إصابات قياسية بكورونا في الصين.. والتوقعات الاقتصادية تزداد سوءًا

بسام عباس
الاقتصاد الصيني

أدى تفشي فيروس كورونا في الصين والتزام الحكومة باستراتيجيتها الصارمة للقضاء عليه إلى تبديد آمال إعادة الانفتاح السريع.


أبلغت الصين عن المزيد من الإصابات بفيروس كورونا، وفرضت عمليات إغلاق محلية وقيودًا عقّدت مستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وعلقت وكالة أنباء “رويترز“، أمس الأول الخميس 24 نوفمبر 2022، بأن ارتفاع عدد الإصابات إلى مستويات قياسية خفض أمل المستثمرين أن تخفف الصين سياسة “صفر كوفيد” التي تلقي بظلال قاتمة على الاقتصاد.

خفض التوقعات

أوضحت “رويترز” أن شركة السمسرة اليابانية “نومورا” خفضت توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي للصين، في الربع الرابع من 2022، إلى 2.4% من 2.8%، وخفضت توقعها للنمو السنوي إلى 2.8% من 2.9%، وهو أقل بكثير من هدف الصين الرسمي البالغ 5.5% هذا العام.

وقال تقرير “نومورا”: “لا يزال من المرجح أن تكون إعادة الفتح عملية بعيدة وكلفتها عالية”، مضيفًا أنه “مع تكثيف المسؤولين المحليين للاختبارات الجماعية وتنفيذ عمليات إغلاق جزئية متكررة للقضاء على الفيروس، شهدت مؤشرات التنقل والأعمال تدهور كبيرًا في الربع الرابع”.

إعادة تقويم

تقدر “نومورا” أن خُمس الناتج المحلي الإجمالي للصين مقيد، وهي حصة أكبر من الاقتصاد البريطاني، وكتب محللو الشركة: “قد تتجنب الحكومة الصينية إغلاقًا تامًّا مثل شنجهاي، بإغلاق جزئي متكرر في المدن النامية، بسبب ارتفاع أعداد حالات الإصابة بالفيروس” وفق “رويترز”.

وذكرت صحيفة “ساوث شاينا مورنييج بوست” الصينية أن صندوق النقد الدولي دعا، هذا الأسبوع، لـ”إعادة تقويم” لسياسة “صفر كوفيد” الصينية، لإعادة ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى مساره الصحيح، بعدما قضت المخاوف من ازدياد حالات الإصابة اليومية المحلية على آمال أي تحفيز اقتصادي جديد.

سياسة «صفر كوفيد»

ذكرت “رويترز” أن الحكومة الصينية تمسكت بسياسة الرئيس الصيني، شي جين بينج، “صفر كوفيد”، قائلة إنه من الضروري إنقاذ الأرواح ومنع النظام الطبي من التدهور، حتى في الوقت الذي يحاول فيه كثير من دول العالم التأقلم مع الفيروس.

واعترافًا بالضغط على الاقتصاد، قال مجلس الوزراء إن الصين ستستخدم التخفيضات في الوقت المناسب في الاحتياطيات النقدية للبنوك، وغيرها من أدوات السياسة النقدية، لضمان السيولة الكافية، مضيفة أن خفض نسبة متطلبات الاحتياطي قد يحدث قريبًا.

تفشي المرض وعمليات الإغلاق

قالت “رويترز” إن الصين سجلت 31 ألفًا و444 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا الأربعاء الماضي، متجاوزة الرقم القياسي المسجل في 13 إبريل، عندما شهدت شنجهاي إغلاقًا عامًا لشهرين. وبدأت الصين أخيرًا تخفيف بعض إجراءات الحجر الصحي، لتجنب تكرار إغلاق شنجهاي البالغ عدد سكانها 25 مليونًا.

وأوضحت أن التفشيات الرئيسة كانت، هذه المرة، عديدة ومتباعدة، وأكبرها في مدينة قوانجتشو الجنوبية وجنوب غربي تشونجتشينج، رغم الإبلاغ عن مئات الإصابات الجديدة يوميًّا في مدن مثل تشنجدو وجينان ولانتشو وشيان. وتواجه الصين شتاءها الأول مع متحور “أوميكرون”، وتحاول جاهدة القضاء على كل سلالات العدوى.

نقطة اللا عودة

قال كبير الاقتصاديين الصينيين في مجموعة “ماكواري” المالية، لاري هو، إن تزايد الإصابات بفيروس كورونا في جميع الصين يصعّب على الحكومة تحقيق سياسة “صفر كوفيد” من دون العودة إلى الإغلاق القاسي، وفق ما أوردته صحيفة “ذا بوست“.

وقال لاري هو في تقرير للمجموعة: “قد تكون الصين تجاوزت بالفعل نقطة اللاعودة، لأنه من غير المرجح أن تحقق صفر كوفيد مرة أخرى من دون إغلاق صارم آخر.. ما يمكن أن يفعله السياسيون الآن هو إبطاء انتشار الفيروس –أي تسطيح المنحنى– بتشديد ضوابط كورونا في الوقت الحالي”.

توقعات بنمو الناتج المحلي

في المقابل، توقع عضو لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الصيني، وانج يمينج، نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بأكثر من 5% خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أن السياسات الحكومية الأخيرة للتعامل مع أزمتي فيروس كورونا وتدهور القطاع العقاري، تعد عوامل داعمة للنمو، حسب ما نقلته وكالة “بلومبرج“.

وذكرت الوكالة أن توقعات يمينج هي الأحدث، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الصينية تحسين أداء الاقتصاد بعد تباطئه خلال العام الحالي، مشيرة إلى أن الاقتصاد الصيني شهد نموًّا أسرع من المتوقع في الربع الثالث، إلا أن قيود كورونا الصارمة وتفاقم أزمة العقارات تعرقل مساعي بكين لتعزيز اقتصادها.

ربما يعجبك أيضا