إغراق أنفاق حماس.. لماذا فشل مشروع «أتلانتس»؟

شروق صبري
أنفاق حماس

سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على "مشروع أتلانتس"، الذي تحول إلى فشل عسكري للجيش الإسرائيلي في تدمير أنفاق حماس. فما التفاصيل؟


روجت إسرائيل لمشروع أتلانتس المفترض أن يكون حلاً جديدًا وسريعًا وفتاكًا للتعامل مع الأنفاق في قطاع غزة، لكنه لم يحقق التوقعات وانتهى بفشل ذريع.

فشل مشروع “أتلانتس” في إغراق أنفاق حماس كان نتيجة لمجموعة من العوامل الفنية والأمنية والبيئية والسياسية، وبينما كان المشروع يهدف إلى تحقيق هدف استراتيجي، إلا أن التحديات التي واجهها أدت إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة.

ما هو نظام ” أتلانتس”

كان من المفترض أن يكون هذا النظام بمثابة نقطة تحول، وحل جديد وسريع لواحدة من الجبهات الأكثر تعقيدًا في قطاع غزة، أو كما وصفه الجيش: “اختراق هندسي وتكنولوجي مهم في مواجهة تحدي الأنفاق تحت الأرض التابعة لحماس”.

ونظام “أتلانتس”، هو نظام يفترض أن يدمر أنفاق حماس ويقتل كبار مسؤولي الحركة، من خلال ضخ مياه البحر بكثافة عالية، ولكن على أرض الواقع لم ينجح لعدة أسباب نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير نشر الخميس 25 يوليو 2024.

أسباب فشل المشروع 

1. التحضير والتخطيط:

واجه مشروع “أتلانتس” العديد من المشاكل الفنية أثناء التخطيط والتنفيذ، كانت التحديات التقنية المتعلقة بكفاءة أنظمة الإغراق وتوقيت التنفيذ من أبرز العقبات.

كما أن التحديات التقنية المرتبطة بتنفيذ عمليات الإغراق تحت الأرض. تتطلب هذه العمليات دقة عالية ومواد خاصة لضمان التأثير المطلوب على الأنفاق. ومع ذلك، تبين أن التكنولوجيا المستخدمة لم تكن فعالة بما فيه الكفاية لملء الأنفاق بالماء أو المواد الأخرى بشكل مستمر، مما أدى إلى عدم تدمير الأنفاق بشكل كامل.

2. استجابة حماس والاحتياطات الأمنية

اتخذت حركة حماس احتياطات أمنية للتعامل مع التهديدات مثل مشروع “أتلانتس”، فبدلاً من استخدام الأنفاق كما كانت في السابق، قامت حماس بتحسين بنيتها التحتية تحت الأرض لتكون أكثر مرونة وقدرة على مقاومة المحاولات لتدميرها. يشمل ذلك تحسينات في تصميم الأنفاق ونظام تصريف المياه، مما يجعل من الصعب إغراقها.

كما طورت حماس أنظمة دفاعية معقدة لحماية أنفاقها من الهجمات. شملت هذه الأنظمة وسائل للكشف المبكر والتشويش، مما جعل من الصعب تنفيذ المشروع بنجاح. إذ ردت حماس على محاولة إغراق الأنفاق بوسائل عسكرية متقدمة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني وصعّب من تنفيذ المشروع.

3. المعوقات اللوجستية

اعتمد المشروع على الخرائط والمعلومات الاستخباراتية حول مواقع الأنفاق، ولكن هذه المعلومات كانت غير دقيقة أو قديمة، مما أثر على فعالية المشروع.

كما كان من المفترض أن يتطلب تنفيذ مشروع “أتلانتس” تنسيقاً دقيقاً بين مختلف الجهات العسكرية واللوجستية، وكذلك جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد مواقع الأنفاق بدقة. وقد واجهت إسرائيل صعوبات في تحقيق هذا التنسيق بشكل فعّال، مما أدى إلى تأخير في تنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه.

3. العوامل البيئية:

البيئة الجغرافية في قطاع غزة لعبت دور هام في تعقيد عمليات الإغراق، الأنفاق التي تستخدمها حماس غالباً ما تكون عميقة ومحصنة بشكل جيد، مما يجعل من الصعب الوصول إليها وتدميرها باستخدام أساليب الإغراق، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون بعض الأنفاق مبنية بطريقة تسمح بتصريف المياه أو المواد الأخرى، مما يقلل من فعالية المشروع.

كما كانت عملية نقل المياه والمواد اللازمة للمشروع تتطلب جهداً لوجستياً هائلاً، مما أثر على كفاءة التنفيذ.

4. الأبعاد السياسية والإنسانية:

المخاوف الإنسانية والسياسية تلعب دوراً كبيراً في عمليات مثل مشروع “أتلانتس”، فمن المحتمل أن تكون هناك ضغوط دولية تتعلق بتأثير المشروع على المدنيين في غزة. تدمير الأنفاق عبر الإغراق يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المناطق السكنية المجاورة، مما يزيد من تعقيد تنفيذ المشروع.

أثار المشروع ردود فعل سلبية من سكان غزة ومنظمات حقوق الإنسان، مما دفع إلى وقف أو تعديل المشروع.

ربما يعجبك أيضا