إيرادات صناعة النفط الصخري تتجه لتسجيل مستوى قياسي خلال 2021

شيرين صبحي

رؤية

واشنطن- تتجه صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة لتحقيق إيرادات قياسية في عام 2021، حال استمرار الاتجاه الصعودي في أسعار خام غرب تكساس الوسيط، واستقرار أسعار الغاز الطبيعي والغاز المسال.

وتتوقع شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير حديث، أن تحقق الشركات المنتجة للنفط الصخري عوائد قياسية من الهيدروكربونات تبلغ 195 مليار دولار -قبل احتساب تكلفة التحوط- العام الجاري، وفقا لمنصة “الطاقة”.

ويُقصد بالإيرادات قبل التحوط، الإيرادات دون احتساب تكلفة التحوط أو تكلفة التأمين التي يجب أن تتحملها الشركات حال ارتفاع أسعار الخام أعلى مستوى التحوط، مع حقيقة أن هذه التكاليف تُدفع للطرف الآخر الذي قبِل تحمُّل مخاطرة انخفاض الأسعار دون سعر التحوط ودفع الفارق.

وفي عام 2019، سجلت صناعة النفط الصخري إيرادات قياسية عند مستوى 191 مليار دولار، بحسب ريستاد إنرجي.

حوض برميان يقود الزيادة

تشمل هذه التقديرات مبيعات الهيدروكربونات من جميع آبار النفط الصخري الأفقية في حقول برميان وإيغل فورد وباكين ونيوبرارا وأناداركو.

ومن المتوقع أن يحقق حوض برميان وحده 110 مليارات دولار هذا العام من مبيعات الهيدروكربونات، مقارنة مع 91 مليار دولار في عام 2019، حسبما ذكر التقرير.

ومع ذلك، ترى ريستاد إنرجي أن التدفقات النقدية للشركات من العمليات التشغيلية قد لا تصل إلى مستوى قياسي قبل حلول عام 2022، نتيجة لأن الخسائر الناجمة عن تكاليف التحوط قد تصل لأكثر من 10 مليارات دولار من الإيرادات هذا العام.

ويأتي ذلك مع حفاظ سعر غرب تكساس الوسيط على مستوى 60 دولارًا للبرميل، لكن الإنفاق الرأسمالي يفتقر للنمو القوي، حيث يظل المنتجون ملتزمين بالحفاظ على الانضباط التشغيلي، بحسب التقرير.

معادلة الأسعار والإنتاج

بحسب نتائج الأعمال الأخيرة للشركات، فإنه حتى مع ارتفاع أسعار النفط، لا تزال الشركات تعطي الأولوية لتسريع التحسينات في الميزانية العمومية وزيادة عوائد المستثمرين عن زيادة الإنفاق الرأسمالي وتعزيز نمو الإنتاج.

وهذا يشير إلى أن معدل إعادة الاستثمار سيكون بمثابة دليل على سعر النفط في المستقبل، مع حقيقة أن وجود سوق أقوى يؤدي لانخفاض معدلات إعادة الاستثمار.

ويأتي ذلك بموجب سيناريو الوضع الراهن، الذي يفترض بقاء أسعار الذهب الأسود عند مستوياتها الحالية، وبقاء قوانين الضرائب على منتجي النفط دون تغيير، مع فرضية أن معدلات إعادة الاستثمار ستتراجع تدريجيًا على مدى السنوات الـ5 حتى 2025.

وتشير البيانات إلى أن متوسط معدل إعادة الاستثمار لشركات النفط الصخري سيبلغ 50% عندما يكون سعر خام غرب تكساس 65 دولارًا للبرميل، و60% عند سعر 55 دولارًا للبرميل، و70% عند 45 دولارًا للبرميل، خلال الفترة من عام 2021 وحتى 2025.

ويُنظر إلى سعر خام غرب تكساس الوسيط البالغ 45 دولارًا للبرميل بموجب سيناريو آخر يشهد اعتدالًا في الإنفاق من جانب الشركات.

بينما يُمهّد نطاق سعر الخام الأميركي من 55 دولارًا إلى 65 دولارًا الطريق لنمو كبير في إنتاج النفط خلال السنوات الـ5 المقبلة، مع العودة إلى مستويات إنتاج ما قبل الوباء بحلول أواخر عام 2022 أو في 2023.

ويمكن لحوض برميان وحده أن يشهد زيادة في الإنتاج، حتى في ظل بيئة أسعار الخام عند 45 دولارًا للبرميل، ومن المحتمل أن يستقر عند مليون برميل يوميًا أعلى ذروة إنتاجه المسجلة قبل الوباء، وذلك بحلول منتصف العقد الحالي.

ربما يعجبك أيضا