن والمرضى والأطفال، وحسب قول المسؤولين يزداد الأمل بين المفاوضين في هذه المرحلة للتفاوض عن تمديد لوقف الأعمال العدائية.

إذا نجحت هذه المرحلة سيتم تنفيذ المرحلة الثانية، حيث ستقوم حماس بالإفراج عن المجندات الإسرائيليات، وهو ما سيسمح بمزيد من المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى القطاع، وأكد المسؤولون أن الاتفاق سيضمن أيضًا تشغيل المستشفيات وخدمات المياه والمخابز في جميع أنحاء القطاع.

قضايا يجب حسمها

في اجتماع في باريس خلال نهاية الأسبوع الماضي، وضع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مُخططات الاتفاق العامة مع نظرائه من مصر وإسرائيل ورئيس وزراء قطر، وواحدة من القضايا المهمة التي يجب حسمها في المفاوضات المستقبلية هي نسبة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل الرهائن.

وقد طالبت حماس بالإفراج عن 150 سجينًا فلسطينيًا مقابل كل مُجندة إسرائيلية سيتم الإفراج عنها، لكن إسرائيل ترغب في الإفراج عن جميع الجنود المُحتجزين في غزة، كما لم يتم تحديد عدد السجناء الذين قد تفرج إسرائيل عنهم في المقابل، كما اختلفت إسرائيل وحماس في الماضي بشأن أن الأسيرات يعتبرن جنودًا، حيث عيّن المسلحون عددًا أكبر من النساء كأعضاء في الجيش الإسرائيلي.

المرحلة الثالثة

في المرحلة الثالثة المُحتملة لوقف إطلاق النار، ستفرج حماس عن الجنود وجثث الرهائن المتوفين، وتعتبر حماس أن جميع الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 19 عامًا جنودًا بسبب قوانين التجنيد الإلزامي في إسرائيل، وقد طالبت حماس أيضًا بإعادة جثث الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجومها في 7 أكتوبر على إسرائيل.

ومن المتوقع أن تكون هذه المرحلة النهائية للاتفاق الأكثر حساسية، حيث يمكن لقادة حماس في غزة اختيار الاحتفاظ بمجموعة صغيرة من الرهائن كدروع بشرية، في حين قد تكون القيادة الإسرائيلية غير مستعدة للإفراج عن سجناء فلسطينيين بارزين.

انتهاء الحرب في غزة

ترغب الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في أن تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق يمهد الطريق لانتهاء الحرب في غزة، ووصفت إسرائيل المحادثات في باريس بأنها بناءة، في حين قالت حماس إنها تدرس الخطة، وأعرب كلا الجانبين عن وجود عيوب في الإطار العام.

قال المتحدث باسم المجلس الوطني للأمانة القومية في البيت الأبيض، جون كيربي، لقناة “إسرائيل 12” هذا الأسبوع: “نأمل في المستقبل القريب أن نتمكن من إنهاء هذا الأمر؛ نحن أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى”.

إنهاء الحرب

قالت حماس مرارًا إنها لن تكون مستعدة للإفراج عن الرهائن إلا مقابل اتفاق ينهي الحرب، وهو شيء رفضته إسرائيل، ويعكس الاقتراح الحالي محاولة لتقديم وسيط لتسوية تلك الفجوة عن طريق شراء الوقت للتفاوض على هدنة طويلة الأمد، وفقًا للمسؤولين المُلمين بالمُحادثات.

وتواجه حماس أيضًا ضغوطًا نتيجة للهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث يعتقد إسرائيل أن قادة الجماعة يختبئون في أنفاق، وقد جعل استمرار الهجوم الإسرائيلي المسؤولين السياسيين في حماس في المنفى أكثر استعدادًا للتفاوض، بينما ظل قادة الجماعة في غزة مُتمسكين بموقف صارم في المُحادثات.

 

ربما يعجبك أيضا