إعلان بكين بين الفصائل الفلسطينية.. هل ينهي الانقسام؟

إعلان لإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.. هل تفلح الصين في ما فشل فيه الجميع؟

بسام عباس
توقيع إعلان بكين بين الفصائل الفلسطينية

وقّع قادة حركتي حماس وفتح، أمس الثلاثاء 23 يوليو 2024، اتفاقًا في بكين، إلى جانب 12 فصيلًا سياسيًا فلسطينيًا آخر، يهدف إلى إنهاء الانقسامات بين الحركتين، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

ويدعو الاتفاق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى حكومة مؤقتة للإشراف على غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

خلاف أم اتفاق

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 23 يوليو 2024، إن هذا التطور له هناك جانبان يستحقان الدراسة، الأول هو الإعلان نفسه، فقد ظلت خطوط الصدع بين حماس وفتح لعقود من الزمن أكبر عقبة أمام تشكيل حكومة فلسطينية موحدة.

وأضافت أن هذا الخلاف لم يكن عائقًا كبيرًا أمام التفاوض بشأن إنشاء دولة فلسطينية فحسب، بل كان أيضًا ذريعة مناسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتجنب الانخراط بشكل هادف في المحادثات الرامية إلى حل الدولتين.

وأوضحت أن هذا الاتفاق بين حركتي حماس وفتح لم يكن الأول، فقد فشلت اتفاقيات مماثلة، وقعتها الحركتان في عامي 2011 و2022. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الحرب في غزة قد غيرت ظروف الحركة الفلسطينية بما يكفي لجعل هذا الاتفاق الجديد موضع التنفيذ فعليًا.

الموقف الإسرائيلي

أشارت المجلة إلى أن الاتفاقية لو صمدت، فلن تكون ذات أهمية، فقد فقدت السلطة الفلسطينية الكثير من مصداقيتها في الضفة الغربية، حيث تحكم، بسبب سوء إدارتها الفاسدة وتعاونها الأمني ​​مع السلطات الإسرائيلية في استهداف الفصائل الفلسطينية المسلحة، ما سيقوض قدرة أي حكومة وحدة وطنية على التحدث باسم الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل.

وأوضحت أن إسرائيل ترفض أي إدارة فلسطينية في غزة تضم حماس، وانتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إعلان بكين، وكتب على منصة (X): “بدلاً من رفض الإرهاب، محمود عباس يحتضن القتلة والمغتصبين من حماس، ويكشف عن وجهه الحقيقي… هذا لن يحدث لأن حكم حماس سيتم سحقه، وعباس سوف يراقب غزة من بعيد”.

دور الصين

قالت المجلة إن الجانب الثاني الذي يستحق الدراسة فهو الدور الذي لعبته الصين في تحقيق هذه الاتفاقية، وكما هو الحال مع بيان المصالحة لعام 2022 بين السعودية وإيران، توسطت الصين في هذا الاتفاق، وقد أشادت به السلطات باعتباره “إعلان بكين”، ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى توسطت فيه الصين.

ولفتت إلى أن بكين، منذ بداية حرب غزة، بذلت جهودًا دبلوماسية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الحرب، ودعت مرارًا وتكرارًا إلى وقف إطلاق النار في القطاع وأعربت عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين، وفي أبريل الماضي، استضافت ممثلين عن حركتي حماس وفتح لإجراء محادثات المصالحة.

وأوضحت أن هذا الإعلان يعد فوزًا دبلوماسيًّا سهلًا للصين، فتحقيق حكومة وحدة أمر بعيد المنال بحيث لا يوجد لدى أي من الأطراف المعنية ما يخسره من خلال التوقيع على الإعلان، ومن ناحية أخرى، تكتسب الصين دعاية إيجابية من الإعلان عن الاتفاق، وتستطيع في الوقت نفسه أن تنأى بنفسها بسهولة عن أي تداعيات إذا انهار الاتفاق.

ربما يعجبك أيضا