إنشاء مجمع لاستوديوهات سينمائية حديثة بالسعودية

مصطفى خلف الله
السينما في السعودية

تستعد المملكة العربية السعودية لافتتاح “استوديوهات العلا” في وقت لاحق من هذا العام، لتكون مركزًا لصناعة السينما المحلية، والتي تمثل جزءاً من خطة أوسع لتعزيز النمو الاقتصادي، والابتكار التكنولوجي، وتطوير السياحة، وفي إطار رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتنويع مصادر الثروة للبلد الصحراوي.

وبحسب الشرق بلومبرج اليوم الأحد 11 أغسطس 2024، يقع الاستوديو الحديث المجهز بأحدث التقنيات، منتظراً إنتاج أول أعماله، في ضواحي مدينة العلا، شمال غرب السعودية، وهي مدينة يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام على “طريق الحرير”. وما زالت المدينة، مثل طبيعتها المحيطة، تحتفظ بجمالها الأصلي.

استوديو عالمي 

على أحد جانبي وادي العلا، تبرز الجبال المغطاة باللون الأخضر وكأنها تنتمي لعالم آخر. وعلى الجانب الآخر، تنتشر تلال من الصخور البركانية المكسوة بالرمال الذهبية والشجيرات، وتمتد الصحراء أسفل المنحدرات الحمراء الشاهقة. يقع موقع الحِجر الأثري، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بالقرب من هذا المشهد.

وجرى اختيار موقع “استوديو العلا” بعناية في قلب هذه المناظر الطبيعية الخلابة كجزء من استراتيجية تهدف إلى توفير “الخلفية المثالية لمجموعة متنوعة من عمليات التصوير” لصُناع الأفلام. يتضمن الاستوديو، الذي يتماشى مع المعايير الهوليوودية، مسرحين صوتيين بمساحة 25 ألف قدم مربع، واستوديو تسجيل، ومستودعات، ومجموعة متكاملة من مساحات الدعم الإنتاجي، وذلك بحسب ما ذكرته شركة “فيلم العلا” (Film AlUla)، الوكالة السينمائية التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا.

مركز سينمائي في الشرق الأوسط.

في عام 2018، اتخذ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خطوة تاريخية برفع الحظر عن دور السينما، مما شكل نقطة انطلاق لصناعة السينما السعودية، في إطار جهود تحويل المملكة إلى مركز سينمائي في الشرق الأوسط. وتبع هذه الخطوة تأسيس “مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” (Red Sea International Film Foundation)، التي تسعى إلى إبراز تنوع وديناميكية السينما العربية، والإفريقية، والآسيوية، بالإضافة إلى إنشاء منظومة سينمائية مستدامة.

كما تدعم المؤسسة مهرجاناً سينمائياً وصندوقاً يقدّم 15 مليون دولار لدعم عمليات الإنتاج التي يشرف عليها مخرجون أفارقة أو عرب.

الصندوق السعودي للأفلام

قامت الدولة الخليجية الغنية بالنفط بتقديم حوافز سخية، بما في ذلك استرداد نقدي بنسبة 40% مما ينفق على الإنتاج لجذب هوليوود وغيرها من صُناع الأفلام العالميين. وفي فبراير الماضي، أطلقت “الصندوق السعودي للأفلام” (Saudi Film Fund) بقيمة 100 مليون دولار لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية.

بالإضافة إلى جذب المنتجين الأجانب، تسعى السعودية إلى تأسيس صناعة سينمائية محلية تعكس قيمها وتقاليدها، وتسهم في بناء مجتمع يُمكّن المواطنين من متابعة شغفهم الإبداعي.

ويعتمد نجاح المملكة في هذا المسعى، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه، على قدرتها في استقطاب الخبرات الأجنبية القادرة على رعاية المواهب المحلية وتوجيه الصناعة نحو النمو والتوسع.

ربما يعجبك أيضا