إيران سارعت الزمن لإيقاف قنبلة “الصراع الآذربايجاني-الأرميني”

يوسف بنده

رؤية

رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت في تغريدة على تويتر، بـ “وقف الأعمال العدائية” في قره باغ بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا ووصفه بأنه “خطوة نحو السلام”.

واضاف ظريف في تغريدته : إيران ترحب بوقف الأعمال العدائية في ناغورنو كاراباخ كخطوة نحو السلام.

وتابع قائلا : إننا نحث جارتينا أرمينيا وأذربيجان على المشاركة في حوار مبدئي يقوم على احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي.

وقال: نحن نقدر جهود روسيا البناءة. كما أشاد ظريف بجهود روسيا للمساعدة في وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ.

ومنذ تجدد أعمال القتال بين آذربايجان وأرمينيا، وإيران قلقة من إشتعال منطقة حدودية جديدة على غرار ما واجهته من عصابات داعش على جانب الحدود مع العراق. خاصة بعد تردد أنباء عن نقل تركيا للجهاديين من سوريا وليبيا إلى أذربايجان.

وكذلك، كثفت إيران من جهودها للوصول إلى قرار إيقاف إطلاق النار، بعد خروج التظاهرات من الآذريين الإيرانيين في المحافظات المحافظية لدولة آذربايجان، والمطالبين بدعم إيران للدولة الآذرية في مواجهة أرمينيا. وهو ما يضع إيران في حرج لاسيما أنها تتمتع بعلاقات إقتصادية مهمة مع أرمينيا، وتتحالف مع هذا البلد في إطار الضغط على أذربايجان المتحالفة مع إسرائيل.

وقف إطلاق النار

بعد دعوات المجتمع الدولي المتواصلة إلى الهدنة، أرسلت باكو ويريفان وزيري خارجيتيهما إلى العاصمة الروسية لبدء مفاوضات، لإنهاء القتال الذي بدأ في 27 سبتمبر.

أعلنت مصادر روسية اليوم السبت، عن وقف إطلاق النار في قره باغ. كما أعلنت وزارة الخارجية التركية عن دعمها لوقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ كخطوة أولية مهمة، لكنها شددت على أنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن حل دائم.

والتقى وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان زوراب مونتاسكانيان وجيحون بايراموف في موسكو أمس الجمعة في ضيافة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ، واتفقت الأطراف الثلاثة على وثيقة مشتركة ووقف لإطلاق النار في منطقة ناغورنو كاراباخ بعد 10 ساعات من المفاوضات، واصبح الاتفاق ساري المفعول عند الساعة 12 ظهر يوم السبت 10 أكتوبر في بداية وقف إطلاق النار في قره باغ.

كما تم الاتفاق على أن تواصل أرمينيا وجمهورية أذربيجان، بالوساطة المشتركة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، المفاوضات الأساسية بهدف التوصل إلى اتفاق سلمي في أقرب وقت ممكن.

وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرجي لافروف في بيان إثر المفاوضات إنّ وقفاً لإطلاق النار يبدأ ظهر السبت لأغراض إنسانيّة”.

وأشار لافروف إلى أنّ وقف إطلاق النار سيتيح “تبادل أسرى حرب وأشخاص آخرين وجثث القتلى بما يتوافق ومعايير لجنة الصليب الأحمر”.

قلق إيراني

يشير الباحث فرزين نديمي، في تقرير نشره معهد واشنطن الأمريكي، أن طهران تقلق من أنه إذا استعادت أذربيجان مساحات شاسعة من ناغورنو كاراباخ بدعم فعلي من تركيا، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة انشقاق كبير في أوساط الأذريين الإيرانيين الذين لديهم إحساس قوي بالهوية العرقية أو الميول الانفصالية. وشهدت المناطق ذات الأغلبية الأذرية في شمال غرب إيران أساساً احتجاجات ودعوات لإغلاق معبر نوردوز الحدودي مع أرمينيا، الأمر الذي من شأنه وقف شحنات البضائع وعبور الشاحنات العسكرية الروسية. ورداً على ذلك، أصدر الممثلون المحليون للمرشد الأعلى علي خامنئي بياناً مشتركاً نادراً يدعم سيادة أذربيجان على ناغورنو كاراباخ، في محاولة واضحة لنزع فتيل القلق الأذري في الداخل. وبالمثل، شدد بيان وزارة الخارجية الإيرانية في 5 تشرين الأول/أكتوبر الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، على أهمية “احترام وحدة أراضي أذربيجان”، وحث أرمينيا على الانسحاب من “الأراضي المحتلة لأذربيجان” من دون ذكر ناغورنو كاراباخ على وجه التحديد. (قوات يريفان تسيطر أيضاً على أجزاء من أذربيجان تقع بين المنطقة الانفصالية وحدود أرمينيا).

كما أن طهران تضطر أحياناً بأنها للانحراف عن علاقاتها التقليدية الجيدة مع أذربيجان من أجل انتقاد العلاقات العسكرية والأمنية المتزايدة للبلاد مع إسرائيل. بل أنها اتهمت باكو بشكل غير مباشر بالسماح للطائرات الإسرائيلية بدون طيار بالتجسس على منشآت نووية في عمق إيران.

أما بالنسبة للطرف الرئيسي الآخر في النزاع، فإن الروابط العسكرية الإيرانية مع أرمينيا هي أقل علنية لكن تاريخها طويل. فعلى سبيل المثال، لطالما استخدمت طهران شركات واجهة أرمينية لتجاوز العقوبات الدولية المفروضة على نقل الأسلحة وحركة الطيران. وفي عام 2008، اتهمت الولايات المتحدة شركة أرمينية واحدة على الأقل تجمعها علاقات وثيقة بالنخبة السياسية في يريفان بشراء أسلحة روسية لصالح إيران. وحصلت عملية الشراء المشتبه بها في عام 2003، وفي نهاية المطاف وصلت الأسلحة إلى يد الميليشيات الشيعية التي تحارب القوات الأمريكية في العراق.

وفي الآونة الأخيرة، قاد وزير الدفاع الأرميني السابق فيغين سركسيان بعثة رفيعة المستوى إلى طهران في شباط/فبراير 2017 لمناقشة الروابط العسكرية. وفي تموز/يوليو 2020، تابع سفير إيران في يريفان هذا الموضوع خلال اجتماع عقده مع وزير الدفاع الحالي ديفيد تونويان.

ربما يعجبك أيضا