إطلاق نار على ملهى للمثليين في كولورادو يزيد العنف ضد «مجتمع الميم» الأمريكي

آية سيد
إطلاق نار على ملهى للمثليين في كولورادو.. تصاعد العنف ضد «مجتمع الميم» الأمريكي

قدم مشرعو الولايات المتحدة أكثر من 250 مشروع قانون مناهض للمثليين، يهدف معظمها إلى منع الشباب المتحول جنسيًّا من المشاركة في الرياضة، وجرى سن 24 قانونًا منها على الأقل العام الماضي.


قُتل 5 أشخاص وأُصيب 18 آخرون على الأقل في إطلاق نار بملهى ليلي للمثليين، أول من أمس السبت 19 نوفمبر 2022.

وقد وقعت الحادثة في مدينة كولورادو سبرينجز، بولاية كولورادو الأمريكية. وأفادت الشرطة أن المشتبه به رهن الاحتجاز، ويخضع للعلاج، ولم تعلن بعدُ الدافع وراء هذا الهجوم، حسب ما أوردت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

تفاصيل الحادثة

في مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة باسم شرطة كولورادو سبرينجز، الملازمة باميلا كاسترو، إن شرطة النجدة تلقت العديد من المكالمات بداية من الساعة 11:57 مساءً عن وقوع إطلاق نار في ملهى “كلوب كيو” للمثليين واستجابت لها.

وحسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز“، قالت كاسترو إن التحقيقات بدأت للتو، موضحةً أن الضحايا نُقلوا إلى مشافٍ في مناطق متعددة. ووفق “سي إن إن”، قالت كاسترو: “سوف نظل هنا لساعات عديدة”، مضيفةً أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” حاضر في موقع الحادثة ويقدم المساعدة.

تعليق الملهى الليلي

من جهته، أصدر “كلوب كيو” بيانًا على صفحته على موقع فيسبوك، قال فيه إن الملهى الليلي “مدمر من الهجوم الطائش على مجتمعنا” وقدم التعازي للضحايا ولعائلاتهم.

وأضاف البيان: “نحن شاكرون لردود الفعل السريعة من العملاء الذين أخضعوا الشخص المسلح، وأنهوا هجوم الكراهية هذا”. وفي حين لم تصدر الشرطة تفاصيل عن كيفية انتهاء الهجوم، قالت كاسترو إن الشرطة لم تتدخل في إطلاق النار، حسب “سي إن إن”.

إطلاق نار على ملهى للمثليين في كولورادو.. تصاعد العنف ضد «مجتمع الميم» الأمريكي

ملهى “كلوب كيو” للمثليين

الدافع وراء الهجوم

ذكرت “سي إن إن” أن كاسترو رفضت التحدث عن الدافع المحتمل وراء الحادثة. ولكن وفق “نيويورك تايمز”، تضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الهجمات التي تستهدف الأماكن المخصصة لمجتمع المثليين، المعروف بـ”مجتمع الميم”، في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى الحادثة، التي وقعت في 2016، عندما قتل مسلح 49 شخصًا وأصاب 53 في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بفلوريدا، بعد أن بايع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

تصاعد العنف والكراهية

في تقرير، نُشر 17 يونيو 2022، لفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن خطاب الكراهية الذي يروّج له اليمين المتطرف ضد مجتمع الميم يتحول إلى أعمال عنف، ويتسبب في تصاعد الهجمات ضد المثليين، وسط الدعوات العلنية من بعض الساسة اليمينيين إلى قتل المثليين.

وكان من أبرز هؤلاء الساسة، مرشح الكونجرس المتحالف مع دونالد ترامب من ولاية ساوث كارولينا، مارك بيرنز، الذي وصف “استمالة” مجتمع الميم والمتحولين جنسيًّا بأنه تهديد للأمن القومي الأمريكي، واقترح استخدام قوانين الخيانة كأساس لـ”إعدام” الآباء والمعلمين الذين يناصرون حقوق المثليين.

ارتفاع الهجمات

وفق دراسة لمنظمة “إيه سي إل إي دي” غير الربحية المعنية بمراقبة الصراعات، ارتفع النشاط المناهض لمجتمع الميم، الذي يشمل المظاهرات والهجمات والعنف السياسي، 4 أضعاف في الفترة من 2020 إلى 2021، من 15 حادثة إلى 61.

وحتى بداية يونيو 2022، أفادت الدراسة وقوع 33 حادثة ضد مجتمع المثليين، ما يشير إلى أن العام 2022 أكثر قتامة. وذكرت الدراسة أن ارتفاع العنف يأتي في الوقت الذي “عمم فيه جناح اليمين ومنصاته الإعلامية استخدام الخطاب التحريضي ضد مجتمع المثليين”.

انعدام المساواة

في أغسطس الماضي، حذر خبير حقوقي بالأمم المتحدة من أن “بعض حكومات الولايات تقوض حقوق المثليين عن عمد” في أمريكا. وقال الخبير، فيكتور مادريجال بورلوز، أيضًا إن المثليين، خاصة أصحاب البشرة الملونة “تنعدم مساواتهم في ما يتعلق بالصحة، والتعليم، والتوظيف، والإسكان”.

وفي هذا السياق، أفادت “واشنطن بوست” أن مشرعي الولايات قدموا أكثر من 250 مشروع قانون مناهض للمثليين، يهدف معظمها إلى منع الشباب المتحول جنسيًّا من المشاركة في الرياضة، وجرى سن 24 قانونًا منها على الأقل العام الماضي.

ربما يعجبك أيضا