إقبال واسع على انتخابات نيجيريا.. من يحكم أكبر دولة نفطية بإفريقيا؟

بدأت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية النيجيرية، صباح السبت 25 فبراير 2023، وسط توافد وإقبال واسع النطاق خاصةً من فئة الشباب.

لكن الدولة التي تشهد نشاطًا إرهابيًّا متزايدًا، شهدت بعض المشكلات داخل اللجان الانتخابية ما أدى لتأجيل عمل بعض اللجان إلى أمس الأحد ،لدواعٍ أمنية، ولوجيستية، وفق المسؤولين، فما أهمية هذه الانتخابات، وما تفاصيل التحديات الأمنية؟

مواصلة عملية الانتخاب لليوم الثاني

تواصلت، أمس الأحد، عمليات الانتخاب بولايات نيجيريا المختلفة، وفقًا لوكالة رويترز للأنباء، والتي أفادت بوقوع بعض المشكلات ما أرجأ فتح عدة لجان أبوابها أمام الناخبين، فما أبرز تلك المشكلات؟

تركزت أكثر تلك المشكلات في تأخر فتح بعض اللجان، حتى 3 ساعات ما حال بين بعض المواطنين وإمكانية التصويت؛ في وقت ينتشر في عموم البلاد ما يزيد عن 400 ألف شرطي لتأمين سير مجريات العملية الانتخابية، وحدث هذا التأخر في فتح اللجان وإرجاء التصويت في 5 ولايات، وفقًا للتقديرات الأولية.

نشاط الجماعات المتطرفة

الانتشار الأمني الكثيف بطول البلاد، لم يمنع بعض المشكلات الأمنية، في أكبر دولة نفطية بإفريقيا، والتي تعيش على وقع أعمال عنف مستمرة، ونشاط متواصل للجماعات المسلحة، وقد وقعت بعض الهجمات على مراكز الانتخابات، لكنها كانت محدودة النطاق والتأثير، ولم تسفر عن سقوط قتلى من أفراد الأمن أو الناخبين، وفقًا للمصادر المحلية.

وجاء التأخر في بعض اللجان بسبب محاولة متشددين إطلاق النار على بعض المراكز الانتخابية، في ولاية دلتا الجنوبية وولاية كاتسينا في الشمال، ما أدى لتمديد وقت الانتخابات، حتى اليوم الأحد. وتنشط في نيجيريا جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية مثل تنظيمي بوكو حرام، وداعش.

فرز اللجان

سيبدأ فرز بعض اللجان التي أنهت عمليات الاقتراع مساء أمس، وذلك وفقًا لما أعلنه رئيس مفوضية الانتخابات، محمود يعقوب، في مؤتمر صحفي في العاصمة أبوجا. ويبلغ عدد الناخبين في نيجيريا المسجلين حوالي 93 مليونًا، وفقًا لوكالة أنباء رويترز.

ولم يتضح بعد عدد المشاركين في هذه الانتخابات، ويتوزع هذا العدد الكبير من الناخبين على 36 ولاية من ولايات نيجيريا، البالغ إجمالي تعداد سكانها 216 مليون نسمة، ومن المتوقع أن تحتل ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان، وذلك في عام 2050.

من هم المرشحين الأبرز؟

في ظل ميراث سياسي واجتماعي يفاقم المشكلات الأمنية والاقتصادية، وتحديات متزايدة على كافة المستويات يعيشها البلد النفطي، يتنافس في هذا الاستحقاق 18 مرشحًا على خلافة الرئيس محمد بخاري بعد 8 سنوات من توليه السلطة.

لكن 3 مرشحين فقط هم الأكثر احتمالًا لحصد المقعد الرئاسي، وهم “عن حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، بولا تينوبو، وعن حزب الشعوب الديمقراطي وهو الحزب المعارض الأبرز، أبو بكر أتيكو، والمرشح الثالث هو بيتر أوبي، والذي يميل إليه جيل الشباب، ويعتبر الأوفر حظًا وفق العديد من التكهنات، وهو مرشح حزب العمال”.

سباق محتدم بين الأحصنة الثلاث

في حديث مع شبكة رؤية الإخبارية، وصفت خبيرة الشؤون الإفريقية، الباحثة رشا رمزي، الانتخابات الرئاسية النيجيرية بـ”سباق الأحصنة الثلاث”؛ وسط إجماع متزايد، على أنها أكثر انتخابات تنافسية حتى الآن.

ويشكل الشباب 87 مليونًا من إجمالي عدد السكان البالغ 216 مليونًا، ما يعزز من فرص أوبي.

أكبر ممارسة ديموقراطية في إفريقيا

وردا على سؤال بشأن مدى الإقبال، لفتت الباحثة المتخصصة في الدراسات الإفريقية، إلى أن الإقبال على هذه الانتخابات مرتفع، على نحو لافت، خاصة بين جيل الشباب؛ واصفةً العملية بـ”أكبر ممارسة ديموقراطية في إفريقيا”، في حديثها مع شبكة رؤية الإخبارية.

وأشارت إلى أن أبرز ما يميز هذا الاستحقاق، أن المشاركة الواسعة من المواطنين الأقل سنًا، والفرز الإلكتروني الذي من شأنه التقليل من احتمالية تزوير الانتخابات.

من يحسم الاستحقاق؟

عن السيناريو المحتمل لنتائج الانتخابات، رجحت رشا رمزي فوز أوبي، ولكن بعد خوضه الجولة الثانية من الانتخابات، موضحةً أن المرشح “يحتاج للفوز بالأغلبية المطلقة بالإضافة إلى 25% من الأصوات في ثلثي ولايات نيجيريا”، وهو عدد كبير ويصعب تحقيقه.

وحال لم يحقق أي مرشح هذه النسبة، تجرى جولة ثانية للانتخابات، وفق الباحثة المتخصصة في شؤون القارة السمراء.

اقتصاد صاعد

وتنبع أهمية هذه الانتخابات من الدور المتزايد لنيجيريا على الساحة الإفريقية، باعتبارها قوة اقتصادية صاعدة.

وعلاوةً على عدد السكان الضخم، فإن الدولة الإفريقية تعد أحد أكبر الاقتصادات الصاعدة بالقارة السمراء، في منطقة تشهد نشاطًا متزايدًا للجماعات المسلحة، والنزاعات الإقليمية، في ظل منافسة شرسة بين قوى عالمية كبرى على المنطقة التي تحوي ثروات معدنية حيوية.

تقع نيجريا على الساحل الإفريقي

وتشهد منطقة الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي تنافسًا بين قوى بارزة مثل فرنسا، وروسيا، والصين، ويختلف الصراع بين تواجد عسكري، أو نفوذ اقتصادي، أو تأثير سياسي، غير أنه يوضح حيوية المنطقة، التي لم تخلو كذلك من محاولة صعود لبعض القوى الأقل حجمًا مثل تركيا، وإيران.