إيران تتوعد بمحوها.. هل تجر إسرائيل المنطقة لحرب شاملة؟

قال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة لا تنوي إرسال جنودها ولن تقوم بدور نشط في الصراع الإسرائيلي.

ووعد مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية إسرائيل بأنه في حال اندلعت حرب في الشمال ضد حزب الله، فإن واشنطن مستعدة للوقوف خلفها وتزويدها بكل المساعدة الأمنية التي تحتاجها.

الوعد الأمريكي

وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم السبت 22 يونيو 2024، فإنه خلال اجتماع عقده وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، في واشنطن يوم 20 يونيو، نقل الوعد الأمريكي إلى إسرائيل.

وناقش الطرفان أيضًا إمكانية خفض ارتفاع النيران في الشمال، جزئيًا عن طريق إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ويأتي الوعد الذي قُدم لديرمر ونجابي على خلفية التصعيد على الجبهة الشمالية في الأسابيع الأخيرة، والمواجهة الجديدة بين الحكومة الأمريكية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أعقاب الفيديو الذي نشره واتهم فيه الولايات المتحدة بتأخير عملية السلام ونقل شحنات الأسلحة.

ديرمر، سوليفان، وهانجابي.

مساعدة عسكرية

وفقًا للأمريكيين، في حالة نشوب حرب واسعة النطاق في الشمال، ستحتاج إسرائيل إلى نفس المساعدة العسكرية الإضافية، وخاصة لأنظمة الدفاع الجوي وتجديد مخزون القبة الحديدية. وأوضحت واشنطن قبل أيام أنها ستقدم لإسرائيل المساعدة اللازمة.

وصرح كبار المسؤولين في إدارة بايدن أنهم لا يريدون أن يروا حربًا تندلع على الجبهة الشمالية لإسرائيل، ودعوا إلى تسوية دبلوماسية، وأرسل المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين إلى المنطقة لمحاولة منع التصعيد، وحذر إسرائيل من أنه حتى لو قررت القيام بـ”عمل محدود”، فإن ذلك قد يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى الحرب.

حالة تأهب قصوى

في محادثاته في إسرائيل ولبنان يوم 17 يونيو، لم يقدم هوشستين “حلًا سحريًا” للمشكلة في الشمال، لكنه أكد أنه بإمكانه التوصل إلى تسوية، طالما أن هناك حلا في قطاع غزة في الوقت الراهن، وأكد أن الحل لا ينبغي أن يرتكز على القرار 1701، بل على المدى الذي سيتحرك فيه حزب الله مسافة 10 كيلومترات من الحدود، والآن، فإن المسؤولين الأمريكيين في “حالة تأهب قصوى” ضد حدوث حرب شاملة في المنطقة.

وأيلغ مسؤلون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين أن إسرائيل تنقل موارد إلى شمال البلاد، استعدادًا لهجوم محتمل ضد حزب الله، وقال المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا إلى الشبكة إنه في هذه الحالة، تخشى الولايات المتحدة من أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك القبة الحديدية، لن يتمكن من الوقوف في وجه “الترسانة الهائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار” لدى حزب الله.

أنظمة القبة الحديدية

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن بعض أنظمة القبة الحديدية على الأقل قد يتم هزيمتها، وذكر مسؤول إسرائيلي أنه من المحتمل أن يحدث ذلك إذا نفذ حزب الله هجوما واسع النطاق باستخدام أسلحة دقيقة التوجيه، بطريقة يمكن أن تتحدى نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. وقال مسؤولون أمريكيون إن الإسرائيليين فوجئوا بمستوى دقة حزب الله حتى الآن.

قال مسؤول أمريكي كبير إن حقيقة أن الولايات المتحدة تمكنت حتى الآن من منع نشوب حرب في الشمال هي “معجزة”، وقال أحد المسؤولين في إدارة بايدن: “إننا ندخل فترة خطيرة للغاية”.

«كارثة» الحرب

تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مرتين ضد إسرائيل، في ساحتين تخوض فيهما الحرب، وحذر، من أن يصبح لبنان “غزة أخرى”، وحذر من التصعيد في الشمال، وأوضح أنه يتعيّن على إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في قطاع غزة، استعادة القانون والنظام حتى تتمكن المساعدات من التدفق إلى السكان.

وحذر الأمين العام جوتيريش أمس من تطور الصراع بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية، قائلًا: “خطوة متهورة واحدة، وحسابات خاطئة واحدة يمكن أن تؤدي إلى كارثة أبعد بكثير من الحدود، ربما تفوق الخيال، كما أن سكان المنطقة وشعوب العالم لا يستطيعون احتمال أن يصبح لبنان غزة أخرى”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش

إيران تهدد

أشارت إيران إلى التصعيد على الحدود الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، وادعت أن حزب الله “يمتلك القدرات للدفاع عن نفسه ضد إسرائيل”، وفي منشور نشرته ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة على شبكة X، زُعم أيضًا أن “الوقت قد حان للتدمير الذاتي لهذا النظام غير الشرعي”.

كما أصدرت إيران تهديدًا لإسرائيل: “أي قرار متسرع من جانب إسرائيل في هذا الشأن قد تؤدي بالمنطقة إلى حرب جديدة”، وقال مصدر في المقاومة الإسلامية بالعراق: “الميليشيات ستفتح جبهة مباشرة من سوريا، باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ ضد أهداف إسرائيلية، في حال اتسع نطاق النزاع”.