إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا.. انتصار جديد للدبلوماسية المصرية

كتبت – علياء عصام الدين

انتصار جديد حققته الدبلوماسية المصرية والقيادة السياسية تضاف إلى سجلات إنجازاتها في حفظ ودعم السلام في الشرق الأوسط والتصدي لكافة التدخلات السافرة التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي على السواء.

فقد جاء قرار حكومة الوفاق الليبية بوقف إطلاق النار في عموم البلاد، اليوم الجمعة، وجعل سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح وسط ردود أفعال دولية داعمة ومرحبة تكليلًا لجهود مصر الدؤوبة في إيجاد حل عادل وشامل للأزمة الليبية.

خطوة إلى الأمام

أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بيانًا قال فيه: “انطلاقا من مسؤوليته السياسية والوطنية، وما يفرضه الوضع الحالي الذي تمر به البلاد والمنطقة، وظروف الجائحة، يصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية”.

وأكد المجلس أن “تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها. وأوضح البيان أن رئيس المجلس الرئاسي إذ يبادر بالإعلان عن وقف إطلاق النار، يؤكد أن الغاية هي استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبي وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة”.

كما أكد رئيس المجلس على دعوته إلى “انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين”.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب في ليبيا بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية.

من جانبه أكد وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، أن وقف إطلاق النار في ليبيا الذي تم الإعلان عنه لم يكن ليحدث دون دعم من مصر.

ووجه كل من المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الشكر والتقدير للرئاسة المصرية على مواقفها في دعم مسارات إحلال السلام في البلاد.

انتصار سياسي وإقليمي

يأتي إعلان وقف إطلاق النار اليوم ليضيف نجاحًا جديدًا للجانب المصري الذي قدم الكثير من الجهود في سبيل إحلال السلام في ليبيا والمساهمة بدور محوري ومؤثر في الأزمة الليبية وحقن دماء الإخوة الليبيين وتكليلًا لجهود مصر ومبادرتها للوصول إلى حل سلمي.

فلم يمر أكثر من 60 يومًا على إطلاق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي “إعلان القاهرة” في يونيو الفائت عندما حذر بأن الجفرة – سرت خط أحمر حتى خرج إعلان وقف إطلاق النار اليوم إلى النور.

ويبدو أن مبادرة القاهرة قد بدأت في جني الثمار فكانت بمثابة الأساس الذي مهد لإعلان وقف إطلاق النار على الأرض، ليضيف انتصارًا آخر إلى سلسلة انتصارات القيادة السياسية في مصر برؤيتها وإدارتها لأصعب الملفات.

إن التحول في موقف حكومة السراج يؤكد نجاح إدارة مصر للملف الليبي لاسيما موقفها الحاسم الأخير لردع ووقف المستعمرين الجدد من أنقرة، والحيلولة دون التدخل التركي السافر في ليبيا.

فقد مهدت مصر من خلال إعلان القاهرة الطريق أمام الفرقاء الليبيين للعودة إلى طاولة الحوار كما شلّت حركة المرتزقة والمليشيات المسلحة التي أدخلتها أطراف إقليمية لتأجيج الوضع في ليبيا بالتهديد باتخاذ إجراءات عسكرية للحفاظ على أمن وسلامة ليبيا.

وتكليلا لجهود مصر ومبادرتها للوصول لحل سلمي جاء إعلان وقف إطلاق النار اليوم كبادرة أمل في الحفاظ على مستقبل ليبيا والحد من التدخلات الخارجية ووقف الاقتتال وحقن الدماء، فهو خطوة جيدة للمضيّ قُدمًا على طريق تسوية سياسية بين الفرقاء الليبيين مع توخي الحذر حتى لا يتم الالتفاف أو المراوغة من قبل الأطراف الساعية دائمًا للتخريب وتأجيج الخلاف.

ربما يعجبك أيضا