هل تتسبب «دوامة الدين والدولة» في حرب أهلية بإسرائيل؟

إسراء عبدالمطلب
سبب الحرب الأهلية في إسرائيل

قال أستاذ الدراسات العبرية والإسرائيلية بجامعة القاهرة، محمد صالح، إن ما يحدث في إسرائيل الآن هو عرض لمرض تعاني منه إسرائيل وهو علاقة الدين بالدولة.


يرى المحللون أن أي تدخل فلسطيني الآن في الأحداث الإسرائيلية سيؤدي إلى توحيد الصفوف الإسرائيلية وإنهاء حالة الانقسام.

وقال مدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، مدير وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم، الدكتور محمد صالح، في تصريحات لـ رؤية الإخبارية، إن ما يحدث في إسرائيل الآن هو عرض لمرض تعاني منه إسرائيل وهو علاقة الدين بالدولة.

انقسام إسرائيلي

أضاف صالح أن من أعراض هذا المرض هو ما يحدث الآن على الساحة وما حدث من قبل، وكذلك عقد 5 دورات انتخابية خلال 3 سنوات فقط في سابقة لم تحدث من قبل في إسرائيل، متابعًا أن هناك رغبة في أن يسيطر الدين على الدولة، وتسعى جماعات لجعل الدين هو المسيطر الأساسي، وترى جماعات أخرى أن يكون الدين لأهل الدين فقط، ولا يجب أن يسيطر على الدولة.

الدكتور محمد صالح

الدكتور محمد صالح

وتابع أن المجتمع كله إضافة لأعضاء حزب الليكود يرفضون التعديلات القضائية بما فيهم وزير الدفاع الذي جرت إقالته وهو الآخر من حزب الليكود، وبالتالي الصهيونية الدينية هي التي تسيطر على نتنياهو، خاصة أن نتنياهو في موقف ضعيف خشية أن يُقدم للمحاكمة وينهي حياته السياسية في السجن، وهو ما يجعله خاضعًا تمامًا لسيطرة الأحزاب الدينية.

وأشار إلى أن الأحزاب الدينية ترغب في أن تكون إسرائيل دولة دينية لكن بقية الأحزاب تريد أن تقدم إسرائيل على أنها دولة ديمقراطية، لافتا إلى ما يعني تل أبيب في المقام الأول شهرتها أمام العالم الخارجي، وشهرتها الآن تهتز.

ضغوط داخلية وخارجية

أوضح صالح أن الولايات المتحدة والعالم الغربي أصبح ضد إسرائيل علاوة على الوطن العربي، مما أدى إلى ضغوط داخلية وخارجية دفعت بايدن إلى مخاطبة نتنياهو نفسه ليبلغه أن هذا غير مقبول وأنه يجب التوصل إلى حل وسط، كما أعلن رئيس إسرائيل أن ما يحدث خطر على إسرائيل وخط أحمر ولكن لم يستمع إليه أحد.

وتابع أن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وأوقفت الحصان أمام العربة، مضيفًا أن هكذا ستكون نهاية الدولة إن لم يتراجع نتنياهو وحكومته عن مخططاتهم.

تقويض حل الدولتين

قال صالح إنه فيما يخص الجانب الفلسطيني فإن الصهيونية الدينية التي تحرك الائتلاف الحاكم تدعو إلى الاستيطان، وناقشت منذ أيام بناء 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، مما يقوض ما يسمى بحل الدولتين الذي تدعو إليه الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية.

وأكمل أن نتنياهو قد يستغل هذه الأزمة ليروج لأن إسرائيل دولة ديمقراطية وأنه يمكن للقدرات السلمية أن تقود خطوة اتخذها الحزب الحاكم، وهذه هي الصورة التي تريد أن تصدرها إسرائيل إلى الخارج، وأن المظاهرات السلمية أدت إلى تراجع الحكومة عن خطوات كانت تريد تنفيذها.

اقرأ أيضًا: زعماء المعارضة في إسرائيل يبدون استعدادًا للحوار

ائتلاف ضعيف

أشار صالح إلى أن الائتلاف الحاكم ليس قوي بدليل أن به أعضاء من الليكود وهو الحزب الأكثر معارضة لهذه الإصلاحات والقرارات، كما أن وزير الدفاع المقال كان من أكثر الشخصيات المقربة إلى نتنياهو، لافتا إلى مشكلة جديدة تواجه الائتلاف الآن وهي أن المؤسسة العسكرية ترفض الشخص المرشح لتولي وزارة الدفاع بعد جالانت.

ولفت إلى أن نتنياهو استطاع أن يتراجع خطوة إلى الخلف ويعلن تعليق التعديلات القضائية ولكن من المتوقع حل الائتلاف والدعوة لدورة الانتخابات السادسة، وكل هذا يرجع لعدم حسم العلاقة بين الدين والدولة بعد. 

واختتم بقوله إن أي خطوة من الجانب الفلسطيني في هذا التوقيت ستكون غير صحيحة، لأنه سينهي حالة الانقسام وسيوحد الجانب الإسرائيلي ضد خطر خارجي، موضحًا أن الفلسطينيين على دراية كاملة بذلك ولكن من الممكن أن ينفذ إسرائيليون عمليات تُنسب للفلسطينيين حتى يجمعوا الرأي العام الإسرائيلي بيساره ويمينه ضد عدو خارجي، وهذه هي الفكرة التي تقوم عليها السياسة الإسرائيلية الآن.

ربما يعجبك أيضا