إغلاق المدن الصينية يضغط على سلاسل التوريد والاقتصاد العالمي

تعاني الصين من عمليات إغلاق واسعة لعدد من المدن الكبرى، ومعها تراجع النمو الاقتصادي المتوقع لثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، خلال الربع الثاني من العام الحالي.

عمليات الإغلاق الصينية، لا تؤثر على الصين وحدها، بل تضغط على الاقتصاد العالمي وعلى سلاسل الإمداد والتوريد التجاري، التي تتعافى من تبعات جائحة كورونا، ما أثار مخاوف حول مزيد من الضغوطات التي تضاف إلى التضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

عودة الاضطراب إلى ووهان الصينية

ضمن الضغوطات، أثار اكتشاف بكتيريا في مدينة ووهان الصينية، تسببت في إصابة طالب بالكوليرا والعثور عليها منفصلة في عينات من سلاحف رخوة في سوق للأطعمة، قلق الصينيين، وربط البعض الأمر بكوفيد-19، وفق CNBC اليوم الجمعة 15 يوليو 2022.

وقالت السلطات المحلية في شنغهاي، إنها طهرت سوق المواد الغذائية حيث تبين احتواء عينات من السلاحف الرخوة على جرثومة مسببة للكوليرا.

إغلاقات الصين تضعف نمو اقتصاد البلاد

فرضت الصين الإغلاق الكامل أو الجزئي في المراكز الرئيسية في جميع أنحاء البلاد في مارس وإبريل بما في ذلك العاصمة التجارية شنغهاي، التي شهدت انكماشًا سنويًّا 13.7% في إجمالي الناتج المحلي في الربع الثاني من 2022، وفق بلومبرج اليوم الجمعة 15 يوليو 2022.

وأظهرت بيانات رسمية من الصين، أن إجمالي الناتج المحلي انخفض 2.6% في الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالربع السابق، وهو ما يقل بكثير من هدف الحكومة البالغ 5.5% لهذا العام، بحسب بلومبرج.

تراجع النشاط الصناعي الصيني

وفق بلومبرج فإن تعثر اقتصاد الصين على نحو حاد في الربع الثاني من العام، يسلط الضوء على الخسائر الهائلة للنشاط بسبب عمليات الإغلاق واسعة النطاق لمكافحة كورونا، ويشير إلى استمرار الضغوط في الشهور المقبلة في ظل توقعات قاتمة للنمو العالمي.

وأظهرت بيانات النشاط في يونيو التي صدرت اليوم الجمعة، نقلها تقرير بلومبرج، أيضًا أن الإنتاج الصناعي الصيني نما 3.9% في يونيو على أساس سنوي مقارنة مع 0.7% في مايو، وإن كان أقل من توقعات زيادة 4.1%.

تحذيرات من الضغوط على سلاسل التوريد التجاري

في ظل اتباع السلطات الصينية تواصل سياسة “صفر كوفيد” للحد من انتشار كورونا، التي تقضي بفرض إجراءات إغلاق وفحوص جماعي، قالت وزارة الخزانة الأميركية، إن الإغلاق في الصين يزيد من الضغوط على سلاسل التوريد والإمداد التجاري العالمي، وفق العربية في 10 مايو 2022.

وبحسب التقرير، تتخذ بكين إجراءاتها بحذر بعد الإغلاق الطويل الذي شهدته شنغهاي أكبر مدينة في الصين وأدى إلى نقص الغذاء وحالة من الغضب العام.

أكبر تفشي لكورونا في الصين

حذر تقرير لـ إندبندنت، في 13 مايو 2022، في  من أن التأثير الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا الأخير في الصين قد يكون أكبر بـ10 مرات من الموجة الأولى للوباء التي ضربت مدينة ووهان في عام 2020، ما يؤكد القلق المتزايد بشأن الخسائر الناجمة عن سياسة الحكومة لمكافحة فيروس كورونا.

وأثرت عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على النقل بالفعل على 160 مليون شخص هذا العام في المدن بإجمالي ناتج اقتصادي بلغ 18 تريليون يوان (2.68 تريليون دولار)، وفق التقرير.

الشركات الغربية تحذر الصين من قيود الإغلاق

بحسب التقرير فإن الصين شهدت أكثر من 800 ألف إصابة منذ بداية عام 2022 متجاوزة بكثير عدد الحالات البالغ 92514 حالة في عام 2020.

كذلك حثت مجموعات تمثل الشركات الغربية في الصين، بكين على تخفيف نهجها تجاه فيروس كورونا، قائلة إن عمليات الإغلاق القاسية تلحق الضرر بالأرباح والاستثمار وتجبر عددًا متزايدًا من الشركات على التفكير في نقل العمليات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفق تقرير CNN، في 9 مايو 2022.

وفق التقرير الذي استند إلى استطلاع نشرته غرفة التجارة الأمريكية في الصين، فإن أكثر من 50% من الشركات الأمريكية قد أخرت أو قلصت استثماراتها في الصين نتيجة لتفشي فيروس كورونا الأخير.